22-أبريل-2023
Getty

الزيارة تشمل البرتغال وإسبانيا وتستمر لمدة خمسة أيام (Getty)

وصل الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى البرتغال في أول زيارة لأوروبا منذ توليه المنصب، يوم الجمعة، في زيارة من المتوقع أن تستمر لمدة خمسة أيام، وستكون أبرز محطاتها لقاء الرئيس البرتغالي، اليوم السبت. وتأتي الزيارة، مع توترات بين البرازيل والاتحاد الأوروبي، على إثر تصريحات سابقة للولا عن غزو أوكرانيا.

الزيارة هي الأولى للرئيس البرازيلي، منذ توليه المنصب، إلى بلدان أوروبية

ومن المتوقع أن يلتقي لولا مع رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو ورئيس الوزراء أنطونيو كوستا، يوم السبت، وأن يشارك في قمة البرتغال والبرازيل مع وزراء مختلفين.

ويعتزم لولا إلقاء كلمة أمام البرلمان البرتغالي يوم الثلاثاء، في يوم الذكرى السنوية لثورة القرنفل عام 1974 التي أنهت قرابة نصف قرن من الحكم الاستبدادي في البرتغال.

أصوات من تحت الركام

وستكون التجارة أيضًا على رأس جدول الأعمال، حيث يضغط لولا من أجل تنفيذ اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتكتل ميركوسور الاقتصادي الأمريكي الجنوبي، وهي اتفاقية تم التوقيع عليها في عام 2019 لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد حيث لم تصدق جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والميركوسور على الاتفاقية، وذلك نتيجة مخاوف متعلقة في البيئة، ويسعى لولا من أجل تبديدها، نظرًا لكون حماية البيئة كانت من النقاط البارزة في برنامجه الانتخابي.

وحول الزيارة، قال أستاذ العلوم السياسية في مؤسسة جيتوليو فارجاس جيلهيرمي كاساريس  لـ"أسوشيتد برس"، إن "رحلة لولا إلى البرتغال هي فرصة لإصلاح بعض الأضرار التي لحقت بالعلاقات بين البرازيل والاتحاد الأوروبي التي تسببت فيها تصريحاته".

وأضاف كاساريز: "قد تكون الزيارة خطوة مهمة للولا من أجل إظهار أنه مستعد حقًا لتبني موقف متوازن بين الأطراف المتورطة في النزاع، مما قد يسمح للبرازيل بلعب دور الوسيط على المدى المتوسط". مضيفًا: "من خلال هذه الرحلة إلى البرتغال، يسعى لولا إلى الاقتراب أكثر من الاتحاد الأوروبي"، موضحًا: "البرتغال حليف برازيلي داخل الاتحاد الأوروبي ويمكن أن تكون بمثابة منصة للبرازيل للدفاع عن موقفها".

ومن المقرر أن يزور الرئيس البرازيلي لولا البرتغال وإسبانيا سعيًا إلى "إعادة إحياء العلاقات البرازيلية مع أوروبا"، وفقًا لمسؤولة الشؤون الأوروبية في الخارجية البرازيلية ماريا لويزا إسكوريل دي مورايس.

وقالت الوزارة إن لولا كان يضغط من أجل تشكيل مجموعة من الدول للتوسط في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وسيكون الموضوع على جدول أعمال الرحلة.

Getty

مخطط الزيارة

ويسعى الرئيس البرازيلي إلى إقامة تحالفات في شبه الجزيرة الأيبيرية لتحقيق أهدافه المحلية، مثل جذب الاستثمار لاقتصاد أضعفته الجائحة، بالإضافة إلى تشجيع البلدان الأخرى على المشاركة في الدفاع عن الأمازون ومكافحة تغير المناخ. إلى جانب النشاط في السياسة الخارجية للبرازيل.

وتبدأ رحلة لولا الرسمية، الذي يسافر مع سبعة وزراء وزوجته روزانجيلا دا سيلفا ووفد من رجال الأعمال، يوم السبت في أول قمة ثنائية رفيعة المستوى تعقدها البرتغال والبرازيل منذ عام 2016، عندما تم الانقلاب على الرئيسة ديلما روسيف. يشار إلى أن العلاقات خلال فترة جاير بولسونارو متوترة، على الرغم من جهود رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا ، للحفاظ على العلاقات مع البرازيل، وسط عرقلة بولسونارو لها، الذي قام بإلغاء عدة اجتماعات بين البلدين.

وفي يوم الثلاثاء 25 نيسان/ أبريل، سيهبط لولا في العاصمة الإسبانية مدريد من أجل لقاء ملك إسبانيا ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وهي زيارة تتزامن مع تولي إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي في تموز/ يوليو المقبل، حيث تعول البرازيل على أن يساهم ذلك في تعزيز التصديق على اتفاقية التجارة بين ميركوسور والاتحاد الأوروبي، والمعلقة منذ ما يقارب من خمسة أعوام.

التوتر مع الغرب

ويعود التوتر بين الرئيس البرازيلي وأوروبا والولايات المتحدة، نتيجة تصريحات خلال زيارته للصين الأسبوع الماضي، عندما قال إن على واشنطن أن تكف عن "تشجيع" الحرب، وأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "بحاجة إلى بدء الحديث عن السلام".

وبعد موجة من الانتقادات من أوروبا وأوكرانيا والولايات المتحدة، التي اتهمه "بترديد الدعاية الروسية والصينية"، تراجع لولا عن تصريحاته، مشيرًا إلى إدانة البرازيل للحرب.

Getty

وعلى خلفية هذه التصريحات، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينو، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لزيارة البلاد "لفهم الأسباب الحقيقية للعدوان الروسي وجوهره"، قائلًا: "إن النهج الذي يضع الضحية والمعتدي على نفس المستوى ويتهم الدول التي تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد العدوان المميت بالتشجيع على الحرب لا يتماشى مع الوضع الحقيقي للأمور"، وفق تعبيره.

Getty

وحول تصريحات لولا، قالت مصادر برازيلية لـ"رويترز"، أنه من المتوقع تجنب لولا أي انتقادات لدور الولايات المتحدة وأوروبا في حرب أوكرانيا. وأشارت المصادر البرازيلية إلى أن تصريحات لولا تساهم في تقويض حياد البرازيل ومصداقيتها كوسيط لمحادثات السلام التي اقترحها لولا من خلال جمع الدول غير المشاركة في الحرب. موضحةً أن لولا سيغير من طبيعة تصريحاته خلال زيارة أوروبا، قائلةً: "البرازيل لا تريد إعطاء فكرة أنها تؤيد ما فعلته روسيا أو أنها تنحازب إلى جانب في الصراع. لولا سيعدل خطابه وسيعيد التأكيد على الحاجة للدفاع عن السلام".

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية في البرازيل، إن إسبانيا والبرتغال سيعملان على إقناع لولا اليساري برؤية الحرب من منظور مختلف وإسقاط انتقاداته حول مساعدة حلف الناتو لأوكرانيا

وفي تصريحات لـ"رويترز" قالت مصادر دبلوماسية أوروبية في البرازيل، إن إسبانيا والبرتغال سيعملان على إقناع لولا اليساري برؤية الحرب من منظور مختلف وإسقاط انتقاداته حول مساعدة حلف الناتو لأوكرانيا.

وفي سياق نفسه، خفف لولا من حدة انتقاداته وأدان انتهاك روسيا لوحدة أراضي أوكرانيا، بينما دعا مرة أخرى إلى الوساطة لإنهاء الحرب، وذلك في تصريحات يوم الثلاثاء، بعد يوم واحد من لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة برازيليا.