بعد جولة من القصف المتبادل بين القوات الأمريكية في سوريا والمجموعات المدعومة من إيران، في شمال شرقي سوريا، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن أن الطائرات الحربية الأمريكية كانت تستعد لشن جولة ثانية من الضربات الانتقامية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، ولكن البيت الأبيض قام بإيقاف العملية.
البيت الأبيض قرر إيقاف الجولة الثانية من الهجمات الأمريكية الانتقامية
وقالت مصادر أمريكية من إدارة بايدن، إن مرور عطلة نهاية الأسبوع بدون هجمات جديدة من قبل المجموعات المدعومة من إيران، وسوء الأحوال الجوية في شرق سوريا كان من شأنه أن يجعل استهداف المجموعات المدعومة من إيران أكثر صعوبة، فيما أكدت مصادر نيويورك تايمز أن الجيش الأمريكي مستعد للرد على أي تهديدات جديدة للأفراد الأمريكيين في سوريا.
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، يوم الإثنين، "سنفعل ما يتعين علينا القيام به بسرعة وجرأة لحماية شعبنا ومنشآتنا في سوريا".
ويتواجد في سوريا أكثر من 900 جندي أمريكي ومئات من المتعاقدين، يعملون مع المقاتلين الأكراد، وضمن قواعد التحالف الدولي، الذي انطلق لمواجهة تنظيم داعش.
ماذا حصل في سوريا؟
في ليلة يوم الخميس، تمكنت طائرة مُسيّرة انتحارية يعتقد أنها إيرانية من ضرب قاعدة للجيش الأمريكي، مما أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وجرح ستة أمريكيين آخرين.
وجاء الهجوم يوم الخميس، بعد 78 استهدافًا من قبل المجموعات المدعومة من إيران للقوات الأمريكية في سوريا، منذ مطلع عام 2021.
وبعد حوالي 13 ساعة من هجوم الطائرة المُسيّرة، قصفت الطائرات الحربية الأمريكية ثلاثة أهداف في شرق سوريا تستخدمها المجموعات المدعومة من إيران وجيش النظام السوري. وردًا على ذلك، استهدفت المجموعات المدعومة من إيران قواعد أمريكية أخرى في شرق سوريا، بالصواريخ والمُسيّرات مما أدى إلى إصابة أمريكية آخر. وعقب الهجوم الأخير، قررت الإدارة الأمريكية عدم الرد على عملية القصف.
يأتي ذلك مع تأكيد الإدارة الأمريكية على عدم سعيها للتصعيد مع إيران أو أن تخرج هذه الضربات المتبادلة عن السيطرة. وقال بايدن: إن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران"، مع تأكيده على الاستعداد للرد.
انشغلت الإدارة الأمريكية على مدار أيام في التأكيد أنها غير معنية في مواجهة وتصعيد مع إيران
وبحسب نيويورك تايمز، "أثار بعض المحللين مخاوف من أن الهجمات الجوية المتبادلة تهدد بعرقلة الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية لإنهاء سنوات من الاضطرابات". مضيفة: "يأتي القتال أيضًا في وقت تكافح فيه الإدارة حول كيفية مساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا وكيفية مواجهة الصين الصاعدة".
وحول جدوى الضربات الانتقامية الأمريكية، قال المسؤول السابق عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون مايكل ب. مولروي، "إن سياسة الرد النسبي الحالية لن تضع حدًا لهذه الهجمات. إذا كنت ستضرب، اضرب بقوة"، وفق تعبيره.
