03-فبراير-2023
gettyimages

بحضور نتنياهو افتتح الرئيس التشادي سفارة دولته في تل أبيب (Getty)

افتتح الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سفارة بلاده في تل أبيب، وذلك خلال زيارته لدولة الاحتلال والتي اقتحم خلالها المسجد الأقصى، بمرافقة من شرطة الاحتلال.

كان في استقبال الرئيس التشادي بمطار بن غوريون، رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع، ثم توجه الوفد التشادي إلى مقر الموساد لحضور اجتماع احتفال

وقال نتنياهو خلال حفل الافتتاح إن "هذه خطوة تأتي بعد اتصالات استمرت لسنوات"، واعتبر رئيس وزراء الاحتلال افتتاح السفارة "لحظة تاريخية"، وجاءت تتويجًا لاتصالات مستمرة منذ سنوات، زار خلال تشاد، مشيرًا إلى أنه سيتم تعزيز التعاون الأمني. مضيفًا: "جرت بيننا محادثات ممتازة أمس، والسفارة الجديدة ستعزز العلاقات بيننا أكثر".

بالمقابل، قال مسؤول إسرائيلي إنه لا توجد خطة لفتح سفارة إسرائيلية في نجامينا، وأن الاتصالات مع تشاد تُجرى من السفارة الإسرائيلية في السنغال.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي  قد اجتمع في وقت سابق مع الرئيس التشادي، في لقاء موسع، شارك فيه عن الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس طاقم مكتب رئيس الحكومة تساحي برافرمان، وسكرتير نتنياهو العسكري آفي غيل، ومن الجانب التشادي، شارك وزير الخارجية التشادي محمد صالح النظيف، ووزير الدفاع الجنرال داود يايا إبراهيم، ورئيس المكتب الرئاسي إدريس يوسف بوي، ورئيس الأجهزة السرية الجنرال أحمد كوغري ، وقال نتنياهو إننا "نؤمن بأن التعاون بيننا بإمكانه المساعدة ليس فقط بتقدم العلاقات والتعاون بيننا، وإنما يشكل جزءًا من عودة إسرائيل إلى أفريقيا، وعودة أفريقيا إلى إسرائيل"، وأضاف "لدينا أهداف مشتركة في مجالات الأمن والازهار والاستقرار".

الموساد في الاستقبال

وخلال اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الإسرائيلي في القدس المحتلة، أشاد الرئيس التشادي بدور جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" في "بناء علاقات نجامينا مع تل أبيب"، وقال "أود أن أثني على الموساد وأجهزة المخابرات التشادية لمساهمتهم الحاسمة، كمهندسين قاموا ببناء العلاقات بيننا".

getty

وكان في استقبال الرئيس التشادي بمطار بن غوريون، رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع، ثم توجه الوفد التشادي إلى مقر الموساد لحضور اجتماع احتفالي، وقال برنيع "نحن متفائلون أن القادة الآخرين في الشرق الأوسط وأفريقيا سيلهمون من هذا الاتفاق المهم، وسيعملون على تعزيز علاقاتهم مع إسرائيل"، على حدِّ قوله.

ونقل موقع واللاه العبري عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن الموساد نظم زيارة ديبي إلى إسرائيل، وحافظ على سريتها إلى حين وصوله إلى مطار بن غوريون، وأضافت المصادر الإسرائيلي أن "الموساد تولى مسؤولية إدارة العلاقات الحساسة مع تشاد ومع الرئيس الجديد، منذ مقتل الرئيس السابق إدريس ديبي في نيسان/أبريل 2021، من أجل منع انهيار العلاقات الجديدة".

الموساد وبناء العلاقة

ففي صيف عام 2021، نظم جهاز الموساد زيارةً سريةً لشقيق الرئيس الجديد وساعده الأيمن عبد الكريم ديبي إلى القدس المحتلة، وبحسب الموقع العبري التقى خلالها بمسؤولين إسرائيليين كبار، من بينهم رئيس الوزراء آنذاك نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لبيد.

وفي العام الماضي، أجرت المؤسسة الأمنية اتصالات مكثفة مع الشقيقين، وقال مسؤول إسرائيلي "العلاقة كانت تحتضر، وتحتاج إلى إنعاش، وكان الموساد قادرًا على فعل ذلك".

getty

وفي أيار/ مايو 2022، قدم سفير دولة الاحتلال في السنغال بن بورغال، وهو المسؤول أيضًا عن العلاقات مع تشاد، أوراق اعتماده إلى ديبي، وأشار مسؤولون إسرائيليون كبار إلى أن تلك الخطوة كانت مهمةً للحفاظ على العلاقات.

