31-مارس-2020

علماء من كوريا الشمالية يحللون مكونات معقم جديد يتم إنتاجه في أحد المصانع (KIM WON JIN/AFP)

ألترا صوت – فريق الترجمة

مع التحدي الذي فرضه فيروس كورونا الجديد على الحدود والجغرافيا السياسية بتسجيل 203 دول على مستوى الخارطة العالمية مئات الإصابات على أراضيها، منذ انتشار الفيروس لأول مرة من مدينة ووهان الصينية في 23 كانون الثاني/يناير الماضي، فإن ما يزيد على 20 دولة لم تبلغ عن وجود إصابات على أراضيها حتى الآن، في الوقت الذي أعلنت سوريا تسجيل أول إصابة على أراضيها منذ قرابة أسبوع.

لم تعلن دول بوروندي وملاوي وسيراليون أو دول جزر القمر وساو تومي وبرينسيبي تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا

فيما تشير أحدث الإحصائيات الخاصة بالفيروس التاجي إلى تسجيل ما يزيد على 800 ألف إصابة على مستوى العالم، في مقابل وفاة أكثر من 39 ألف شخصًا متأثرين بإصابتهم، وإعلان شفاء ما لا يقل على 175 ألف شخص، وسط مخاوف من عدم سيطرة واشنطن من انتشار الفيروس على أراضيها بعدما تصدرت قائمة الدول التي لديها أكثر حالات إصابة بتسجيل أكثر من 164 ألف إصابة، وتأتي خلفها إيطاليا بتسجيل أكثر من مائة ألف إصابة.

يستعرض الكاتب توم أوكونور في تقرير نشر في مجلة نيوزويك الأمريكية قائمة الدول التي لم تبلغ عن وجود حالات لديها حتى الآن، رغم إعلان منظمة الصحة العالمية تحول الفيروس إلى جائحة عالمية يصعب السيطرة عليه في ظل تضارب التقارير المرتبطة باكتشاف علاج مضاد للفيروس.

4 دول آسيوية خالية من الفيروس التاجي 

رغم أن كوريا الجنوبية كانت من الدول الأولى المتضررة بالفيروس بسبب حدودها القريبة من الصين مسجلة بذلك أكثر من تسعة آلاف إصابة على أراضيها حسب أحدث إحصائية، فإن كوريا الشمالية الدولة المعزولة من المجتمع الدولي لم تعلن عن وجود أي إصابة حتى الآن، وكانت بيونغ يانغ التي لديها حدود مشتركة مع بكين وسيول من أوائل الدول التي بدأت بإغلاق حدودها، واتخذت إجراءات مكثفة لمكافحة انتشار الفيروس.

وكانت السلطات الصحية في البلاد قد أمرت بالإفراج عن آلاف المرضى الذين تم عزلهم الأسبوع الماضي، وقالت إنه لم يظهر عليهم أعراض الفيروس، بينما لا يزال المئات يخضعون لإجراءات العزل والمراقبة، ويوم الجمعة الماضي أعلنت السلطات المحلية تشديد التدابير الاحترازية بما فيها إصدار تعميم يفرض تعقيم أوراق العملة في البلاد، والتخلص من نفايات السفن التي ترسوا في المياه الإقليمية.

عاملات مصنع غزل ونسيج في بيونغ يانغ (NBR)

يتشابه الأمر مع دولة تركمانستان التي تخضع لنظام حكم ديكتاتوري في آسيا حيث أنها لم تعلن عن أي إصابة، رغم أن إيران أحد أكثر الدول المتضررة من الفيروس تملك حدودًا مشتركة مع الدولة الآسيوية، وكانت تركمانستان واحدة من الدول التي أرسلت مساعدات طبية وغذائية إلى طهران التي ارتفع فيها عدد المصابين إلى أكثر من 44 ألف شخص.

وعلى خطى بيونغ يانغ فرضت تركمانستان قيودًا على السفر إلى أراضيها، وقامت بتنظيم حملات توعية وعمليات تنظيف جماعية، فضلًا عن إعلانها وجود علاجات محلية مضادة للفيروسات، فيما أشار الموقع الرسمي للحكومة التركمانستانية إلى مواصلتهم العمل على إعادة المواطنين التركمان المتواجدين خارج البلاد.

