03-يناير-2018

أكثر من 10 آلاف مدني هم ضحايا الحرب السورية في 2017 (عامر الموهباني/ أ.ف.ب)

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريرًا حقوقيًا يوثق مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف مدني خلال عام 2017 المنصرم، على يد جميع الأطراف المتقاتلة في مختلف المدن السورية. وجاءت النسبة الأكبر من المدنيين الذين قضوا خلال العام المنصرم على يد النظام السوري مدعومًا بالمليشيات الإيرانية وغير الإيرانية المدعومة من إيران، والتي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني إلى جانب حزب الله اللبناني.

استمرت فاجعة الحرب السورية بمآسيها في 2017، بمقتل أكثر من 10 آلاف مدني، معظمهم على يد قوات الأسد والمليشيا الإيرانية الداعمة له

أكثر من 10 آلاف مدني قضوا في سوريا 2017

استمرت فاجعة الحرب السورية الممتدة منذ 2011، بمقتل 10204 مدني على يد كافة الأطراف المتحاربة، فيما كانت النسبة الأكبر من دماء المدنيين السوريين، محسوبة على يد قوات النظام السوري والمليشيا الإيرانية والأجنبية المدعومة من إيران، بنسبة 40.65% أي حوالي 4148.

اقرأ/ي أيضًا: 20 معلومة لا بد من معرفتها عن سوريا

في المركز الثاني من حيث القتل، جاء التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، متسببًا في مقتل قرابة 1759 مدنيًا بنسبة 17,24%. يُضاف إليهم 1446 مدنيًا قُتلوا على يد تنظيمي الدولة الإسلامية (داعش) وهيئة تحرير الشام (هتش)، و1436 مدنيًا على يد القوات الروسية التي أعلنت تدخلها رسميًا لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في 30 أيلول/ سبتمبر 2015. 

كما وثق تقرير الشبكة السورية، مقتل 913 مدنيًا على يد أطراف مجهولة، ومقتل 316 مدنيًا على يد القوات الكردية، معظمهم سقط بشكل أساسي على يد الأذرع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي، فيما سقط 186 مدنيًا بسبب نيران فصائل المعارضة السورية المسلحة.

ويعكس التقرير الأخير عدم التزام النظام السوري مدعومًا من روسيا وإيران بما توصلت إليه الأطراف الدولية نهاية عام 2016، بعد توقيعها على وقف لإطلاق النار في العاصمة التركية أنقرة، بالإضافة لتجاهله مذكرة التفاهم الموقعة في أيار/مايو الفائت في العاصمة الكازاخية أستانا، والتي نصت على تحديد خمس مناطق ضمن ما يعرف بمذكرة "تخفيف التوتر".

وكان النسبة الأكبر للضحايا المدنيين الذين قضوا العام الفائت من دمشق وريفها، حيثُ قضى 2019 مدنيًا. ومن المعروف أن منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق تخضع لحصار خانق من قبل قوات النظام منذ عام 2013، كما أنه قضى في مدينة الرقة 1512 مدنيًا نتيجة العملية العسكرية التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم من التحالف الدولي لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم داعش.

ضحايا الأطفال والنساء

ومن بين 10204 مدني الذي قضوا في 2017 في الحرب السورية، هناك 2298 طفلًا، بينهم 754 على يد قوات النظام والمليشيا الإيرانية بنسبة 32.81%، و521 بقصف طائرات التحالف الدولي، بنسبة 22.67%، وعلي يد القوات الروسية قتل ما نسبته 19.1% من إجمالي الأطفال الضحايا خلال عام 2017، و12.32% على يد تنظيمي داعش وهتش.

ولم تكن النساء بعيدةً عن مقتلة الحرب السورية، بأرقام تُوضّح منافسة التحالف الدولي للنظام السوري في الجريمة، فقد قضت على إثر الحرب السورية خلال 2017 أكثر من 1536امرأة، بينهن 38.48% على يد قوات الأسد والمليشيا الإيرانية، و21.61% بقصف التحالف الدولي، و18.49% على يد القوات الروسية، 9.7% على يد داعش وهتش.

يتورط التحالف الدولي في ثاني أكبر نسبة من القتلى المدنيين في سوريا خلال 2017، بعد النظام السوري والمليشيا الإيرانية

يتبيّن من الأرقام كما ذكرنا، تورط التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش، في جرائم استهداف المدنيين في سوريا، وبنسبٍ لم تفقها سوى نسب جرائم النظام السوري والمليشيات الداعمة له!

