04-مارس-2017

قلق حول مسار التعليم الثانوي في المغرب (عبد الحق سنا/أ.ف.ب)

رسم المجلس الأعلى للتربية والتعليم في المغرب صورة قاتمة حول مكتسبات تلامذة مرحلة التعليم الثانوي، حيث كشف المجلس، وهو مؤسسة دستورية، مؤخرًا عن أرقام وصفها مختصون تربويون بـ"الخطيرة".

كشف المجلس الأعلى للتربية والتعليم في المغرب عن صورة قاتمة للمكتسبات التعليمية لتلاميذ الثانوي خاصة في الكفايات اللغوية

وبناء على نتائج الدراسة التي قام بها المجلس، تبين أن تلامذة الآداب والعلوم الإنسانية، في التعليم العمومي لا يكتسبون الكفايات اللغوية خصوصًا اللغات العربية والفرنسية المطلوبة في المنهاج الرسمي في حدها الأدنى، كما أن أضعف مستوى مسجل هو المتعلق باللغة الفرنسية، إذ لم يتجاوز وطنيًا 23% من الأهداف المحققة في التعليم العمومي. ولم يتجاوز معدل تحصيل الرياضيات 38% على المستوى الوطني أيضًا.

اقرأ/ي أيضًا: المغرب.. نحو إلغاء مجانية التعليم العمومي!

كما جاءت معدلات تحصيل تلامذة مؤسسات الوسط الحضري أدنى قليلاً من معدلات زملائهم بمؤسسات الوسط القروي، باستثناء معدلات التحصيل في مادة اللغة الفرنسية. أما بالنسبة لتلاميذ العلوم، فقد حصلوا على معدلات جد متدنية بالنسبة للغة الفرنسية.

وشارك في الدراسة 34109 تلميذًا وتلميذة من التعليم العمومي والخاص، بالإضافة إلى 4606 مدرسًا أجابوا على أسئلة الاستمارة الخاصة بالأساتذة، وكذلك 543 مديرًا. وأكدت رحمة بورقية، مديرة الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، خلال عرضها للتقرير ذاته، أن "التعليم المغربي في خطر والمدرسة في حاجة إلى تعبئة شاملة من أجل إعادتها إلى سكة الإصلاح".

وفي هذا السياق، أكد علال بلعربي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، التابعة للكنفدرالية الديموقراطية للشغل، وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في حديث له مع "ألترا صوت"، أن "الأرقام رغم خطورتها ليست مفاجئة بالنسبة له لمعرفته بحال القطاع".

وأشار المتحدث ذاته أنه ومنذ سنوات "أكدت نقابة التعليم أن النظام التعليمي بالمغرب يعرف أزمة مركبة وبنيوية كبيرة جدًا، وتم التنبيه إلى خطورة الوضع، إذ سبق أن ذكرت دراسات أخرى أن التحصيل الدراسي ضعيف جدًا والمردودية الداخلية والخارجية بالنسبة للمنظومة التربوية هزيلة".

وتابع بلعربي حديثه لـ"ألترا صوت" أن "الكثيرين يقرون بوجود أزمة حقيقية بقطاع التعليم، لكن في الواقع من الضروري طرح سؤال أين الإرادة السياسية لمباشرة إصلاح هذا القطاع الحساس؟". وشدد المتحدث ذاته، على "ضرورة توفر هذه الإرادة لإصلاح المنظومة، وتقديم الحلول المناسبة". ويرى بلعربي أن من المشاكل في التعليم الثانوي النقص في عدد الأساتذة على عكس ما تدعيه الوزارة من عدم وجود شواغر.

اقرأ/ي أيضًا: الجامعات المغربية.. فجوة بين التعليم وسوق العمل

يذكر أن المنظومة التربوية بالمغرب تعاني من الاكتظاظ، غالبًا يفوق عدد التلاميذ في الأقسام الثانوية الستين تلميذًا، دون أن ننسى 350 ألف تلميذ وتلميذة يغادرون قاعات المدرسة كل سنة، إضافة إلى شكاوي متكررة من المناهج التربوية.

وتجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس في خطاب 20 آب/ أغسطس 2014 قد أشار إلى جملة من المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم بالمغرب، واعتبره البعض إقرارًا بفشل السياسات التي تهم التعليم، واعترافًا بوجود أزمة حقيقية يعاني منها القطاع،  خصوصًا بعد دعوته إلى إعادة هيكلة وإصلاح المنظومة التعليمية، التي تكلف نسبة 20% من ميزانية الدولة.

اقرأ/ي أيضًا:

تخفيض سنوات دراسة الهندسة.. حقيقة مصرية تائهة!

نتائج "التوجيهي" السرية.. لنهدم آخر قلاع المصداقية