25-أبريل-2023
Getty

شهدت الخرطوم وأم درمان انفجارات صباح اليوم رغم بداية سريان الهدنة (Getty)

سجلت عدة خروقات للهدنة الإنسانية التي عقدت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بوساطة أمريكية، صباح اليوم الثلاثاء، حيث دوت أصوات انفجارات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم وأم درمان، للهدنة التي بدأت منتصف ليل الثلاثاء ومن المتوقع استمرارها لمدة ثلاثة أيام. فيما تتواصل عمليات إخلاء الرعايا الأجانب من السودان.

الهدنة الإنسانية جاءت بعد وساطة أمريكية من أجل تسهيل إجلاء الرعايا الأجانب

وفي الليلة الماضية، أعلن وزير الخارجية الأميركيّ أنتوني بلينكن، مساء اليوم الإثنين، أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتفقا على وقف لإطلاق النار يبدأ منتصف هذه الليلة ويستمر لمدة ثلاثة أيام.

السودان

وأضاف بلينكن "تناشد الولايات المتحدة طرفي النزاع في السودان الالتزام بتنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن اتفاق الهدنة جاء بعد يومين من المفاوضات المكثفة وسيبدأ منتصف ليل الثلاثاء.

بدوره، قال الجيش السوداني في بيان له، إنه بناءً على وساطة سعودية أمريكية، وافق على "هدنة مشروطة بالتزام المتمردين بوقف جميع الأعمال العدائية، والالتزام بمتطلبات استمرارها".

من جهتها، جددت الخارجية السودانية، "التزام الدولة بالهدنة الإنسانية ووقف القتال"، وحذرت من "استغلال حسن نيتنا لانتشار القوات المتمردة لارتكاب مزيد من القتل والانتهاكات"، وفق قولها. ودانت الخارجية السودانية "السلوك الإرهابي لمليشيات الدعم السريع واستمرارها في استهداف البعثات الدبلوماسية".

من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع عن التزامها بالهدنة التي عقدت بناءً على وساطة أمريكية، ولذلك "من أجل فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى المستشفيات والمناطق الآمنة، وإجلاء البعثات الدبلوماسية".

واتهم الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع، في بيان صادر صباح اليوم، الجيش السوداني بخرق الهدنة، وذلك عبر مهاجمة مواقع الدعم السريع في القصر الجمهوري. وأشار البيان إلى أن "عمليات القصف المدفعي العشوائي تعرض حياة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة للخطر كما أنه يعيق تنفيذ الهدنة"، على حدِّ تعبيره.

من جانبها، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات من المدنيين إلى 291 حالة، و1699 حالة إصابة، وفق آخر التحديثات التي لا تشمل المناطق التي لم تصلها النقابة. في أشار ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان إلى أن عدد القتلى وصل إلى 459 قتيلًا و 4075 مصابًا منذ بدء الاشتباكات، منوهًا إلى أن الرقم الحقيقي أكبر بكثير.

أمّا على صعيد عمليات إجلاء الرعايا الأجانب، قالت الحكومة البريطانية أنها ستبدأ بإجلاء مواطنيها من السودان اليوم الثلاثاء، بعد موافقة أطراف الصراع على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة. 

وأشارت الحكومة البريطانية إلى أن "طائرات عسكرية سوف تغادر من مطار خارج الخرطوم وستكون متاحة لمن يحملون جوازات سفر بريطانية. وستعطى الأولوية للأسر التي تضم أطفالًا ولكبار السن ومن يعانون من ظروف صحية". 

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي "سلامة جميع المواطنين البريطانيين في السودان على رأس أولوياتنا. إننا نعمل على مدار الساعة لمساعدة المحتاجين لمساعدة". وكتب تغريدة عبر تويتر، جاء فيها "بدأنا الاتصال بالرعايا مباشرة ونحدد لهم مسارات لمغادرة البلاد".

كما نصحت وزارة الخارجية البريطانية، رعاياها بعدم التوجه إلى المطار قبل أن يتم الاتصال بهم، مشيرة إلى أن "الوضع لا يزال مضطربًا، مما يعني أن إمكانية إجراء عمليات الإجلاء يمكن أن تتغير في أي وقت".

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده أجلت 538 شخصًا من السودان بينهم 209 فرنسي، وأشار ماكرون لإصابة جندي فرنسي خلال عملية الإجلاء.

كما أعلن الجيش الألماني أنه أجلى اليوم الثلاثاء 100 شخص من السودان، وذلك في إطار عمليات إجلاء واسعة مستمرة للرعايا الأجانب.

وأعلنت الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، أن "معظم المواطنين الصينيين تم إجلاؤهم بسلام إلى الموانئ الحدودية لدول جوار السودان".

أعلنت الأمم المتحدة، أن 15 مليون سوداني يحتاجون للدعم الإنساني العاجل

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، أن 15 مليون سوداني يحتاجون للدعم الإنساني العاجل، وأكدت الأمم المتحدة أن عملها في السودان مستمر، رغم العرقلة التي تتعرض لها في مناطق القتال. 

وقالت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين: "سجلنا عبور 4 آلاف شخص من السودان إلى تشاد والأرقام الحقيقية أكبر من ذلك".