اقرأ/ي أيضًا: المرأة السورية.. عبء التقاليد وأعباء الثورة

القصف الغاشم.. إلقاء أكثر من 68 ألف برميل متفجر

وقبل أيام من انتهاء العام المنصرم، نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا منفصلًا، يوثق إلقاء مروحيات النظام السوري منذ تموز/يوليو 2102، عندما استخدمه لأول مرة، وحتى كانون الأول/ديسمبر 2017 ما لا يقل عن 68 ألفًا و334 برميلًا متفجرًا، تسبب في مقتل 10 آلاف 763 مدنيًا. ومن بين هذه البراميل، هناك ما لا يقل عن 87 برميلًا يحوي غازات سامة.

وكانت مدينة داريا بريف دمشق الغربي، والتي تبلغ مساحتها 102 كيلومتر مربع، أكثر المدن التي ألقى النظام السوري البراميل المتفجرة عليها، حيثُ وصل عددها لنحو 7 آلاف و846 برميلًا متفجرًا، قبل أن يتمكن من استعادة السيطرة عليها، بعدما أبرم اتفاقًا مع فصائل المعارضة المتواجدة بها في آب/ أغسطس 2016، أفضى بخروج المقاتلين مع عوائلهم، ومن يرغب من المدنيين إلى مدينة إدلب شمال سوريا، في إطار عملية التهجير القسري بدأ فيها النظام السوري اعتبارًا من منتصف حزيران/يوليو من العام ذاته.

خارطة السيطرة

كذلك شهد العام المنصرم (2017) تبدلًا واضحًا في خارطة السيطرة العسكرية لصالح النظام السوري، مقابل انحسار نفوذ تنظيم داعش لما يقرب من 3% فقط، من أصل المساحة التي كان يسيطر عليها سابقًا، فقد تمكن النظام مدعومًا بالمليشيات الإيرانية/الأجنبية والمقاتلات الروسية، من استعادة كافة المناطق التي كانت خاضعة لنفوذ التنظيم في البادية السورية، ويأتي من ضمنها ريفي حمص وحماة، بالإضافة لمدينة دير الزور، وأجزاء واسعة من الريف، من بينها مدينتي البوكمال والميادين ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لإيران.

أما بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد)، فقد استطاعت السيطرة على كامل مدينة الرقة مع ريفها، والتي كانت بمثابة عاصمة التنظيم المتشدد، ومن ضمنها مدينة الطبقة التي يتواجد فيها سد تشرين. وشهد العام المنصرم التقاء قوات النظام مع مقاتلي قسد لأول مرة منذ تأسيس الأخيرة في عام 2914، حيثُ يلتقي الطرفان على شريط طويل يمتد من الحدود العراقية إلى مدينة عفرين بريف حلب شمال سوريا، التي يفصلها عن مدينة منبج فصائل المعارضة المدعومة من تركيا فيما يعرف باسم مناطق "درع الفرات".

وفيما يتعلق بالمناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية، فقد شهدت انحسارًا مشابهًا لما حصل مع نهاية عام 2016، فاستطاع النظام السوري خلال العام المنصرم استعادة السيطرة في كانون الثاني/يناير على منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، بعد حملة عسكرية عنيفة استخدم فيها كافة الأسلحة المتوفرة، فضلًا عن استهدافه أنابيب المياه في نبع عين الفيجة التي تغذي سكان العاصمة بمياه الشرب.

وفي آذار/ مارس 2017، أبرم النظام السوري اتفاقًا مع فصائل المعارضة في حي الوعر وسط مدينة حمص، قضى بخروج مقاتلي المعارضة مع عوائلهم إلى مدينة إدلب، وذلك بعد قرابة خمسة أعوام من الحصار الخانق المفروض على الحي. وفي نيسان/أبريل، أبرم اتفاقًا مع فصائل المعارضة في مناطق الزبداني، سرغايا، ومضايا أفضى بخروجهم إلى الشمال السوري، والتي عُرفت باسم اتفاقية "المدن الأربعة"، وكانت من أكبر عمليات التهجير التي طالت السكان الأصليين في إطار سياسة التغيير الديموغرافي.

دفعت القوات الروسية والمليشيا الإيرانية والأجنبية، لتقدّم نظام الأسد في 2017 واتساع رقعة سيطرته على الخارطة السورية

ومع نهاية العام المنصرم أبرم النظام السوري اتفاقًا مع فصائل المعارضة في منطقة بيت جن بريف دمشق اتفاقًا مشابهًا يفضي بخروج مقاتلي المعارضة دون عوائلهم إلى مدينتي إدلب ودرعا، لكن تقارير صحفية قالت إن الاتفاق جُمّد، رغم تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إخلاء المقاتلين لمواقعهم في المنطقة التي تقع قرب الشريط الفاصل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال فلسطين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حصاد المغرب في 2017.. فورات شعبية وصحافة مقيدة وتدهور حقوقي

حصاد تونس 2017.. المسار الديمقراطي مستمر رغم الخيبات