06-مايو-2024
انتخابات في تشاد

(Getty) من المتوقع ظهور النتائج المؤقتة بحلول 21 أيار/مايو والنتائج النهائية بحلول 5 حزيران/يونيو

تتجه تشاد إلى صناديق الاقتراع، اليوم الإثنين، في أول انتخابات رئاسية منذ ثلاثة عقود دون منافسة الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي.

ويتزامن التصويت مع انسحاب مؤقت للقوات الأميركية من تشاد، الحليف المهم للغرب في منطقة غرب ووسط أفريقيا.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحًا وتغلق عند الخامسة مساء، ويبلغ عدد المسجلين للتصويت نحو 8.5 مليون شخص. وبدأ الجنود التصويت المبكر يوم الأحد.

التشكيك في الانتخابات، فيعود إلى أنه لم يحدث أي انتقال سلمي أو شفاف للسلطة في تشاد منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960

ومن المتوقع ظهور النتائج المؤقتة بحلول 21 أيار/مايو والنتائج النهائية بحلول 5 حزيران/يونيو. وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات، فسيتم إجراء جولة إعادة في 22 حزيران/يونيو.

وسيكون هناك عشرة أشخاص على بطاقة الاقتراع، لكن نجل ديبي، محمد إدريس ديبي إيتنو، الذي استولى على السلطة على رأس المجلس العسكري في اليوم الذي أطلق فيه المتمردون النار على والده وقتلوه في نيسان/أبريل 2021، يُعد الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات.

وكان من المفترض إجراء الانتخابات في تشرين الأول/أكتوبر 2022، لكن إيتنو اختار تمديد حكم المجلس العسكري. وأدى هذا القرار إلى احتجاجات قمعتها الأجهزة الأمنية بعنف، مما أسفر عن مقتل العشرات.

ومن بين معارضيه التسعة، أقرب منافس له هو رئيس وزرائه، سوسيس ماسرا. وتحول ماسرا، وهو الرجل المفضل لدى الشباب في تشاد، من اقتصادي إلى سياسي معارض في المنفى إلى رئيس الوزراء خلال ست سنوات. وفي هذه الدورة الانتخابية، يسعى إلى تغيير الأدوار مرة أخرى، من خلال أن يصبح أول مدني يطيح برئيس دولة حالي.

أمّا التشكيك في الانتخابات، فيعود إلى أنه لم يحدث أي انتقال سلمي أو شفاف للسلطة في تشاد منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960.

وفي شباط/فبراير، قُتل يايا ديلو، زعيم المعارضة الذي يُنظر إليه على أنه أكبر تهديد انتخابي لإيتنو، بعد مواجهة في مقر حزبه مع عناصر الأمن. وقال لويس مودج، مدير منظمة هيومن رايتس ووتش لوسط أفريقيا، إن وفاته "تسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها السياسيون المعارضون في تشاد، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات".

وقالت مفوضية الانتخابات إن إعلان النتائج الأولية سيستغرق أسبوعين وأسبوعين آخرين لإعلان النتائج النهائية. وقد أدى هذا الجدول الزمني غير المعتاد إلى زيادة الشكوك داخل صفوف المعارضة.

وتم استبعاد رئيس وزراء سابق آخر، ألبرت باداكي، الذي ترشح للرئاسة ثلاث مرات، مع تسعة آخرين من بينهم ليدي بياسمدا، المرشحة الوحيدة. ودفع الاستبعاد أحزاب المعارضة إلى الدعوة إلى المقاطعة والاحتجاجات. وقال واكيت تاما، وهو تحالف يضم المجتمع المدني والمعارضة، إن الانتخابات هي امتداد "لدكتاتورية الأسرة الحاكمة".

وقال الباحث المقيم في نجامينا في معهد الدراسات الأمنية ريمادجي هويناثي: "الناس في تشاد يعانون من وضع اقتصادي صعب... الناس لا يشعرون بثقة كبيرة في النظام السياسي. لكن في الوقت نفسه نرى أنه من المفارقة أنه كان هناك الكثير من الناس الذين تم حشدهم في الشوارع وخلال اجتماعات الحملة المختلفة"، بحسب ما ورد في صحيفة "الغارديان".

وينتشر حوالي 1.1 مليون لاجئ في جميع أنحاء البلاد، بعد أن بحثوا عن ملاذ آمن في السنوات الأخيرة هربًا من الصراعات في البلدان المجاورة، وأبرزها السودان.

وجعلت تدفقات اللاجئين استقرار تشاد في منطقة مضطربة مسألة ذات أهمية بالنسبة للمجتمع الدولي، خاصة مع وجود القوات شبه العسكرية الروسية في ليبيا والسودان والنيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة.

سيكون هناك عشرة أشخاص على بطاقة الاقتراع، لكن نجل ديبي، محمد إدريس ديبي إيتنو، الذي استولى على السلطة على رأس المجلس العسكري يُعد الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات

وفي تعقيبه على ذلك، قال رئيس برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور الألمانية أولف  ليسينج لـ"الغارديان": "لهذا السبب لا تسمع إلا القليل من الانتقادات من الحكومات الغربية حول هذا النظام غير الديمقراطي إلى حد ما. الجميع يأمل أن يبقى الأمر على هذا النحو. يتم انتخاب ديبي [إيتنو]، ثم تسير الأمور كالمعتاد وتظل تشاد مستقرة ولا تواجه هذه القضايا الأمنية الكبرى كما هو الحال في النيجر أو مالي أو بوركينا فاسو".

ومنذ أن حل محل والده على رأس الدولة المنتجة للنفط في وسط إفريقيا، ظل ديبي قريبًا من القوة الاستعمارية السابقة وحليفته القديمة فرنسا.

وفي حين طلبت دول الساحل الأخرى التي تحكمها المجالس العسكرية، بما في ذلك مالي وبوركينا فاسو والنيجر، من باريس والقوى الغربية الأخرى الانسحاب ولجأت إلى موسكو للحصول على الدعم، تظل تشاد آخر دولة في منطقة الساحل يوجد فيها حضور عسكري فرنسي كبير.