20-أبريل-2023
Getty

الأمين العام الناتو وصل لكييف لأول مرة منذ بداية الحرب (Getty)

وصل الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، صباح اليوم الخميس، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في أول زيارة له منذ بداية الغزو الروسي.

لأول مرة منذ بداية الغزو الروسي، الأمين العام للناتو يصل إلى كييف

وتشير التقديرات إلى أن الزيارة تأتي لإظهار الدعم لأوكرانيا، في الوقت الذي تستعد فيه لشن هجوم مضاد ضد القوات الروسية على الجبهة الشرقية، فيما ظهر ستولتنبرغ أمام نصب للجنود الأوكران الذين قتلوا في الحرب، وخلال مشاهدته المعدات العسكرية الروسية التالفة المعروضة في ساحة بوسط كييف.

وقال الأمين العام للناتو، إن مستقبل أوكرانيا يكمن في الناتو، موضحًا: "اسمحوا لي أن أكون واضحًا: المكان الصحيح لأوكرانيا هو في الأسرة الأوروبية الأطلسية. المكان الصحيح لأوكرانيا هو الناتو".

Getty

وتعهد ستولتنبرغ بمواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا، قائلًا: إنه حتى الآن، درب حلفاء الناتو عشرات الآلاف من القوات الأوكرانية وقدموا 65 مليار يورو (71.31 مليار دولار) من المساعدات العسكرية وحدها.

صرح ستولتنبرغ ، قبل دعوة زيلينسكي لحضور قمة الناتو في تموز/ يوليو "إن الناتو يقف معكم اليوم وغدًا ومهما استغرق الأمر".

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الناتو يحتاج إلى دعوة أوكرانيا لتصبح عضوًا وإعطائها إطارًا زمنيًا للانضمام للحلف.

وتابع، قائلًا: "لا يوجد عائق موضوعي واحد أمام القرار السياسي بدعوة أوكرانيا للانضمام إلى التحالف والآن، عندما يدعم معظم الناس في دول الناتو وغالبية الأوكرانيين الانضمام إلى الناتو، حان الوقت لاتخاذ القرارات المقابلة."

أصوات من تحت الركام

وتسلمت أوكرانيا من ألمانيا نظام الدفاع الجوي "باتريوت"، وذلك بالتزامن مع تأكيد موقع "نيوز ري" (news.ru) الروسي وصول 13 طائرة من طراز "ميغ-29  المقاتلة" من دولة سلوفاكيا إلى الجيش الأوكراني، بالإضافة إلى تعهد كوريا الجنوبية بتوسيع دعمها لأوكرانيا لما هو أكثر من المساعدات الإنسانية والاقتصادية، في موقف يعتبر تطورا لمواقف سيول المعارضة لتسليح أوكرانيا. 

Getty

وتزايد الحديث عن المساعدات العسكرية بعد تحذير سلاح الجو الأوكراني من أن كييف قد تفقد السيطرة على أجوائها في وقت مبكر من الشهر المقبل، مما "يترك مدنها تحت رحمة القصف الروسي مثلما حدث في سوريا"، حسب صحيفة التايمز البريطانية، كما يرتبط التركيز على المساعدات مع اقتراب "هجوم الربيع" الذي تخطط القوات الأوكرانية لتنفيذه ضدّ القوات الروسية.

في الأثناء تستمر المواجهات الميدانية في باخموت في وقت تعرضت فيه مدينة أوديسا لقصف بالمسيرات، وتتزامن هذه التطورات الميدانية مع اتهامات روسية لأوكرانيا بتخريب اتفاق تصدير الحبوب.

جديد المساعدات العسكرية لأوكرانيا

شهد الأسبوع الجاري تسليم ألمانيا إلى أوكرانيا نظام دفاع صاروخي من نوع باتريوت، وذلك لمساعدة كييف على حماية أجوائها ضد الصواريخ الروسية.

ويأتي تسلّم أوكرانيا لهذه المنظومة الدفاعية بعد تلقي الجنود الأوكرانيين تدريبًا عليها من طرف ألمانيا والولايات المتحدة اللتان اتفقتا في وقت سابق على تزويد القوات الأوكرانية النظامة بأنظمة باتريوت لتعزيز قدراتها الدفاعية في التصدي للصواريخ الروسية التي تستهدف بشكل خاص البنية التحتية الأوكرانية.

حيث يعتبر نظام الدفاع الجوي "باتريوت" أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوية انتشارًا في العالم، ويعد نظامًا فعالًا في "مكافحة الطيران المعادي والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز".

في سياق متصل، بالمساعدات العسكرية المقدمة لكييف من طرف حلفائها، أكّد موقع "نيوز ري"  الروسي أن أوكرانيا تسلمت 13 طائرة من طراز "ميغ-29" (MIG-29) المقاتلة من دولة سلوفاكيا، كما أفاد ذات الموقع "أن بولندا طلبت من ألمانيا الإذن لإعادة تصدير طائرات من الطراز نفسه إلى الجيش الأوكراني، وذلك في إطار أول عملية تسليم لطائرات من دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) إلى كييف" ولم يتسنّ التأكد من هذه المعلومات من طرف جهة رسمية في أوكرانيا أو بولندا وسلوفاكيا.

