06-ديسمبر-2023
 زودت الولايات المتحدة إسرائيل بعشرات الألاف من القنابل والقذائف منذ بداية العدوان (GETTY)

ترفض الإدارة الأمريكية الضغط على تل أبيب في هذه الفترة (GETTY)

مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتفاع عدد الشهداء، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإقناع إسرائيل بالعمل على تحييد المدنيين من دائرة الحرب التي تشنها في القطاع، لكن دون أن تقدم على اتخاذ خطوات أو إجراءات من شأنها إجبارها على قبول طلبها، مثل التهديد بتقييد المساعدات العسكرية، وفق ما جاء في تقرير لوكالة "رويترز".

فقد حث كبار المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، إسرائيل علنًا على "شن هجمات أكثر دقة" في جنوب قطاع غزة لتجنب إلحاق خسائر كبيرة في صفوف المدنيين مثل الذي حدث خلال هجماتها في شمال القطاع.

تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإقناع "إسرائيل" بالعمل على تحييد المدنيين من دائرة الحرب التي تشنها في القطاع، لكن دون أن تقدم على اتخاذ خطوات أو إجراءات من شأنها إجبار ها على قبول طلبها

واستشهد نحو 900 فلسطيني في غزة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية منذ انتهاء الهدنة الجمعة الماضية، وهو نفس العدد تقريبًا الذي استشهد في الغارات على غزة خلال الأيام الأربعة الأولى التي أعقبت عملية طوفان الأقصى، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن إدارة بايدن تستبعد في الوقت الحالي تقييد تسليم الأسلحة أو الذخائر، أو انتقاد إسرائيل بشدة كوسيلة لتغيير موقفها، لأنها تعتقد أن الاستراتيجية الحالية للتفاوض بشكل غير علني فعالة.

وذكر مسؤول أمريكي كبير: أن "ما نفعله يحركهم"، مستشهدًا بكيفية تحول موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من رفض السماح بدخول المساعدات إلى غزة إلى السماح بدخول بما يقرب من 200 شاحنة من المساعدات يوميًا، مشيرًا إلى أن هذا التغير جاء نتيجة "الدبلوماسية المكثفة، وليس التهديدات"، وفق قوله.

ولفتت "رويترز"، النظر إلى أن حديث المسؤول الأمريكي جاء بعد ثلاثة أيام من استئناف القصف الجوي على جنوب قطاع غزة، حيث يواصل المواطنون سحب جثث الأطفال والشبان من تحت الأنقاض.

ولتبرير هذا الموقف، قال المسؤول الأمريكي: إن "خفض الدعم العسكري لإسرائيل ينطوي على مخاطر كبيرة"، وأضاف: "تقليل المساعدات المقدمة لإسرائيل، يعني تشجيع الأطراف الأخرى على الدخول في الصراع. هذا يُضعف تأثير الردع، ويشجع أعداء إسرائيل الآخرين"، بحسب تعبيره.

وتصف الولايات المتحدة دعمها "لإسرائيل بأنه لا يتزعزع"، وتبدو الحكومة الإسرائيلية غير متأثرة بالمطالب الدولية بتغيير استراتيجيتها.

وعندما سألت "رويترز" مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية، أوفير فولك، عن الضغط الدولي على إسرائيل، قال: "يجب إن أعترف أنني أشعر بأن رئيس الوزراء لا يشعر بأي ضغط، وأننا سنفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافنا العسكرية"، على حدِّ تعبيره.

وتمنح الولايات المتحدة مساعدات عسكرية "لإسرائيل" بقيمة 3.8 مليار دولار سنويًا، بدءًا من الطائرات المقاتلة إلى القنابل الخارقة للتحصينات، وطلبت إدارة بايدن من الكونغرس الموافقة على تقديم 14 مليار دولار إضافية.

ويقول مدير المناصرة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، سيث بيندر: إن "هذا الدعم يمنح واشنطن نفوذًا كبيرة حول كيفية إدارة الحرب ضد حماس"، يضيف بيندر: "حجب أنواع معينة من المعدات أو تأخير إعادة ملء مخزونات الأسلحة المختلفة من شأنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على تعديل الاستراتيجيات والتكتيكات، لأنه لن يضمن لها مزيدًا من الدعم"، وتابع: "حتى الآن، أظهرت الإدارة عدم رغبتها في استخدام هذا الضغط".

وتشير "رويترز"، إلى أن الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2024 "تثقل كاهل بايدن"، حتى مع تكثيف كبار المساعدين دعواتهم للضغط على إسرائيل، لكنه يعتبر أن خفض هذه المساعدات، سوف تنعكس سلبًا من جهة كسب دعم الناخبين المؤيدين لإسرائيل.

كما يواجه بايدن أيضًا ضغوطًا من الجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، الذي يريد من الولايات المتحدة أن تضع شروطًا على المساعدات العسكرية لدولة الاحتلال، وأن يدعم بايدن الوقف الفوري لإطلاق النار.

وكشف مصدر أمني إسرائيلي كبير بأنه حتى الآن لم يحدث أي تغيير في الدعم الأمريكي لإسرائيل. وأضاف: "في الوقت الحالي هناك تفاهم وهناك تنسيق مستمر"، وتابع: إذا "غيرت الولايات المتحدة مسارها، فسيتعين على إسرائيل تسريع عملياتها وإنهاء الأمور بسرعة".

رغم عدد الضحايا الكبير، إلّا أنّ الإدارة الأمريكية لا تتجه للضغط على تل أبيب، ولم يحدث أي تغير في الدعم العسكري لها

يذكر أن تقريرًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أشار إلى أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بعشرات الآلاف من القنابل والقذائف، من ضمنها قنابل خارقة للتحصينات، استخدمتها في عدوانها على غزة.

وأشار المسؤولون الأمريكيون، إلى أن كمية الأسلحة تقدر بـ 15 ألف قنبلة، و57 ألف قذيفة مدفعية، بدأت بإرسالها بعد وقت قصير من 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واستمرت لغاية الأيام الأخيرة.