بدوره، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن الدور الذي لعبه جهاز "الموساد"، في تطوير العلاقة بين تشاد و"اسرائيل". ويشير الموقع الأمريكي في التقرير الذي نشره، أنه بعد 47 عامًا من قطع تشاد، الدولة ذات الأغلبية المسلمة علاقتها مع إسرائيل، أعاد الرئيس السابق إدريس ديبي في كانون الثاني/ يناير 2019 العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال، لكن بعد مقتله في نيسان/ أبريل 2021، تراجعت العلاقات. 

وبحسب "أكسيوس" فإن ذلك يرجع إلى أن الرئيس الجديد "اتخذ نهجًا أكثر حرصًا في عملية التطبيع، كما يقول المسؤولون الإسرائيليون، وأنه عندما أصبح الزعيم الجديد لتشاد، نظر إلى "العلاقات مع إسرائيل على أنها عبء أكثر من كونها مصدر قوة". 

لكن خلف الكواليس، كان الموساد، يستعد لأخذ زمام المبادرة في التعامل مع "العلاقة الدقيقة، والحديثة لمنعها من الانهيار"، وبعد أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستورية، قدم رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع دعوة لديبي من أجل زيارة إسرائيل ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقبل أسبوعين، سافر برنيع سرًا إلى العاصمة التشادية نجامينا للقاء ديبي وشقيقه، لوضع اللمسات الأخيرة لموعد الزيارة، بحسب مسؤولين إسرائيليين، ظلت الزيارة سرّية إلى أن وصل ديبي إلى إسرائيل يوم الثلاثاء، بسبب مخاوف من تعرض الرئيس التشادي للضغط من أجل إلغاء الزيارة، من قبل دول مثل الجزائر.

تشاد أولًا وأفريقيا ثانيًا

ويأمل المسؤولون الإسرائيليون أن تبعث هذه الخطوة مع تشاد، برسالة إلى دول عربية وإسلامية أخرى في المنطقة مثل النيجر، لتجديد الجهود لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل.

ونقل "أكسيوس" عن رئيس الموساد، قوله، إني "آمل أن يلهم هذا الاتفاق المهم زعماء إضافيين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن يعززوا علاقاتهم بإسرائيل"، وأضاف أن "الموساد سيواصل اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتعزيز العلاقات مع كل دولة، وتوظيف كل العناصر الممكنة لتحقيق السلام معها، الأمر الذي يحقق المصلحة الإسرائيلية". 

getty

ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن إعادة العلاقات مع تشاد هى خطوة أولى لخلق نفس الأجواء التي أدت إلى تطبيع عدد من الدول العربية مع اسرائيل، من خلال اتفاقية أبراهام التطبيعية.

وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، كان الهدف الإسرائيلي من إقامة العلاقات مع تشاد، ومن بين أمور أخرى، السماح للشركات التكنولوجية والدفاعية من إسرائيل بتصدير ما تنتجه إلى تشاد. كما أشارت إلى الهدف الرئيسي الآن، هو التطبيع مع السعودية، التي يعتقد إسرائيليًا أن التطبيع معها، سينعكس على بقية الدول الإسلامية.

من جهتها، نقلت وكالة رويترز للأنباء، عن مصادر مطلعة، بأن لقاء الرئيس التشادي مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، تم خلاله إثارة موضوع تواجد إيران وحزب الله اللبناني في منطقة الساحل الأفريقي، وشدد الوزير الإسرائيلي على "أهمية بذل تشاد جهودًا في تضييق الخناق على إيران وحزب الله في الساحل، لضمان الاستقرار وإحباط تصدير الإرهاب". 

حسب القناة الـ12 الإسرائيلية، كان الهدف الإسرائيلي من إقامة العلاقات مع تشاد، ومن بين أمور أخرى، السماح للشركات التكنولوجية والدفاعية من إسرائيل بتصدير ما تنتجه إلى تشاد

يذكر أن تشاد صوتت لصالح انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الأفريقي كعضو مراقب في عام 2021، وتغيبت عن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار يقضي بالطلب من محكمة العدل الدولية أن تصدر فتوى قانونية بشأن الآثار المترتبة على انتهاكات إسرائيل المستمرة لحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير، بالإضافة لذلك، يظهر نشاط إسرائيلي ملحوظ في تشاد، من خلال منظمة التنمية الدولية "ماشاف" التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية.