16-فبراير-2024
طفل وسط الركام في غزة

يواصل جيش الاحتلال مساعيه لجعل غزة غير صالحة للحياة (الأونروا)

لليوم الـ133 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مساعيه لتدمير ما تبقى من منازل وبنية تحتية في قطاع غزة بهدف جعله غير صالح للحياة، ومعاقبة الأهالي الذين بات معظمهم بلا مأوى يحاصرهم الموت والجوع والمرض.

وتعرّضت مناطق مختلفة من القطاع، منذ اللحظات الأولى لدخول العدوان يومه الـ133، لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثّف أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات بينهم نساء وأطفال.

واستُشهد 10 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، إثر استهداف طائرات الاحتلال منزلًا بحي النصر شمال شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وآخر في مخيم الشابورة وسط المدينة.

توفي 3 مرضى في مجمع ناصر الطبي نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المجمع بعد توقف المولدات الكهربائية بسبب نقص الوقود

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات استهدفت مدينة رفح وجنوب شرق مدينة خانيونس، فيما قصفت مدفعيته بلدة بيت حانون في محافظة شمال غزة، التي تُعتبر من أكثر المناطق المدمرة في القطاع.

ومساء أمس الخميس، استُشهد عدد من الفلسطينيين، وأُصيب آخرون، في غارات شنتها طائرات الاحتلال على منزلين لعائلتي صبّاح وعفانة في شارع السكة شرق جباليا شمال قطاع غزة. كما استُشهد 3 مواطنين على الأقل وجرح آخرون، إثر قصف طال مركبة ومجموعة من المواطنين في مدينة غزة.

وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 28.663 شهيدًا و68.395 مصابًا معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الخميس.

وأعلنت الوزارة، في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، استشهاد 87 فلسطينيًا وإصابة 104 آخرين في 9 مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

مجمع ناصر تحت النار والرعب

وفي إطار حربها المستمرة على مستشفيات غزة، اقتحمت قوات الاحتلال، أمس الخميس، مجمع ناصر الطبي ونفّذت عمليات اعتقال وتحقيق مع أطباء ونازحين ممن لم يغادروا المجمع المحاصر منذ عدة أيام.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، إن قوات الاحتلال أجبرت إدارة المجمع على وضع 95 كادرًا صحيًا و11 من عائلاتهم و191 مريضًا و165 من المرافقين والنازحين، في مبنى ناصر القديم في ظروف قاسية ومخيفة بلا طعام وحليب أطفال، بالإضافة إلى النقص الحاد في المياه.

وأضاف، في بيان عبر "تلغرام"، أن المجمع يشهد وضعًا كارثيًا مقلقًا نتيجة تحويله إلى ثكنة عسكرية من قِبل قوات الاحتلال، مؤكدًا أن الطواقم الطبية لا تستطيع إعطاء أي علاج للمرضى، ما يؤثر على وضعهم الصحي.

وصباح اليوم الجمعة، أعلن القدرة عن وفاة 3 مرضى نتيجة توقف المولدات الكهربائية وانقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن مجمع ناصر الطبي، معربًا عن خشيته من وفاة 3 مرضى آخرين في العناية المركزة، و3 أطفال في الحضانة، في أي لحظة نتيجة توقف أجهزة التنفس الاصطناعي.

وحمّل القدرة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم الطبية على اعتبار أن المجمع أصبح تحت سيطرته الكاملة الآن، وناشد: "كافة المؤسسات الأممية بسرعة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم في مجمع ناصر الطبي قبل فوات الأوان".

لنت جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن اقتحام جيش الاحتلال للمجمع، وإطلاق النار على الطواقم الطبية والنازحين بداخله، وقتل العديد من المواطنين، وتحويله إلى مقبرة وثكنة عسكرية يُعد: "جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان، وجريمة ضد القانون الدولي، وجريمة ضد كل المعاهدات الدولية".

وأضاف المكتب: "هدد جيش الاحتلال المتواجدين بالقتل وإطلاق النار المباشر، وقام بمنع الماء والطعام وحليب الأطفال عنهم، وفرض عليهم ممارسات قاسية، مما فاقم الأزمة داخل مجمع ناصر الطبي، وجعل الظروف خطيرة ومثيرة للخوف والرعب، وبشكل يمنع بوضوح الطواقم من تقديم الخدمة الطبية والصحية لمئات المرضى والجرحى والنازحين، مما يهدد حياتهم".

