23-أبريل-2024
خيام النازحين في رفح قرب الحدود المصرية

(epa) يعاني النازحون في رفح من ظروف معيشية وصحية صعبة وكارثية

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ200، تتجه الأنظار إلى مدينة رفح، في أقصى جنوب القطاع، باعتبارها الهدف القادم لجيش الاحتلال الذي يواصل استعداداته لاجتياحها رغم التحذيرات الدولية المستمرة من خطورة هذه العملية.

ويزعم رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وقادة جيشه، أن المدينة التي تؤوي أكثر من مليون ونصف نازح هي آخر معاقل حركة "حماس" في قطاع غزة. وادعى، في عدة مناسبات، أن "النصر" في الحرب على "حماس" لن يتحقق دون دخول رفح.

ومنذ انتهاء التوترات بين إيران و"إسرائيل"، عقب الهجوم الإيراني على الأراضي المحتلة ليلة 13 – 14 نيسان/أبريل الجاري، والرد الإسرائيلي عليه؛ يتصاعد الحديث عن اقتراب موعد العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة.

يعاني النازحون في رفح من ظروف معيشية وصحية صعبة وكارثية للغاية سواء في مراكز الإيواء ومخيمات اللجوء أو لدى أقاربهم، حيث تنعدم مقومات الحياة والصحة

وفي وقت سابق، أمس الإثنين، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الأخير يستعد لتوسيع ما يُطلق عليه "المنطقة الإنسانية" في غزة، بحيث تمتد من منطقة المواصي جنوبًا وصولًا إلى مشارف مخيم النصيرات وسط القطاع، وعلى امتداد الشريط الساحلي، تمهيدًا لاجتياح رفح.

وادعت الإذاعة أن المنطقة: "ستتمكن من استيعاب نحو مليون نازح"، وزعمت أنه: "أقيم في المكان 5 مستشفيات ميدانية بالإضافة إلى المشافي الثابتة العاملة في المنطقة". بينما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي الأحد الفائت، أن قرار اجتياح رفح قد اتُخذ: "لتفكيك حماس وإعادة المخطوفين"، بحسب زعمه.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، قبل أيام قليلة، بأن جيش الاحتلال قام بنشر المزيد من المدافع وناقلات الجنود في محيط قطاع غزة استعدادًا للهجوم على رفح.

وذكرت صحيفة "معاريف"، الأربعاء الفائت، بأنه تم وضع قوات جيش الاحتلال في حالة تأهب عقب موافقة هيئة الأركان ووزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، على العملية.

مجازر إسرائيلية مستمرة في رفح

وفي الأثناء، تواصل "إسرائيل" قصف المدينة التي تُعتبر آخر المناطق شبه الأمنة في قطاع غزة. وقد أسفر القصف الإسرائيلي لمنزلين أحدهما شرق رفح والآخر في وسطها، السبت، عن استشهاد 24 شخصًا معظمهم من الأطفال والنساء.

وفي وقت سابق، اليوم الثلاثاء، أدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، القصف الإسرائيلي المكثّف على رفح خلال الأيام القليلة الماضية، الذي أدى إلى استشهاد عشرات الأشخاص، مكرّرًا تحذيره من أي توغل واسع الناطق في المنطقة التي تُحاصر "إسرائيل" فيها أكثر من 1.2 مليون مدني قسرًا، بحسب تعبيره.

وأكد تورك، في بيان، أن اجتياح رفح سيؤدي إلى مزيد من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما ستؤدي: "إلى المزيد من الجرائم الفظيعة، التي سيُحاسب المسؤولون عنها".

وإذ زعم أن قادة العالم متحدون بشأن ضرورة حماية السكان المحاصرين في رفح، قال: "أحدث مشاهد لطفلة خديجة (ولدت قبل تمام فترة الحمل) مأخوذة من رحم أمها المحتضرة، ولمنزلين متجاورين حيث قتل 15 طفلًا وخمس نساء؛ هذا أمر يتجاوز الحرب".

مخيمات لإيواء النازحين من رفح

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، واستنادًا إلى صور الأقمار الصناعية، أن هناك مخيمًا جديدًا يتم بناؤه بالقرب من مدينة خانيونس، جنوب القطاع، في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الاستعداد للهجوم على رفح.

وقالت الوكالة إن جيش الاحتلال لم يشارك في بناء المخيم، الذي يبدو أنه يتم تجهيزه لإيواء المدنيين الذين سيتم إجلاؤهم من رفح قُبيل الهجوم المرتقب.

وكانت صحيفة "العربي الجديد" قد ذكرت، الخميس الفائت، بأن مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة بشأن الوضع في غزة قد كشفت عن: "جاهزية واستعداد كاملين من الأجهزة والقوات الموجودة في شمال سيناء، وعلى طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة البالغ 14 كيلومترًا، ضمن خطة للتعامل مع سيناريو الاستعداد للإعلان الإسرائيلي المتكرر لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية".

ولفت المصدر إلى أنه: "ضمن الاستعدادات المصرية في هذا الإطار، جاء رفع الطاقة الاستيعابية للمخيمات في مدينة خانيونس، والتي يشرف على إدارتها الهلال الأحمر المصري، وزيادة كميات المساعدات التي تدخل إليها بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي".

وفي الوقت الذي تواصل فيه "إسرائيل" استعداداتها لاجتياح المدينة، تستمر التحذيرات الدولية من خطورة هذه العملية التي ستفاقم من الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة بفعل الحرب والحصار وعرقلة جيش الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.

ويعاني النازحون في رفح، وسكان المدينة عمومًا، من ظروف معيشية وصحية صعبة وكارثية في مراكز الإيواء ومخيمات اللجوء أو لدى أقاربهم، حيث تنعدم مقومات الحياة والصحة في ظل ازدياد أعداد النازحين وتفشي الأوبئة والأمراض المعدية.