23-ديسمبر-2023
أنفاق حماس وغزة والجيش الإسرائيلي

الخطة الإسرائيلية سيكون لها تأثيرات كارثية على البيئة في قطاع غزة (Getty)

قال خبير هيدرولوجي لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الخطة الإسرائيلية المحتملة لإغراق شبكة أنفاق حماس بمياه البحر قد تؤدي إلى "تدمير الظروف الأساسية للحياة في غزة"، وهو أحد عناصر جريمة الإبادة الجماعية.

وحذر خبراء البيئة من أن هذه الاستراتيجية، تخاطر بالتسبب في كارثة بيئية ستترك غزة بدون مياه صالحة للشرب وتدمر المساحات الزراعية المحدودة في القطاع المحاصر.

تشير التقديرات إلى أن إغراق أنفاق غزة، سيستغرق 1.5 مليون متر مكعب من المياه لملئها بالكامل

وقارن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في المياه، بيدرو أروجو أجودو، الأمر بأسطورة تمليح الرومان لحقول قرطاج لجعل أراضي منافسهم القديم غير صالحة للسكن. وقال مقرر حقوق الإنسان والبيئة، ديفيد بويد، إن الإضرار بمصدر المياه الوحيد في غزة سيكون "كارثيًا" على البيئة وحقوق الإنسان.

وتشير تقارير إعلامية وصور فوتوغرافية وصور الأقمار الصناعية إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بتركيب مضخات في مخيم الشاطئ للاجئين على الساحل الشرقي لقطاع غزة، والتي يمكن استخدامها لضخ ملايين الجالونات من مياه البحر إلى الأنفاق في غزة.

وأفادت التقارير، أن الجنود الإسرائيليين بدأوا في الأسبوع الماضي تجربة ضخ مياه البحر إلى الشبكة الجوفية.

ووفقًا لدراسة أجرتها الأكاديمية العسكرية الأمريكية ويست بوينت، كان هناك 1300 نفق تمتد على مسافة 310 أميال (500 كيلومتر) في غزة في بداية الحرب في تشرين الأول/أكتوبر. وتشير التقديرات إلى أن الأمر سيستغرق 1.5 مليون متر مكعب من المياه لملئها بالكامل.

وقال مارك زيتون، مدير مركز جنيف للمياه والأستاذ في معهد جنيف للدراسات العليا، إن مياه البحر التي يتم ضخها في مئات الكيلومترات من الأنفاق التي تتقاطع مع التربة الرملية المسامية في غزة ستتسرب حتمًا إلى طبقة المياه الجوفية التي يعتمد عليها سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة الذين يحصلون على 85% من مياههم منها.

وقال زيتون، الذي عمل كمهندس مياه لدى الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن طبقة المياه الجوفية ملوثة بالفعل بشدة بسبب مياه الصرف الصحي ومن تسرب مياه البحر الناجم عن سنوات من الإفراط في الاستخراج.

وأضاف زيتون: "إذا أضفت المزيد من مياه البحر مباشرة، ومن خلال الرمال إلى طبقة المياه الجوفية، فلن يؤدي ذلك إلى تحويل مورد عالي الجودة إلى مورد ضعيف، بل سيحول المورد الضعيف إلى مصدر كارثي". موضحًا أن التلوث سيكون كبيرًا لدرجة أن أساليب تحلية المياه بالتناضح العكسي الحالية على مستوى الأحياء التي يستخدمها الفلسطينيون في غزة لمعالجة مياههم لن تعد مجدية.

وأضاف: "سيؤدي ذلك إلى تدمير الظروف المعيشية للجميع في غزة. أقول ظروف الحياة لأنني أعتقد أن هذا أحد عناصر الإبادة الجماعية ضمن اتفاقية الأمم المتحدة، أي التدمير المادي الجزئي أو الكامل للظروف الضرورية لحياة أي شعب،.

وأوضح: أن "إغراق طبقة المياه الجوفية العذبة بمياه البحر سوف يتعارض مع كل المعايير التي طورتها البشرية على الإطلاق، بما في ذلك الجوانب البيئية للقانون الإنساني الدولي/ قواعد الحرب والمبادئ الحديثة بشأن حماية البيئة فيما يتعلق بالنزاعات المسلحة وكل التقدم المحرز نحو تجريم الضرر الذي يلحق بالبيئة الطبيعية: الإبادة البيئية".

وحذر ويم زويننبرغ، الباحث في منظمة "باكس من أجل السلام" الهولندية غير الحكومية، من أن غمر الأنفاق من شأنه أن يشكل أيضًا مخاطر على سلامة الأرض التي بنيت عليها مجتمعات غزة، وهي المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم، وإذا انهارت تحت المناطق المبنية، فقد يؤدي ذلك إلى سقوط المباني المتبقية فوقها أيضًا.

قال مارك زيتون، الأستاذ في معهد جنيف للدراسات العليا، إن مياه البحر التي يتم ضخها في مئات الكيلومترات من الأنفاق التي تتقاطع مع التربة الرملية المسامية في غزة ستتسرب حتمًا إلى طبقة المياه الجوفية التي يعتمد عليها سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة الذين يحصلون على 85% من مياههم منها

وقالت هديل خميس، رئيسة مكتب تغير المناخ في هيئة جودة البيئة الفلسطينية، إنه حتى قبل الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه بسبب القصف الأخير على غزة، كانت الإمدادات محفوفة بالمخاطر بالنسبة للناس في القطاع وفي الضفة الغربية. مضيفةً: "من خلال استهداف إمدادات المياه، تحاول إسرائيل جعل غزة غير قابلة للعيش بالنسبة للفلسطينيين".

وقال برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إنه اطلع على تقارير عن بدء إسرائيل ضخ المياه إلى أنفاق غزة. وردًا على صحيفة الغارديان، قال متحدث رسمي: "يجب حماية طبقة المياه الجوفية الساحلية، وهي خزان طبيعي تحت الأرض يمتد من سلسلة جبال الكرمل في الشمال إلى شبه جزيرة سيناء في الجنوب، والنظام البيئي الهش بالفعل في غزة، حتى لا يكون هناك أي تأثير على الزراعة والصناعة وحتى يتمكن الناس من استخدام المياه الجوفية بأمان".