09-مايو-2024
وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق: إن "إسرائيل غير جادة بالتوصل لاتفاق، وتستخدم المفاوضات غطاءً لاجتياح رفح واحتلال المعبر".

(epa) حذر الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل علنًا للمرة الأولى من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويدها بالأسلحة

لليوم الـ216، تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وكأنه في يومه الأول، وبينما تقتحم أطراف مدينة رفح وتجبر آلاف العائلات على النزوح، مع قصف عنيف وتقدم بري محدود، فإنها تعود إلى اقتحام حي الزيتون في مدينة غزة، بعد مرور 7 أشهر على الحرب.

أعلن جيش الاحتلال، عن نيته تنفيذ عملية عسكرية جديدة في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، للمرة الرابعة منذ بداية عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة. ومنذ ساعات الصباح، استشهد العشرات نتيجة قصف طيران الاحتلال للحي، مع نزوح مئات العائلات.

وبحسب مصادر محلية، فإن عشرات الشهداء والجرحى سقطوا جراء القصف الصاروخي والمدفعي المكثف الذي شنه الاحتلال في محيط مسجد علي بن أبي طالب في حي الزيتون، وعلى امتداد شارع، مما أدى إلى احتراق عدد كبير من المنازل، مع وجود عشرات المفقودين، وعدم تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم.

بينما يوسع الاحتلال عدوانه في قطاع غزة، ويتجه نحو رفح، فإنه عاد إلى اقتحام حي الزيتون في مدينة غزة

وقصفت طائرات الاحتلال 10 منازل في محيط مسجد حسن البنا، وجامعة غزة، بحي الزيتون، ما أدى إلى نزوح آلاف المواطنين، خاصة من مدارس عطا الشوا، وعين جالوت، وحسن النخالة، والفلاح، وعلي بن أبي طالب، باتجاه المناطق الشمالية والغربية لمدينة غزة.

وتطلق طائرات الاحتلال بين الحين والآخر الرصاص صوب المواطنين الذين يتحركون في أحياء مدينة غزة، خاصة في أحياء الزيتون، وتل الهوى، والصبرة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى في الشوارع، بالتزامن مع إطلاق الزوارق الحربية عدة قذائف ونيران الأسلحة الرشاشة صوب المنازل في حي الشيخ عجلين، وتل الهوى، جنوبي غرب المدينة.

وفي حي الصبرة وسط مدينة غزة، استُشهد العشرات، وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال منزلًا.

وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، استُشهدت امرأة ونجلها في قصف منزل. واستشهد صياد برصاص قوات الاحتلال أثناء تواجده على شاطئ بحر خانيونس.

وفي رفح جنوب قطاع غزة، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة عيد غرب المدينة، ما أدى  إلى سقوط 8 شهداء، بينهم 3 أطفال، أحدهم رضيع.

وتواصل طائرات الاحتلال قصف المناطق في محيط معبر رفح البري، مع إطلاق القذائف صوب المناطق الشرقية، خاصة في الشوكة، والجنينة.

وأطلقت زوارق بحرية الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه المناطق الغربية لمدينة رفح، فيما جددت مدفعية الاحتلال قصف مبنى بلدية رفح جنوبًا، ما أدى إلى تدمير أجزاء من المبنى.

بايدن والمفاوضات

وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل علنًا للمرة الأولى من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويدها بالأسلحة إذا قامت القوات الإسرائيلية بغزو كبير لرفح، آخر مدينة متبقية في غزة لم يتم تدميرها في الهجوم الإسرائيلي.

وقال بايدن في مقابلة: "لقد أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح... فلن أقوم بتزويدهم بالأسلحة التي استخدمت تاريخيًا للتعامل مع المدن".

واعترف بايدن بأن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية لقتل مدنيين في غزة، وقال عندما سئل عن القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي تم إرسالها إلى إسرائيل: "لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل وغيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية".

وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم أسلحة دفاعية لإسرائيل، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية".

وأفادت الأنباء أن مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز عقد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين يوم الأربعاء.

قال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن إسرائيل لا ترى أي علامة على تحقيق انفراجة في المحادثات، لكنها تبقي وفدها الذي يضم مفاوضين "متوسطي المستوى" في القاهرة في الوقت الحالي.

وقال مصدر مصري للتلفزيون العربي: إن "المفاوضات مستمرة لليوم الثالث في القاهرة بحضور جميع الأطراف".

وأضاف المصدر المصري للعربي: أن "مدير جهاز المخابرات الأميركية سيكون في القاهرة مجددًا لعرض نتائج مباحثاته مع المسؤولين الإسرائيليين".

بدوره، قال مصدر في حركة حماس للتلفزيون العربي: إن "نتنياهو بقراره اجتياح رفح يعني أنه اتخذ قرارا هو وجيشه بقتل الأسرى"، مضيفًا: "قد تكون هذه الفرصة هي الأخيرة لاستعادة أسرى الاحتلال أحياء".

وتابع المصدر نفسه: "المفاوضات ستكشف أن نتنياهو يراوغ ولا يريد إعادة الأسرى أحياء".

وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق: إن "إسرائيل غير جادة بالتوصل لاتفاق، وتستخدم المفاوضات غطاءً لاجتياح رفح واحتلال المعبر".

وأضاف الرشق: "نتنياهو يحاول اختلاق الذرائع للتهرب من المفاوضات، ويُلقي باللوم على حماس وعلى الوسطاء"، مشيرًا إلى أن "موافقة حماس على مقترح الوسطاء، أربكت نتنياهو وأوقعته في مأزق".

وأوضح الرشق أن "حماس متمسكة بموقفها الذي أبلغته للوسطاء بالموافقة على مقترحهم".

أزمة إنسانية

وزعمت مصادر إسرائيلية، أنه تم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم من أجل إعادة إدخال المساعدات. لكن جولييت توما، مديرة الاتصالات في الأونروا، قالت إنه لم تدخل أي مساعدات حتى منتصف نهار الأربعاء، وأن الوكالة اضطرت إلى تقنين توزيع الوقود، الذي وصلت سابقًا.

كما تم تحميل مساعدات لغزة على متن سفينة في قبرص، يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن تكون أول شحنة يتم تسليمها باستخدام الرصيف البحري الأميركي. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن الهجوم الشامل على رفح "سيكون كارثة إنسانية". وكتب غوتيريش في منشور على موقع "إكس" يوم الأربعاء: "في رفح عدد لا يحصى من الضحايا المدنيين، وأجبرت أعداد لا حصر لها من الأسر على الفرار مرة أخرى، دون أن يكون لديهم مكان آمن يذهبون إليه".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إن المستشفيات في جنوب قطاع غزة لم يتبق لديها سوى ثلاثة أيام فقط من الوقود، بسبب إغلاق المعابر الحدودية. مضيفًا: "لا يزال إغلاق المعبر الحدودي يمنع الأمم المتحدة من جلب الوقود. وبدون الوقود، ستتوقف جميع العمليات الإنسانية".

وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن إغلاق الحدود يعيق أيضًا إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. مشيرًا إلى أن مستشفى أبو يوسف النجار، لم يعد يعمل بسبب الأعمال العدائية المستمرة في المنطقة المجاورة والعملية العسكرية في رفح.