11-ديسمبر-2023
إصابات الجيش الإسرائيلي في غزة

صحيفة هآرتس تتحدث عن فجوة بين أرقام المستشفيات وتلك الصادرة عن الجيش الإسرائيلي بخصوص الإصابات (Getty)

يعتم الجيش الإسرائيلي على أعداد القتلى والجرحى في صفوفه، خلال الاشتباكات الدائرة في قطاع غزة، في سياسة منهجية للتكتم على خسائره.

وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشكلٍ رسمي عن عدد الإصابات في صفوفه، بشكلٍ رسمي، ولأول مرة يوم أمس الأحد، معلنًا عن إصابة 1593 جنديًا إسرائيليًا.

وتشمل هذه الأرقام 559 جنديًا أصيبوا خلال العدوان البري الإسرائيلي في غزة، من بينهم 127 أصيبوا بجروح خطيرة، و213 أصيبوا بجروح متوسطة، و219 أصيبوا بجروح طفيفة. وحتى يوم الأحد، لا يزال 40 جنديًا مصابين بجروح خطيرة يتلقون العلاج في المستشفى، بالإضافة إلى 211 مصابًا بجروح متوسطة و165 بإصابات طفيفة.

توضح "هآرتس"، هناك نسبة غامضة من الجرحى، تتعلق بأفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الذين لا ينتمون إلى الجيش، وأصيبوا في أثناء الحرب، ومنهم وعناصر استطلاع ووحدات التدخل السريع والشرطة وحرب الحدود والشاباك

وابتداءً من يوم الإثنين، سيقدم جيش الاحتلال تحديثات يومية في الساعة الواحدة بعد الظهر، عن عدد الإصابات.

ورغم ذلك، قامت صحيفة "هآرتس"، بإجراء مقارنة مع أرقام المستشفيات الإسرائيلية، التي ينقل لها الجنود، تكشف عن فجوة كبيرة وغير مبررة في البيانات التي أعلنها الجيش والتي تصل من المستشفيات، مشيرةً إلى أن بيانات المستشفيات تظهر أن عدد الجرحى من الجنود سيكون ضعف أعداد الجيش.

وعلى سبيل المثال، أفاد مركز برزيلاي الطبي في عسقلان وحده عن علاج 1,949 جنديًا أصيبوا في الحرب منذ 7 أكتوبر (من بين 3,117 جريحًا عولجوا هناك خلال الحرب)، في حين أفاد الجيش أن إجمالي الجرحى 1,593 جنديًا جريحًا. وبحسب ما ورد عالجت أسوتا أشدود 178 مصابًا، وإيخيلوف (تل أبيب) 148، ورمبام (حيفا) 181، وهداسا (القدس) 209، وشعاري تسيدك (القدس) 139.

بالإضافة إلى ذلك، تم علاج 1000 جندي آخر أو نحو ذلك في مركز سوروكا الطبي في بئر السبع، بينما تم علاج 650 آخرين في مركز شيبا الطبي في تل هشومير. هذه قائمة جزئية، لأن البيانات لا تشمل الجنود الموجودين حاليًا في أجنحة إعادة التأهيل والذين تم بالفعل اعتبارهم جرحى عند وصولهم إلى أقسام الطوارئ وأقسام المرضى الداخليين.

كما تظهر الفجوات بين بيانات جيش الاحتلال وبيانات المستشفيات بشكل واضح في ضوء إحصاءات وزارة الصحة الإسرائيلية الموجودة على موقعها على الإنترنت. يعرض هذا الموقع بيانات عامة عن الإصابات بشكلٍ عام. ووفقًا لبيانات وزارة الصحة، تم إدخال 10548 جنديًا ومدنيًا أصيبوا في الحرب في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و10 تشرين الثاني/ديسمبر.

ويمثل الرقم الذي أعلنه الجيش عن 1593 جنديًا جريحًا 15% فقط من إجمالي عدد الجرحى، وتقول "هآرتس": "وهو ما يبدو منخفضًا على نحو غير عادي، حيث يتوقع المرء أن يكون قسم كبير من الضحايا المرتبطين بالحرب من الجنود".

وعلق جيش الاحتلال، بأن أرقامه تتعلق فقط بالجنود الذين تم تصنيفهم على أنهم غير قادرين على العودة إلى الخدمة.

وتوضح "هآرتس"، هناك نسبة غامضة من الجرحى، تتعلق بأفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الذين لا ينتمون إلى الجيش، وأصيبوا في أثناء الحرب، ومنهم وعناصر استطلاع ووحدات التدخل السريع والشرطة وحرب الحدود والشاباك.

وتحدثت الصحيفة، عن قيام الجيش بإرسال مجموعة من التعمليات إلى المستشفيات، من أجل تقليص نشر الأرقام من الجرحى، مثل عدد الإبلاغ عن الإصابات التي لم يعلن عنها الجيش، وعدم تحديد نسبة الجنود في الأرقام.

خسائر غير مسبوقة

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن إصابة أكثر من 5000 جندي إسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، كلهم من قوات الاحتياط، تم الاعتراف بأكثر من 2000 منهم كمعاقين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. قبل قيام الصحيفة بحجب رقم الإصابات والإبقاء على رقم معاقين الجيش الإسرائيلي.

ووصفت الصحيفة الأرقام بـ"الفلكية"، موضحةً أن هذا الرقم يتعلق في جنود الاحتياط، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن 1000 جريح آخر من القوات النظامية، في تحديث واحد منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة العبرية، أن أقسام إعادة التأهيل في المستشفيات الإسرائيلية تستقبل يوميًا حوالي 60 جريحًا جديدًا. مضيفةً: "لا يزال تسونامي الصدمات أمامنا". 

وتقول رئيسة قسم إعادة التأهيل في وزارة الأمن الإسرائيلية، ليمور لوريا، إن "المستشفيات في حالة تأهب. إذ تعمل للإسراع على تسريح الجرحى من أجل استقبال جرحى جدد".

جيش الاحتلال يدفع الثمن الأكبر نتيجة العبوات الناسفة والمنازل المفخخة

السلاح الأخطر

وفي مقال لها، تحدث المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، عن أن الاشتباكات في قطاع غزة، وفي مراكز المقاومة تؤدي إلى ارتفاع حصيلة الإصابات والقتلى في الجيش الإسرائيلي.

موضحًا أن جيش الاحتلال يدفع الثمن الأكبر نتيجة العبوات الناسفة والمنازل المفخخة، قائلًا: إن "الأراضي الزراعية المفتوحة التي تخلق وهمًا بالأمن والسيطرة لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يسيرون في الميدان. لكن يتم رصد ذلك عن بعد من قبل عناصر حماس المتواجدين على أسطح المنازل ويقومون بتفجير الصواعق".

وأضاف: "لم يقم الجيش الإسرائيلي حتى الآن بتطوير طريقة جيدة بخلاف التدمير الأولي لتحديد مواقع العبوات الناسفة وتحييدها". مشيرًا إلى أنه "من بين مئات الجرحى من الجيش الإسرائيلي، هناك العديد ممن تضررت أعينهم بسبب شظايا المتفجرات التي انفجرت بالقرب منهم أو بسبب الرذاذ المتطاير من الجدران".