18-فبراير-2023
زلزال تركيا

لا تتوقع الصحيفة الأمريكية أن يتمكن نظام الأسد من إحداث اختراقات كبيرة دوليًا (Getty)

دفع زلزال جنوب تركيا والشمال السوري، برئيس النظام السوري بشار الأسد إلى واجهة من جديد، فقد كانت الأيام الماضية، هي الأيام الأكثر نشاطًا من ناحية التواصل مع الأسد، منذ 10 سنوات على الأقل، لتصبح كارثة الزلزال فرصة نظام الأسد للتطبيع معه.

وفي الوقت الذي ترتفع فيه حصيلة ضحايا الزلزال في سوريا، يتلقى الأسد المزيد من الاتصالات من مستويات سياسية غير مسبوقة منذ بداية الثورة السورية، التي قمعها الأسد على مدار سنوات.

بحسب تقرير لـ"صحيفة نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن الأسد يستغل "دبلوماسية الكوارث"، من أجل العودة للظهور مرةً أخرى على الساحة الدولية

وبعد مرور أكثر من عشرة أيام على الزلزال، من غير الممكن الحديث عن اختراقات ضخمها حققها نظام الأسد فوق جثث ضحايا الزلزال، لكنه بالطبع حقق عدة مكتسبات، مثل رفع التمثيل الدبلوماسي لتونس في دمشق، وعشرات الاتصالات والبرقيات، وبالطبع غالبيتها من دول عربية أو دول تقارب الأسد في تصوراته.

وبحسب تقرير لـ"صحيفة نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن الأسد يستغل "دبلوماسية الكوارث"، من أجل العودة للظهور مرةً أخرى على الساحة الدولية. وتنقل الصحيفة عن محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن إميل حكيم، قوله: "ليس هناك شك في أن هذه لحظة جيدة للأسد، مأساة السوريين نعمة للأسد".

Earthquake Hits Turkey And Syria

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن كارثة الزلزال عززت من جهود حفنة من الدول العربية لإعادة نظام الأسد للنظام الدولي. وتشير الصحيفة إلى أن الإمارات التي تقود الحملة، أرسلت وزير خارجيتها إلى دمشق للمرة الثانية خلال هذا العام، كما رفعت من قيمة التبرعات للزلزال.

وحول حضور إيران وروسيا في العمل على جهود الإنقاذ بعد الزلزال، قالت الخبيرة في الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة لـ"نيويورك تايمز": "فكرة أن روسيا وإيران ستأتيان للإنقاذ تتلاشى، يأتون فقط عندما تكون هناك معركة، وليس عندما يعاني سوري عادي".

أمّا عن استغلال الزلزال في تطبيع العلاقات مع الأسد، قال حكيم للصحيفة الأمريكية، إن دبلوماسية الزلزال تجعل من الأسهل والأقل تكلفة وأكثر تبريرًا لعدد من الدول التحدث إليه [الأسد]".

وتضيف الصحيفة، "بالنسبة لدولة الإمارات، فإن التحركات تجاه الأسد هي جزء من سياسة خارجية متناقضة في بعض الأحيان في المنطقة تضمنت أيضًا تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ومن المؤيدين البارزين الآخرين الجزائر، التي دفعت لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية"، وهي جهود غير ناجحة حتى الآن.

حسب الصحيفة الأمريكية، فإن كارثة الزلزال عززت من جهود حفنة من الدول العربية لإعادة نظام الأسد للنظام الدولي

وتستكمل الصحيفة تقريرها، بالقول: "لكن ربما كان المشهد الأكثر لفتًا للنظر هذا الأسبوع هو أول طائرة مساعدات من المملكة العربية السعودية التي هبطت في مدينة حلب، وهي الأولى منذ أكثر من عقد من الحرب. مثل هذه التحركات تثير استياء السوريين الذين يريدون أن يواجه الأسد العدالة"، على جرائمه بحق الشعب السوري.