15-فبراير-2024
جمعية هونين تعلن سقوط 8 شهداء حتى الآن جراء قصف إسرائيلي على مبنى في النبطية

(Getty) ارتكب جيش الاحتلال مجزرة في مدينة النبطية جنوبي لبنان

شهدت جبهة جنوب لبنان، يوم أمس تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الأكبر، منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، إذ استشهد 11 لبنانيًا وجرح العشرات، من بينهم أطفال.

وكان الاستهداف الأبرز لجيش الاحتلال الإسرائيلي، حدث في مدينة النبطية، على بناية سكنية في المدينة الجنوبية. يشار إلى أن هذه المدينة، تقع خارج المنطقة، التي تعتبر جزءًا من القرار الدولي 1701.

بدوره، دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، هيئة الطوارئ لاجتماع عاجل بعد التصعيد الإسرائيلي. وأضاف: "سنتقدم بشكوى عاجلة في حق إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي".

وصف المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، التصعيد على جبهة جنوب لبنان بـ"رقصة التانغو الدموية"، قائلًا: إنه "يمكن تعريفها بتبادل الضربات تحت عتبة الحرب الشاملة"

وخلال يوم أمس، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل مجندة، في قصف صاروخي على قاعدة القيادة الشمالية لجيش الاحتلال في صفد، التي جاءت بعد تصعيد إسرائيلي على لبنان، ومحاولة تنفيذ عدة عمليات اغتيال، على مدار الأيام الماضية.

وأصيب في القصف 8 من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد سقوط 11 صاروخ غراد، على مدينة صفد، وصلت إلى مقر القيادة الشمالية لجيش الاحتلال.

وفي أعقاب سقوط الصواريخ، وافق رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، على سلسلة غارات على لبنان، وقال: "لن ننهي هذا دون إعادة السكان إلى المطلة وجميع المستوطنات في الشمال، مع مستوى أمني مرتفع جدًا"، وفق قوله.

وأضاف: "كيف سيحدث هذا؟ المهمة هي التفكير في الاستعداد للحرب. هذه هي مهمتنا الأولى، لا أحد يختلف معنا ونحن الآن نركز على الاستعداد للحرب".

وطوال اليوم الماضي، لم يعلن حزب الله المسؤولية عن أي عملية إطلاق صواريخ، على دولة الاحتلال، كما لم ينشر حصيلة العمليات اليومية، كما جرت العادة.

وقبل قصف لبنان، قال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس: "من المهم أن نكون واضحين. المسؤولون عن إطلاق النار من لبنان ليس فقط حزب الله، بل أيضًا الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية التي تسمح بإطلاق النار من أراضيها ولا يوجد أي تدخل في هذا الأمر"، بحسب تعبيره.

وأضاف: "لسنا مستعدين للعودة إلى واقع 6 تشرين الأول/أكتوبر، لا في الجنوب ولا في الشمال"، وفق قوله. 

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية و"على الرغم من التهديدات التي صدرت بالأمس، فمن الواضح أن إسرائيل تفضل اتباع المسار الدبلوماسي للتهدئة، ولن تذهب تل أبيب إلى الحرب، إلا بعد استكمال الخيارات الدبلوماسية الدبلوماسية".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: "لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمل غامض في التوصل إلى اتفاق يشمل ضمانات أجنبية، ونشر قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود وإبعاد حزب الله عن السياج".

من جانبه، وصف المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع، التصعيد على جبهة جنوب لبنان بـ"رقصة التانغو الدموية"، قائلًا: إنه "يمكن تعريفها بتبادل الضربات تحت عتبة الحرب الشاملة".

وأشار إلى أن، "الجيش الإسرائيلي وحزب الله، يحرصان على عدم تجاوز الخط الأحمر، إلّا أنّ إمكانية التصعيد تتزايد بشكلٍ يومي".

وأضاف: أن "وحدات الجيش الإسرائيلي التي شاركت بالحرب على غزة، تتدرب على مناورة في لبنان، لكنها ستواجه هناك جيشًا أكثر مهارة"، وفق تعبيره. 

وقدمت فرنسا هذا الأسبوع اقتراحًا إلى الحكومة اللبنانية، يؤكد على أهمية تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي يوجه بعودة حزب الله، إلى ما وراء نهر الليطاني.

وبحسب الاقتراح الفرنسي الذي ينقسم إلى ثلاث مراحل فإن المفاوضات بشأن الحدود البرية ستكون في المرحلة الثالثة والأخيرة. وفي مرحلته الثانية، بحسب المنشورات، يشمل وقف الطيران في أجواء لبنان.

ووفق صحيفة "الواشنطن بوست": "المناقشات بشأن وقف إطلاق النار على الحدود هي نفس ما كانت عليه من قبل"، وفقًا لدبلوماسي أوروبي. وقال إن المحادثات لم تصل إلى طريق مسدود، "إنها غير موجودة"، فحزب الله لن يشارك في أي نقاش بينما الحرب مستمرة على غزة.

وقال الأمن العام لحزب الله حسن نصر الله، يوم الثلاثاء، إن الدبلوماسيين الذين يزورون لبنان يمنحون الأولوية بوضوح لأمن إسرائيل ويرددون مطالبها.

وقال في خطاب متلفز: هذه الوفود… تحاول الترهيب"، مشيرًا إلى أن أحد الوفود حذر الشهر الماضي من أن إسرائيل ستشن حربًا خلال يومين. وأضاف: "الترهيب هذا لن ينجح"، مؤكدًا على استمرار تنفيذ العمليات من جنوب لبنان، حتى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.