11-ديسمبر-2023
الجيش الإسرائيلي يفشل في تحقيق الإنجازات في غزة

تعتبر تل أبيب العدوان الحالي ضرورة وجودية لها (Getty)

تدور التقارير الإسرائيلية والغربية، حول أن الوقت "يداهم" جيش الاحتلال الإسرائيلي، مع وضع الولايات المتحدة الأمريكية مهلةً زمنية من أجل "إتمام" المرحلة الحالية من العدوان في قطاع غزة، مع نهاية العام الحالي.

وفي تقرير للمعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، تحدث عن أن "السؤال الحالي هو إمكانية توسيع العدوان البري"، في ظل التقديرات التي تتجه نحو التوجه إلى المرحلة الرابعة من العدوان.

وعلق هارئيل، على صور الأسرى التي نشرها جيش الاحتلال، قائلًا: "ليس كل من يظهر وهو يرفع يديه أو يتم احتجازه هو بالضرورة عضو في حماس. ويبدو أن معظمهم من المدنيين المحاصرين".

أحد التحديات التي تواجه جيش الاحتلال "كيفية تسويق إنجازات الجيش على أنها نجاح للجمهور الإسرائيلي"

وأضاف: "مثل الجيش، تقاتل حماس منذ أكثر من شهرين، في ظل ظروف قاسية. وعلى النقيض من الجيش، فقد حققت بالفعل إنجازاً كبيراً، في السابع من أكتوبر". 

وأشار إلى أن إعادة انتشار جيش الاحتلال في شمال غزة، لن يمنع إمكانية حدوث اشتباكات أو عمليات ضدها، وحتى في المناطق "التي يقدر الجيش نهاية القتال فيها".

وأوضح هارئيل، أن جهد جيش الاحتلال سيتجه نحو خانيونس جنوبي القطاع. مضيفًا: "في الوقت نفسه، سيتعين اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم توسيع العملية في الجنوب إلى المناطق التي لم ينشط فيها الجيش بعد. وتشمل هذه المناطق رفح ومخيمات اللاجئين في وسط غزة. ويقدر الجيش أنه يمكنه إكمال هذه المناورة المعقدة في حوالي شهر ونصف. ومن المرجح أن تأمل الإدارة الأمريكية أن يتمكن الجيش من إنهاء عملياته في غضون ثلاثة أسابيع تقريبًا"، وفق ما جاء في المقال.

وأضاف: "بمجرد الانتهاء من الهجوم البري الواسع، الذي أعقب الهجمات الجوية، فمن المفترض أن تأتي المرحلة الثالثة من العملية. ومن المقرر أن تشمل هذه المرحلة خفض عدد القوات، والتسريح الجزئي عن جنود الاحتياط، وإقامة منطقة عازلة على جانب غزة من الحدود. وستتضمن المرحلة الثالثة سلسلة مطولة ومكثفة من الغارات التي تستهدف حماس"، وفق تعبيره.

وفي السياق، قال: "هذه الخطة معقدة. وسوف تستمر في جزء من العام المقبل. سوف يواجه الجيش مشكلتين رئيسيتين. التحدي الأول سيكون كيفية تسويق إنجازات الجيش على أنها نجاح للجمهور الإسرائيلي، مع الأخذ في الاعتبار التراجع في الهجوم. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال هذه الفترة لإعادة المزيد من الرهائن لدى حماس، إذا لم يكن هناك استسلام جماعي، إذا لم يُقتل أي من أعضاء القيادة العليا للمنظمة، وعلى رأسهم يحيى السنوار – فهل سيقبل الرأي العام هذه التسوية؟ التقليل من حدة الحرب؟"، بحسب مقال هارئيل.

جيش الاحتلال على حدود غزة

أمّا المشكلة الثانية إسرائيليًا، فهي أن نتنياهو "ما زال يرفض بشدة أي بحث حول المرحلة الرابعة، النتيجة المرجوة من الحرب، والتي تعرف بـ’اليوم التالي’". وأوضح هارئيل: "مراوغة نتنياهو تخلق غياباً للوضوح الاستراتيجي وتعرقل تحقيق أهداف الحرب. كما أن سلوكه يؤدي إلى تفاقم التوترات مع الإدارة الأميركية التي تسعى إلى تنسيق موقفها مع إسرائيل. واشنطن مقتنعة بأن وجود موطئ قدم للسلطة الفلسطينية في غزة أمر حيوي لإقناع الدول العربية بالتوقيع على خلق واقع جديد في قطاع غزة"، ويربط ذلك بين الدعم الأمريكي لتل أبيب والتوافق مع القرارات، قائلًا: "أكبر رافعة يملكها بايدن على نتنياهو ليست استمرار استخدام حق النقض لصالح إسرائيل، بل سيطرته على مخزونها من الذخائر". مشيرًا إلى أن القتال في المناطق الحضرية يحتاج للكثير من القذائف، بالإضافة إلى الجبهة الشمالية و"خطر" الانفتاح الكامل لها يلوح بالأفق، وهذا يحتاج إلى دعم أمريكي.

تغيرات وتحديات

من جانبه، قال المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع: "عندما تنتهي المرحلة الحالية في غزة، ربما في ظل ظروف سياسية أكثر منها عسكرية، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يتحول إلى القتال وفق نموذج مماثل لذلك الذي يتم تطبيقه في الضفة الغربية".

وأضاف: "الحرب طويلة ودموية، ولكنها أيضًا ضرورة وجودية"، موضحًا: "في النموذج القتالي الحالي، حيث تعمل فرق بأكملها في العمق، فإن مهمة القضاء على العمل تحت الأرض معقدة ومعقدة وخطيرة للغاية. ولكن عندما تنتهي هذه المرحلة، في ظل ظروف سياسية أكثر منها عسكرية على ما يبدو، فإن الجيش الإسرائيلي سوف ينتقل إلى الغارات، وهو نوع من "قص العشب" كما حدث بعد الانتفاضة الثانية في الضفة الغربية. أما التحدي في غزة فسوف يتمثل في أكبر من نابلس وجنين".

الجيش الإسرائيلي يسعى إلى إقامة منطقة عازلة، رغم التشكيك في قدرتها الأمنية

ونقل عن مصادر عسكرية القول: "في قمة الجيش يزعمون أنه إذا لم تكن الضربة القاضية لحماس، فإن إسرائيل ستعود إلى النقطة نفسها بعد عام، حيث ينظر إليها في المنطقة على أنها فشلت في مهامها بعد فشلها والإذلال الاستراتيجي. لذلك، يوضح الجيش، أن عام 2024 سيكون عام قتال من نوع أو آخر".

وتحدث يهوشوع، عن تغيرات ستحصل في جيش الاحتلال، مثل إعادة مدة الخدمة الإلزامية إلى ثلاثة أعوام، استخدام جنود الاحتياط بشكلٍ مكثف.

كما أشار إلى أن جيش الاحتلال يخطط لبناء ما يشبه الشريط الأمني ​​داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى أن ذلك "سيتطلب الكثير من الموارد، مثل القوى البشرية، الوسائل التكنولوجية والهندسية - وكل هذا في قطاع واحد فقط"، مضيفًا: "من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، سواء من خلال حرب ضد حزب الله أم لا، ستضطر إسرائيل أيضًا إلى بناء جدار جديد على الحدود الشمالية. وبالإضافة إلى بناء الجدار تحت الأرض، ستتمركز هناك قوات نظامية واحتياطية كبيرة من شأنها أن توفر الشعور بالأمان والقدرة على الاستجابة السريعة لاحتمال حدوث غارة أو تسلل من قبل قوات الرضوان".