وأكد أن ما يروّجه الاحتلال حول مجمع ناصر هو: "مجرد دعاية قذرة ومستهلكة ومفضوحة أمام العالم، وادعاءاته ليس لها أساس من الصحة"، وإنما: "تأتي في إطار خطة الاحتلال للقضاء على القطاع الصحي وعلى المستشفيات بشكل كامل ضمن خطته الاستراتيجية الرامية إلى تهجير هالي قطاع غزة".

بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان عبر "تلغرام"، إن: "ادعاءات المتحدث باسم جيش الاحتلال الإرهابية استخدام المقاومة مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بخانيونس، لأغراض عسكرية، وزَعْمِه اعتقال جيشه الفاشي عناصرَ من المقاومة فيهما، هو حلقة جديدة في سلسلة الأكاذيب التي يسوقها لتبرير جريمة الحرب والانتهاكات الفاضحة بحق المستشفيات والقطاع الصحي في قطاع غزة، وسعي جيشه المهزوم إلى إخراجها من الخدمة، ضمن سياسة حكومته الإرهابية، استهداف البُنى المدنية في القطاع، واستكمال حرب الإبادة والتهجير التي تشنّها على المدنيين العزَّل".

الجوع والمرض يهدِّدان حياة الحوامل

إلى ذلك، تستمر الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بالتدهور، بالتزامن مع تصاعد التحذيرات من العملية العسكرية التي يعتزم جيش الاحتلال شنها على رفح جنوب القطاع.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي، الخميس، من أن يؤدي: "توسع الأعمال العدائية بمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة"، إلى كارثة إنسانية، وعرقلة عمليات الإغاثة. وقال إن: "رفح ملجأ لأكثر من مليون شخص، وهي أيضًا نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات إلى قطاع غزة".

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن القصف الجوي الكثيف على رفح يُعقد العمليات الإنسانية الهشة هناك، لافتًا إلى أن عاملي الإغاثة بحاجة إلى تأمين الظروف الأساسية للأمان وفتح الطرق وضمان قدرة الشاحنات على الحركة ودخول المساعدات إلى القطاع.

وذكرت الأمم المتحدة إلى أن عشرات الآلاف من النساء الحوامل والأمهات الجدد والأطفال حديثي الولادة برفح، يواجهون أوضاعًا من أصعب الظروف، وإن لم تكن أصعبها على الإطلاق في العالم اليوم، في ظل ندرة الضروريات ومطاردة شبح الجوع والمرض والموت لهم.

وحذرت من أنه إذا لم تقتل القذائف والغارات النساء الحوامل في المدينة، وإذا لم يتمكن المرض والجوع والعطش من القضاء عليهن، فيمكن للولادة أن تفعل ذلك. لافتةً إلى أن هناك 77 مولودًا في 20 حضانة في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة بمدينة رفح، معظمهم أصبحوا يتامى.

الاحتلال يعلن مقتل جندي بغزة

في غضون ذلك، تستمر المعارك بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مختلف محاور القتال في قطاع غزة. وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس، أن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مع قوات الاحتلال المتوغلة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، واستهدفوا: "القوات الصهيونية المعززة بالآليات بقذائف (الياسين 105) وقذائف (TBG) المضادة للتحصينات، والعبوات الناسفة".

وقالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها نفذت: "استحكامًا مدفعيًا وصاروخيًا على خط إمداد وتموضع لجنود الاحتلال شرق وشمال خانيونس". ونشرت كذلك مقطعًا مصورًا لعملية القصف التي نفذتها مع "كتائب الأنصار" لحشود ومواقع لجيش الاحتلال شمال قطاع غزة،

بدورها، أعلنت "كتائب المجاهدين" استهدافها قوة صهيونية كانت تعتلي برجًا غرب معسكر القطاطوة غرب خانيونس بصاروخ سعير، موقعةً أفرادها بين قتيل وجريح. وقالت إنها خاضت اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في محاور التقديم بمدينة خانيونس.

ومن جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي برتبة رقيب خلال المعارك الدائرة مع فصائل المقاومة في قطاع غزة، وذلك بالإضافة إلى إصابة جندي بجروح خطيرة، وعدد آخر بجروح متفاوتة.