دخلت الحرب الهمجية التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يومها الـ68، مخلّفةً أكثر من 18.412 شهيدًا معظمهم من النساء والأطفال، وما يزيد عن 50.100 إصابة، ناهيك عن دمار هائل وغير مسبوق بالبنية التحتية.
وقصفت طائرات الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، مناطق متفرقة بخان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 20 فلسطينيًا وإصابة العشرات بجروح مختلفة.
أعلن جيش الاحتلال مقتل 8 من عناصره في كمين لـ"كتائب القسام" بحي الشجاعية بمدينة غزة
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، نقلًا عن مصادر طبية، بوصول 4 شهداء وعدد من الإصابات إلى "مستشفى ناصر" إثر استهداف الاحتلال منزلًا لعائلة النجار بقرية قيزان النجار جنوب خان يونس، من بينهم طفلان أحدهما رضيع.
واستُشهد طفلان، أحدهما رضيع، وأُصيب 7 جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة العامودي بمخيم خان يونس، حيث قصفت طائرات الاحتلال منزلًا آخر لعائلة عامر مخلّفةً عددًا من الشهداء والجرحى. فيما استُشهد 9 مواطنين بينهم أطفال إثر قصف استهدف منزلًا لعائلة مقداد بحي الأمل غرب خان يونس.
كما قصفت طائرات الاحتلال، بعد منتصف الليلة الماضية، منزلًا يعود لعائلة أبي عامر في معسكر خان يونس، ما أدى إلى استشهاد فلسطينييَن وإصابة 4 آخرين.
وطال القصف الإسرائيلي أيضًا مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وحيي التفاح والدرج بمدينة غزة.
وصباح اليوم الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال مقتل 8 جنود وضبّاط في كمين لـ"كتائب القسام" في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
الأمم المتحدة تُطالب بوقف إطلاق النار بغزة
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء، قرارًا يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة بعد تصويت 153 دولة لصالح القرار، مقابل اعتراض 10 دول بينها "إسرائيل" والولايات المتحدة، وامتناع 23 دولة عن التصويت.
ومع أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزمة، لكنها ذات ثقل سياسي، وتُعبّر كذلك عن الموقف العالمي من الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة.
وقال رئيس الجمعية، دينيس فرانسيس، خلال الجلسة، إنه: "يجب إيقاف العنف في قطاع غزة، لذا أضم صوتي لفرض وقف فوري لإطلاق النار"، مؤكدًا أن 70 بالمئة من الضحايا في قطاع غزة هم من الأطفال والنساء.
وأضاف فرانسيس: "نشهد انهيارًا غير مسبوق للمنظومة الإنسانية في غزة، ويجب أن نضع حدًا لذلك".
خلافات وانقسامات حادة
وتحدّثت عدة صحف أمريكية عن وجود خلافات وانقسامات حادة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول الحرب على غزة، ومرحلة ما بعد انتهاء الحرب أو ما يُعرف بـ"اليوم التالي" بعد الحرب.
وقال بايدن، الثلاثاء، إن "إسرائيل" بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي بقصفها العشوائي لغزة، مؤكّدًا أن حكومة نتنياهو هي: "الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، ويجب تغييرها".
جاءت تصريحات بايدن، وهي الأشد ضد "إسرائيل" منذ بداية عدوانها، في فعالية لجمع التمويل لحملته الانتخابية 2024، أكد خلالها أنه يجب على نتنياهو تغيير حكومته: "لإيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، مضيفًا أن الحكومة الحالية: "هي أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل، وهي لا تريد حل الدولتين"، وفق قوله.
واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تصريحات بايدن تمثّل أكبر انحراف حتى الآن في اللغة التي استخدمتها الولايات المتحدة منذ بدء الحرب، لافتةً إلى أن الانقسام الأمريكي – الإسرائيلي انفجر إلى العلن.
وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" وجود خلافات بين بايدن ونتنياهو بشأن "مستقبل" غزة ما بعد الحرب، سيما لناحية رفض الأخير إدارة السلطة الفلسطينية قطاع غزة.
مع ذلك، أكّد بايدن خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستواصل دعمها القوي لـ"إسرائيل"، داعيًا إياها إلى التصرف بحساسية أكثر لحماية أرواح المدنيين في غزة، ولافتًا إلى "أمن الفلسطينيين الأبرياء" بالقطاع لا يزال "موضع قلق كبير".
وفي سياق متصل، قال وزير المالية الإسرائيلي وزعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، إن الولايات المتحدة تدفع "إسرائيل" منذ سنوات نحو الاستسلام، واصفًا دعوة واشنطن لتبني حل الدولتين بأنه "انتحار".