Getty

في الأثناء ألمح الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إلى أن سيول قد تمنح كييف مساعدات عسكرية، رابطًا تلك الخطوة التي تعد تغييرًا في الموقف الكوري الجنوبي الرافض للتسليح، بتعرض أوكرانيا لـ "هجوم واسع النطاق أو مذبحة أو انتهاك خطير لقوانين الحرب، فحينها قد يكون من الصعب علينا الإصرار فقط على الدعم الإنساني أو المالي"، حسب وصفه.

وأعلنت الولايات المتحدة عن 325 مليون دولار كمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، بما في ذلك ذخيرة إضافية لأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة والصواريخ المتطورة والألغام المضادة للدبابات، وهذه هي الحزمة الأمنية السادسة والثلاثين منذ بدء الحرب في شباط/ فبراير 2022.

ستتبرع الدنمارك وهولندا، بـ 14 دبابة ليوبارد 2 لأوكرانيا. وقال وزير الدفاع الدنماركي بالإنابة ترولز لوند بولسن، إن الدبابات ليست دبابات دنماركية، بل دبابات "تم شراؤها بالتعاون مع هولندا".

التطورات الميدانية على صعيد جبهة باخموت وأوديسا

ميدانيا، وفيما يخص معارك باخموت المستمرة منذ عدة أشهر أفاد قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي بأن القوات الروسية "تكثف حاليًا نشاط المدفعية الثقيلة وتزيد عدد الضربات الجوية محوّلة المدينة إلى أنقاض". 

وجاءت هذه الإفادة في وقت أكّدت فيه ميليشيا فاغنر الروسية سيطرتها على أكثر من 80% من باخموت وهو الأمر الذي تنفيه القوات الأوكرانية النظامية.

ولا تحظى باخموت بأهمية استراتيجية بحد ذاتها، لكن السيطرة عليها ستكون مقدمة للزحف نحو مدينتين كبيرتين في منطقة دونيتسك، وهما كراماتورسك وسلوفيانسك.

يشار إلى أن بيانات المخابرات العسكرية البريطانية، تحدثت عن "معارك" وصفتها بالعنيفة، متواصلة طيلة الأيام القليلة الماضية "على طول خط الجبهة في دونباس شرقي أوكرانيا".

وتحدث بيان المخابرات البريطانية عن  "احتمال قيام روسيا بتخفيض عديد القوات وتخفيف الهجمات في محيط مدينة دونيتسك، وذلك على الأرجح من أجل تحويل الموارد باتّجاه قطاع باخموت".

على صعيد آخر كثفت القوات الروسية من قصفها على منطقة أوديسا التي تعرضت حسب قائد القيادة العسكرية لأوديسا يوري كروك أمس الأربعاء لقصف بالمُسيّرات ما أدى إلى نشوب حريق بإحدى منشآت البنية التحتية، وبحسب ذات المصدر فقد "تم تدمير معظم طائرات العدو المُسيّرة"، وفي هذا الصدد أكّد الجيش الأوكراني في تقريره اليومي أنه "أسقط 10 طائرات مُسيّرة معادية ليلًا. وأوضح أن واحدة من هذه الطائرات من طراز "أورلان-10" وأخرى من طراز "سوبركام" والمسيّرات الثماني الأخرى من نوع "شاهد-136" و"لانسيت".

Getty

 اتفاق تصدير الحبوب

ضمن سياسة الاتهامات المتبادلة بين أوكرانيا وروسيا اتهمت موسكو أمس الأربعاء 19 نيسان/أبريل كييف والأمم المتحدة بتخريب اتفاق الحبوب، ووفقًا لبيان أصدرته الخارجية الروسية فإن "أوكرانيا والأمم المتحدة تتسببان في عراقيل لعمليات تفتيش السفن التي تنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية وكذلك لتسجيل السفن الجديدة".

يشار إلى أن الطرف الأوكراني ذكر مطلع الأسبوع الجاري أن "اتفاق الحبوب معرض للانهيار"، قبل أن تعلن موسكو موسكو الثلاثاء أن عمليات تفتيش السفن بموجب الاتفاق استؤنفت بعد توقف قصير.

قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، يوم الأربعاء، إن عمليات التفتيش على السفن تستأنف بعد توقف دام يومين بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة بشأن تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.

نشرت وكالة الأنباء الروسية تاس أن "عمليات التفتيش على السفن بموجب صفقة الحبوب استؤنفت في 19 نيسان/ أبريل ومن المقرر إجراؤها في 20 نيسان/ أبريل".

ومن المتوقع، إضافة سويسرا لمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة ووكالة الأنباء RIA (ريا نوفوستي) إلى قائمة الكيانات الروسية الخاضعة للعقوبات.

كثفت القوات الروسية من قصفها على منطقة أوديسا التي تعرضت حسب قائد القيادة العسكرية لأوديسا يوري كروك أمس الأربعاء لقصف بالمُسيّرات

وتشير التقديرات إلى أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، يجري "إصلاحًا واسع النطاق لأجهزة الأمن المحلية"، وفقًا لتقرير معهد دراسة الحرب الأمريكي، الذي يقدر أن عملية الإصلاح مرتبطة في تسريب بيانات إلى أوكرانيا.