31-أكتوبر-2022
دا سيلفا

عاد اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى سدّة الحكم في البرازيل (أ.ف.ب)

عاد اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى سدّة الحكم في البرازيل بعد فوزه في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة البرازيلية أمام منافسه اليميني المحافظ جايير بولسونارو، الذي وُصفت هزيمتُه بالتاريخية لأنه أصبح أول رئيس برازيلي يخسر انتخابات ولايته الثانية. وبحسب النتائج التي أعلنت عنها المحكمة الانتخابية العليا فقد تحصّل مرشّح اليسار لولا دا سيلفا على نسبة 50.9% من الأصوات مقابل نسبة 49.1 لمنافسه الذي يُتوقّع أن يتوجّه للطعن في النتائج كما صرّح سابقًا أثناء الحملة حال عدم فوزه.

ينحدر لولا دا سيلفا البالغ من العمر حاليًا 77 عامًا من أسرة فقيرة من المزارعين الأميين، وتشير المصادر إلى أن ظروفه البائسة دفعت به إلى العمل ولمّا يتجاوز بعد عامه العاشر

نبذة عن مسيرة لولا دا سيلفا.. من الفقر إلى القصر

ينحدر لولا دا سيلفا البالغ من العمر حاليًا 77 عامًا من أسرة فقيرة من المزارعين الأميين، وتشير المصادر إلى أن ظروفه البائسة دفعت به إلى العمل ولمّا يتجاوز بعد عامه العاشر، حيث اشتغل بائعًا للفول السوداني وماسحا للأحذية.

بعد مرحلة الطفولة بمآسيها وصعابها، عمل لولا داسيلفا في مصانع الصلب القريبة من مدينة ساو باولو، وفي عمله هذا تعرّض لحادث شغل أدى إلى  بتر أحد أصابع يده اليسرى. ويمكن القول إن طموح دا سيلفا السياسي لم يتبلور إلا بعد انخراطه في العمل النقابي نهاية ستينيات القرن الماضي، وبالتحديد بعد رحيل زوجته الأولى بسبب مرض الكبد الوبائي سنة 1969.

فبعد مضي 5 سنوات تقريبًا من انخراطه في النضال النقابي انتخب لولا دا سيلفا عام 1975 رئيسًا لاتحاد عمال الصلب، وهو اتحاد كان يضم حينها في عضويته 100 ألف عامل، وفي غضون فترة قصيرة حوّل دا سيلفا تلك النقابة من "نقابة صديقة" للحكومة إلى منظمة مستقلة قوية تحسب لها الحكومات ألف حساب.

في خضمّ الحياة النقابية أقدم لولا دا سيلفا على قفزة من نوع كبير بتأسيسه منتصف الثمانينيات "حزب العمّال البرازيلي" الذي يعدّ حسب المصادر "أول حزب اشتراكي في تاريخ البرازيل الحديث".

وبعد عقدين تقريبًا من تاريخ تأسيس الحزب وإثر 4 محاولات للترشح تمكّن ابن الأحياء الفقيرة من الوصول إلى رئاسة البرازيل التي استمرّ فيها فترتين من 2003 إلى 2011، وتشير المعطيات إلى تراجع نسبة الفقر بشكل ملحوظ خلال فترة رئاسته لتبنّيه خيارات اجتماعية واقتصادية منحازة للفقراء، حققت له تأييدًا شعبيًا كبيرًا.

أراد لولا دا سيلفا العودة إلى السباق الرئاسي في عام 2018 لكنّه جوبه بحملة تشويه كبيرة قادت إلى سجنه بتهمة الفساد خلال عامي 2018 و2019، حيث حكم أحد القضاة عليه بقبول رشى من شركة أواس الهندسية على شكل شقة على شاطئ البحر مقابل المساعدة في الفوز بالعقود مع شركة النفط الحكومية بتروبراس، وكانت تلك القضية "هي الأولى من بين خمس قضايا مرفوعة ضده"، قبل أن تقضي المحكمة العليا ببطلان القضية وتأمر بإخلاء سبيله.

خطاب "عودة البرازيل"

توجّه دا سيلفا بعد إعلان فوزه بخطاب إلى البرازيليين مساء الأحد وسط جماهير من أنصاره في ساو باولو، أكّد فيه أن البرازيل "عادت إلى الساحة الدولية ولم تعد ترغب في أن تكون منبوذة"، مضيفًا القول إن "البلد يحتاج إلى السلام والوحدة، فليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمة مقسمة في حالة حرب دائمة"، في إشارة إلى الاستقطاب الحاد الذي ميّز خطاب الحملة.

توجّه دا سيلفا بعد إعلان فوزه بخطاب إلى البرازيليين مساء الأحد وسط جماهير من أنصاره في ساو باولو، أكّد فيه أن البرازيل عادت إلى الساحة الدولية

وتابع دا سيلفا قائلًا: "اليوم نقول للعالم إن البرازيل عادت"، وإنها "مستعدة لاستعادة مكانتها في مكافحة أزمة المناخ". ومن المقرر أن ينصّب دا سيلفا في منصبه رئيسًا للبرازيل فاتح كانون الثاني/يناير المقبل 2023.