يدخل الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثاني، مع استمرار غياب أي أفق واضح لحل، بل وتوسع احتمالات التصعيد. الحرب التي اندلعت بعد أسابيع من الحشد على الحدود، كانت حربًا لم يحاول أي طرف تجنبها، على حد تعبير خبراء وسياسيين، كما بقيت محاولات التوصل إلى اتفاق يساهم في إيقافها محدودة وبلا فرص نجاح كثيرة.
وفي حين لا تبدو نهاية الغزو الروسي وشيكة، ولا يمكن تقييم ما حصل وعواقبه بشكل كامل، إلا أن تأثيرات هذا الغزو ظهرت منذ يومه الأول، بدايةً في أوكرانيا، وصولًا إلى بقية العالم؛ من التضخم الاقتصادي وارتفاع أسعار الحبوب وأزمة الغذاء وتباطؤ النمو وأزمة الطاقة، وهذه الانعكاسات ظهرت بشكلٍ كبير، في جنوب العالم والمناطق المهمشة أيضًا.
سلسلة حوارات معمقة حول الغزو الروسي لأوكرانيا، وتشعبات وتأثيرات الغزو على مناطق عدة في العالم
نحاول في هذا الملف ومن خلال سلسلة من الحوارات المعمقة، معالجة عدة جوانب للغزو الروسي لأوكرانيا، وتأثيراته المستمرة على العالم. وننطلق من خلال تقييم المعطيات الجارية على الأرض، وإعادة فهم ما حدث، بناءً على الواقع القائم حاليًا في أوكرانيا والغرب عمومًا، والسيناريوهات المحتملة. كما يحاول الملف استكشاف بعض الجوانب العسكرية للغزو، وفهم مدى تأثير الأسلحة في موسكو وكييف على مسار الحرب، وأسئلة الفشل والنجاح العسكريين.
في سياق آخر، يتضمن الملف حوارًا مع شاعرة أوكرانية، يلمس جزءًا من الواقع الأدبي والثقافي تحت الحرب. ويستمر الملف عبر سلسلة الحوارات في استكشاف جوانب أخرى للغزو، بعيدةً عنه جغرافيًا وقريبة منه في التأثير. حيث ننظر للغزو الروسي في أوكرانيا من خلال نافذة عربية، تبحث في التحالفات والانعكاسات التي تشكلت عقب الحرب، والعلاقة العربية مع روسيا، والتحالف الذي يتقدم معها، وانعكاسه على شعوب المنطقة العربية.
ويبحث الملف، في انعكاسات أخرى للغزو وروسيا نفسها، من خلال عرض التصورات الروسية عن أفريقيا، ونشاطها فيها، وصارعها المحتدم على النفوذ في القارة. بالإضافة، إلى عرض علاقة الغزو مع تركيا وآسيا الوسطى، والنشاط الروسي في تلك المنطقة.
