12-ديسمبر-2023
خطط إسرائيلية لتهجير غزة

بينما تتحدث المستويات السياسية الإسرائيلية، عن "نكبة غزة 2023"، وتطرح خطط للتهجير، بشكلٍ غير رسمي، فإن نتنياهو يحاول المناورة في هذا الملف (Getty)

تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي، المناورة في كل حديثها عن تهجير أهالي قطاع غزة، وبينما تتحدث المستويات السياسية الإسرائيلية، عن "نكبة غزة 2023"، وتطرح خطط للتهجير، بشكلٍ غير رسمي، فإن نتنياهو يحاول المناورة في هذا الملف، وعدم حسم الحديث حول بشكلٍ واضح.

وبعد غموض إسرائيلي كبير، قال المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن "إسرائيل ليس لديها خطط لنقل السكان الفلسطينيين من قطاع غزة"، ووصف هذه المزاعم بأنها "اتهامات شائنة"، رغم أن السياسة الإسرائيلية على أرض القطاع المحاصر، لا تبدو كذلك.

وأدلى إيلون ليفي بهذا التصريح في حديث مع وسائل إعلام أجنبية، سُئل خلاله عن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عن أن "ما نشهده في غزة ليس مجرد قتل الأبرياء وتدمير سبل عيشهم (على يد إسرائيل) بل جهد منهجي لتفريغ غزة من شعبها".

قال أحد الدبلوماسيين الغربيين لصحيفة "هآرتس"، إن تصريح ليفي "الصريح كان مشجعًا، ولكن إذا أرادت إسرائيل طمأنة أصدقائها، فيجب على المزيد من كبار المسؤولين أن ينكروا ذلك، وباللغة العبرية"

وتأتي هذه التصريحات بعد سلسلة مواقف إسرائيلية، جاءت على لسان وزير الزراعة الإسرائيلية، الذي قال هذه "نكبة غزة 2023"، ومقال لأعضاء الكنيست رام بن باراك وداني دانون يقدم خطة لنقل أهالي غزة إلى دول العالم، بالإضافة إلى تصريحات المتطرف إيتمار بن غفير وأعضاء حزبه، وكذا المقال الذي كتبته وزيرة المخابرات الإسرائيلية جيلا جملئيل والذي يقترح "النقل الطوعي" لسكان غزة، وذلك بعد إعداد الوزارة خطة تتضمن عدة نقاط وبنود حول التهجير. ومقال جملئيل، اضطرت السفارة الإسرائيلية في واشنطن الشهر الماضي، إلى اعتباره "لا يمثل الحكومة".

وقال دبلوماسيون من ثلاث دول دعمت إسرائيل منذ بداية الحرب في غزة لصحيفة "هآرتس" إنهم أثاروا هذه القضية في المناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة. ولم تكن التصريحات العلنية للوزراء الإسرائيليين هي الأساس الوحيد لقلقهم. 

وأعربت حكومة غربية واحدة على الأقل عن مخاوفها من أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو حليف بارز لنتنياهو، يستكشف خيار تشجيع الهجرة من غزة، وأبلغت إسرائيل هذه الحكومات بعدم وجود مثل هذه الخطط.

كما أعربت القاهرة عن قلقها إزاء أي محاولة إسرائيلية لدفع سكان غزة الفلسطينيين إلى أراضيها. وظهرت هذه القضية في المناقشات بين المسؤولين المصريين وإدارة بايدن، حيث وسعت القوات الإسرائيلية هجومها على غزة إلى النصف الجنوبي من الجيب، مما دفعها إلى الاقتراب من الحدود المصرية.

وبعد لقاء بين نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي، أكد البيت الأبيض معارضته لأي محاولة لترحيل سكان غزة أو تشجيع هجرتهم إلى دولة أخرى. علاوة على ذلك، أوضحت واشنطن أنها تعارض أي محاولة لإحياء الاستيطان الإسرائيلي في غزة، أو تغيير حدود غزة أو إقامة احتلال دائم من قبل القوات الإسرائيلية.

وردًا على ذلك، قال أحد الدبلوماسيين الغربيين لصحيفة "هآرتس"، إن تصريح ليفي "الصريح كان مشجعًا، ولكن إذا أرادت إسرائيل طمأنة أصدقائها، فيجب على المزيد من كبار المسؤولين أن ينكروا ذلك، وباللغة العبرية".

وفي نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر، كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية نقلًا عن مصادر مطّلعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإقناع القادة الأوروبيين بالضغط على مصر لقبول اللاجئين بعد إجبارهم على الخروج من غزة. 

وبحسب المصادر التي نقلت عنها الصحيفة، فإن الفكرة قد طرحت بشكل أولي عبر عدة دول من بينها التشيك والنمسا، وذلك في مناقشات خاصة مع زعماء في دول الاتحاد الأوروبي، إلا أنّها قد قوبلت بالرفض، ولاسيما من الدول الأوروبية الكبرى في الاتحاد، ومن بينها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، والتي وصفت الاقتراح بأنه "غير واقعي". كما أشار مسؤولون في هذه الدول إلى مقاومة المسؤولين المصريين المستمرة لفكرة قبول اللاجئين من غزة، حتى على أساس مؤقت، وهو الأمر الذي كانت القاهرة قد أعربت عنه بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية، عبر إعلانها عن رفض "سياسة التهجير" ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية "على حساب دول الجوار".