31-يناير-2024
إسرائيل تفشل أمام أنفاق غزة

(Getty) أقر جيش الاحتلال في تجربة إغراق أنفاق غزة، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب

اعترف الجيش الإسرائيلي بقيامه بضخ المياه في أنفاق المقاومة الفلسطينية، بهدف تفكيك الشبكة الاستراتيجية للمقاومة الفلسطينية. وقال في بيان إنه: "نفذ من خلال قدرات جديدة عملية لتحييد البنية التحتية تحت الأرض في قطاع غزة من خلال توجيه كميات كبيرة من المياه إلى الأنفاق"، وفق زعمه.

من جانبه، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "المسؤولون الأمنيون يعترفون بالذهاب إلى الحرب دون حل حاسم لمسألة الأنفاق".

فشلت التجربة الإسرائيلية لإغراق أنفاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكون العديد من الأنفاق مسامية، ما أدى إلى تسرب المياه إلى التربة المحيطة بدلًا من طوفانها عبر الممرات

وكان هذا البيان أول اعتراف علني للجيش بعملية إغراق الأنفاق بعد أسابيع من نشر عدة تقارير عن ذلك، مع تقارير تحذر من تأثير الخطوة على البيئة في قطاع غزة والمياه الجوفية.

وفي كانون الأول/ديسمبر، بعد تقارير تفيد بأن جيش الاحتلال قد بدأ "تجربة إغراق بعض الأنفاق في شمال غزة"، حذر مسؤول في الأمم المتحدة في غزة من ذلك.

وقال لين هاستينغز، الذي كان آنذاك منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية: "سوف يتسبب ذلك في أضرار جسيمة للبنية التحتية الهشة بالفعل للمياه والصرف الصحي في غزة".

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن جيش الاحتلال أطلق على عملية إغراق الأنفاق "أتلانتس"، وتم تطبيقها في أماكن معينة من قطاع غزة.

وبحسب قادة في جيش الاحتلال، فقد "حقق المشروع نجاحًا محدودًا"، إذ إن "العديد من الأنفاق مسامية، مما يؤدي إلى تسرب المياه إلى التربة المحيطة بدلًا من طوفانها عبر الممرات".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، بأن ما يصل إلى 80% من أنفاق حركة حماس لا تزال سليمة رغم مرور عدة أسابيع على بدء العملية البرية أواخر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، التي حدّدت إسرائيل هدفها بـ"تفكيك حركة حماس، وتدمير أنفاقها".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تدمير قدرة حماس على استخدام الأنفاق يُعد أساس جهود "إسرائيل للقبض على كبار قادة الحركة وتحرير الأسرى الإسرائيليين بغزة"، ما يعني أنها لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها من الحرب على القطاع طالما أن نسبة الأنفاق التي لا تزال سليمة تصل إلى 80%.

ووفق التقرير السابق، فإن إسرائيل قامت بتركيب سلسلة من المضخات في شمال غزة، ومضخة واحدة على الأقل في خانيونس، من أجل تعطيل شبكة الأنفاق.

وقال مسؤول أمريكي إن المضخات الأولى التي تم تركيبها داخل غزة تستخدم المياه من البحر الأبيض المتوسط، في حين أن المضخة الأحدث تسحب المياه من إسرائيل.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه في بعض الأماكن أدت الجدران والحواجز والدفاعات الأخرى غير المتوقعة إلى إبطاء أو إيقاف تدفق المياه. وأضاف مسؤولون أمريكيون أن مياه البحر أدت إلى تآكل بعض الأنفاق، لكن الجهد العام لم يكن فعالًا كما كان يأمل المسؤولون الإسرائيليون.

وبحسب تقرير سابق لـ"نيويورك تايمز"، قدرت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن شبكة الأنفاق في قطاع غزة تتراوح ما بين 560 و725 كيلومترًا، وقيادة الجيش الإسرائيلي صدمت بطول وعمق ونوعية شبكة الأنفاق. وفي التقرير ذاته، ذكر بشكلٍ عابر فشل تجربة إغراق الأنفاق بالمياه.