وفي طاجيكستان القريبة أيضًا من الحدود الإيرانية لم تسجيل أي حالات إصابة على الورق، رغم اتجاه السلطات المحلية إلى فرض المزيد من القيود على السفر والتجمعات العامة على خلفية انتشار الفيروس على مستوى الخارطة العالمية، لكنها سرعان ما عادت لتنظيم احتفالات ضخمة بعيد النوروز/ عيد الربيع، وغيرها من الاحتفالات التي تشهدها السنة الفارسية في الوقت عينه من كل عام، وذلك في تحد واضح لتحذيرات منظمة الصحة التي تطالب الدول بالحد من التجمعات الكبيرة.

مشهد عام في سيئول (أ.ب)

ويشير أوكونور في تقريره إلى أن اليمن الدولة التي مزقتها الحرب الأهلية غائبة بشكل رسمي عن تسجيل أي إصابات لديها، وبحسب مسؤولي الأمم المتحدة فإن اليمن تعاني بالفعل من أسوأ أزمة إنسانية عالميًا، ويلفت الكاتب إلى أن قرار وزارة الخارجية الأمريكية الأخير بقطع المساعدات الإنسانية عن المناطق التي يسيطر عليها المتمردين، جماعة أنصار الله الحوثي، قد تؤثر على قدرة اليمن بخصوص مكافحة الفيروس قبل انتشاره.

أكثر من 15 دولة أخرى لم تسجل إصابات 

يضيف الكاتب بأن دولة جنوب السودان أحدث عضو في المنتظم الدولي لم تكشف كذلك الأمر عن وجود إصابات لديها، موضحًا أن الدولة التي انتهت من الحرب الأهلية في جنوب الصحراء الكبرى بعد توقيع اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة على السلطة الشهر الماضي، قد تكون المخيمات المكتظة بمئات النازحين عرضةً لتفشي الفيروس مما يسهل من احتمالية أن يكونوا معرضين للإصابة.

كذلك الأمر مع دولتي بوتسوانا وليسوتو الأفريقيتين غير الساحليتين، إذ لم تسجلا أي إصابة حتى الآن، على الرغم من إعلان كافة الدول المجاورة تسجيل عشرات الإصابات، بما فيها جنوب أفريقيا التي تعتبر الأكثر تأثرًا في القارة بتسجيلها أكثر من ألف إصابة مؤكدة، وكذلك الأمر لم تعلن دول بوروندي وملاوي وسيراليون أو دول جزر القمر وساو تومي وبرينسيبي تسجيل أي إصابة أيضًا.

وينوه الكاتب في نهاية تقريره إلى أنه رغم عبور الفيروس التاجي للبحار، في إشارة للسفينة السياحية دايموند برنسيس التي سجل عليها أكثر من 600 إصابة من بين 3.7 ألف راكب كانوا على متنها، أو حتى رحلة الباخرة النيلية بين الأقصر وأسوان في مصر التي كان على متنها راكبة مصابة بالفيروس، فإن الدول الجزرية في قارة أوقيانوسيا وهي: جزر سولومون، جمهورية ناوورو، جمهورية فانواتو، دولة ساموا، جمهورية كيريباتي، ولايات مايكرونزيا المتحدة، مملكة تونغا، جمهورية جزر مارشال، جمهورية بالاو، ودولة توفالو لم تسجل أي إصابة عليها حتى الآن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كم بلغ عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا الجديد في أفريقيا؟

رئيسة وزراء الدنمارك: "الطريقة الدنماركية" في مواجهة كورونا أثبتت نجاحها

جوديث بتلر.. عن التغيير في زمن كورونا

من استعراض الثقة إلى "دبلوماسية الكوارث".. كيف تواجه كوريا الشمالية كورونا؟

سياسة "اللاسياسة".. الحكومة الإيرانية تتحضر للأسوأ في مكافحة كورونا

بعد حربها الطويلة على الأطباء.. السلطات المصرية تطلب متطوعين لمواجهة كورونا