07-ديسمبر-2023
استمرار الحرب على غزة

التقدير في تل أبيب بأن واشنطن لم ترسل الإنذار النهائي لإيقاف الحرب حتى الآن (Getty)

تستمر الإدارة الأمريكية، في دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي، في عدوانه على قطاع غزة، ومع وصول طائرات الدعم العسكري، فإن الإدارة الأمريكية تحافظ على زيارة أسبوعية إلى تل أبيب، من أجل مواكبة العدوان المتواصل على قطاع غزة.

ووفق التقديرات المتاحة حاليًا، فإن واشنطن سوف تدعم تل أبيب في عدوانها الحالي على غزة، وضمن ذات الوتيرة حتى بداية العامة المقبل.

وقدر المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سوف يدعم استمرار جيش الاحتلال بالحرب على غزة وتوسيع العملية تجاه خانيونس من أجل "ممارسة المزيد من الضغوط على حماس".

التقدير في إسرائيل:  "على الرغم من اهتمام الإدارة الأمريكية المتزايد بإنهاء الحرب، إلا أن المسؤولين السياسيين والدفاعيين الإسرائيليين لم يحصلوا على انطباع بأن الأميركيين يقتربون من توجيه إنذار نهائي إلى إسرائيل"

وأضاف هارئيل: "على الرغم من اهتمام الإدارة الأمريكية المتزايد بإنهاء الحرب، إلا أن المسؤولين السياسيين والدفاعيين الإسرائيليين لم يحصلوا على انطباع بأن الأميركيين يقتربون من توجيه إنذار نهائي إلى إسرائيل". موضحًا: "من المعقول الافتراض أن واشنطن ستسمح لإسرائيل بمواصلة القتال لمدة شهر آخر أو ربما لفترة أطول قليلًا، إذا لم تسفر المعارك عن مزيد من الضحايا المدنيين الفلسطينيين وإذا لم تخرج الأزمة الإنسانية في غزة عن نطاق السيطرة"، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، وهو المسؤول عن المحادثات مع إسرائيل حول استمرار العدوان سيزور المنطقة، بعد زيارة كبار مساعدي نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، إلى تل أبيب.

وعن "القلق" الأمريكي من عدد الضحايا الكبير، قال هارئيل: "على الرغم من التحذيرات الأمريكية باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، لا يبدو أن عمليات الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة تختلف بشكل كبير عن تلك التي قام بها في شمال القطاع"، وهو ما أكدت عليه مصادر أممية عدة.

وعن التصور الأمريكي حاليًا، رجح هارئيل، بكونه يدور ضمن صيغة "المساعدات إلى غزة، والوقت إلى إسرائيل"، أي "كلما سمحت إسرائيل بدخول المزيد من الغذاء والمعدات والوقود والأدوية إلى القطاع من أجل سكانها المدنيين، كلما زاد الوقت والمساحة التي ستمنحها أمريكا للعملية العسكرية الإسرائيلية".

توسيع جديد؟

وقدر هارئيل بنهاية الجزء الأكبر من عمليات جيش الاحتلال في شمال غزة خلال أيام، لكنه تحدث عن استمرارها في خانيونس لأسابيع، قائلًا: إن "السؤال الذي سيُطرح بعد ذلك هو ما إذا كان سيتم أيضًا شن عملية برية في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة".

كما تحدث هرئيل عن الحالة في الضفة الغربية، بالقول: "لدى الأمريكيين توقعات إضافية من إسرائيل، بما في ذلك خطوات لتهدئة الوضع في الضفة الغربية، الأمر الذي يقلق واشنطن كثيراً. وتشمل الإجراءات قيد المناقشة السماح لعدد محدود من فلسطينيي الضفة الغربية باستئناف العمل في إسرائيل، بشرط مراجعة أمنية من قبل جهاز الأمن الشاباك"، وهي قضية ستثير المزيد من الخلافات داخل الائتلاف الحكومي في إسرائيل.

قطاع غزة

قضية أخرى، تتفاعل داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، هي الأسرى في قطاع غزة، خاصةً أن نتنياهو يتجاهل القضية حاليًا، فيما تضغط العائلات على نتنياهو من أجل التوجه إلى صفقة، ستعتبر بمثابة نهاية حياته السياسية، مع رغبة الجيش في مواصلة العدوان البري، وعدم نيته إيقافه لوقف إطلاق نار.

وفي تقديرات نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإنه وبخصوص "الموعد النهائي"، فإن المطلب الأمريكي الحالي هو "إنهاء الغارات الجوية وأنه سيتعين على إسرائيل خفض معدل القصف بشكل كبير. لكن من الواضح أن القضاء على حماس سيستغرق المزيد من الوقت".

وقال مسؤول أميركي: "لن تتمكنوا من مواصلة المعدل الحالي للهجمات. قبل احتفالات عيد الميلاد وبداية العام الجديد، ستركز الولايات المتحدة على هذا الأمر. لا أعرف ما إذا كان سيكون هناك صراع بين البلدين، لكن المشكلة هي أن نتنياهو يريد إطالة أمده لأطول فترة ممكنة، ليس لديه مصلحة في إنهائه لأنه يعرف ما سيحدث بعد ذلك".

اليوم التالي.. مشاركة السلطة؟

وفي السياق نفسه،  يقول مسؤولون كبار في واشنطن إن "إسرائيل ليس لديها مصلحة في الحديث عن اليوم التالي للحرب لأنها لا تريد إرسال رسالة مفادها أن القتال يقترب من نهايته. في الوقت نفسه، تدرك تل أبيب، أن هذه القضية بحاجة إلى المناقشة، ولكن في مواجهة مثل هذه الخطوة، هناك القليل من التخطيط السياسي"، وفق ما ورد في الصحيفة الإسرائيلية.

عن "القلق" الأمريكي من عدد الضحايا الكبير، قال هارئيل: "على الرغم من التحذيرات الأمريكية باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، لا يبدو أن عمليات الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة تختلف بشكل كبير عن تلك التي قام بها في شمال القطاع"

وطالما أن هناك خطة سياسية، فنحن بحاجة إلى الدول العربية - وهم قلقون من أن إسرائيل ليست مستعدة للحديث عن الخطة الأكبر. وقالت إسرائيل إن السلطة الفلسطينية لن تشارك في إعادة إعمار غزة، والدول العربية مستعدة للمشاركة. ومع ذلك، فإنهم يودون معرفة أن إسرائيل مستعدة لمناقشة مبادرة أوسع.

ويدور الخلاف بين تل أبيب وواشنطن، حول مشاركة السلطة بما يوصف بـ"اليوم التالي"، إذ أن الموقف الأمريكي "يتلخص في ضرورة مشاركة السلطة الفلسطينية في عملية إعادة إعمار غزة على نحو أو آخر، ولكن لا أحد يدري كيف قد يبدو ذلك. مع التأكيد على أن رئيس السلطة الفلسطينية، لكن يتولى السلطة"، تحت عنوان "سلطة فلسطينية جديدة، سيتم تغييرها وتعزيزها".

فيما ترفض تل أبيب هذا التصور حاليًا، ولا تدعم حضور السلطة الفلسطينية، في هذه القضية، كما كرر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدة مرات.