11-فبراير-2023
زلزال تركيا

جنود من النظام السوري يراقبون عمليات البحث والإنقاذ (Getty)

أكدت مصادر إعلامية بأنّ النظام السوري يقوم بعملية سرقة ممنهجة للمساعدات الإنسانية المقدمة إلى المتضررين من الزلزال المدمر في المناطق الخاضعة لسيطرته فيما ارتفع عدد ضحايا الزلزال في عموم سوريا، إلى ما يزيد عن 3000 ضحية، فيما يظهر أن النظام يتعامل مع الزلزال، كقضية أمنية على المستوى الداخلي، وسياسية على المستوى الخارجي، من خلال السعي إلى إعادة تطبيع نفسه. 

أكدت مصادر إعلامية بأنّ النظام السوري يقوم بعملية سرقة ممنهجة للمساعدات الإنسانية المقدمة إلى المتضررين من الزلزال المدمر في المناطق الخاضعة لسيطرته

وتصاعدت الشكاوى والكشف عن حالات السرقة يرتكبها عناصر النظام للمساعدات الإنسانية، كما يتم التضييق على كل من يريد أن يتطوع من منطقته لنقل المساعدات إلى للمتضررين في مناطق اللاذقية وحلب وحماة، ويفرض النظام وجود "تصريح أمني"، من أجل القيام بعمليات الإغاثة بشكلٍ تطوعي، مما يعيق عمل فرق الإغاثة المحلية، ويصل الأمر لدرجة اعتقال من يخالف تعليمات النظام في ظل هذه الكارثة.

وكشف مصدر خاص لصحيفة "العربي الجديد" من مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، أن نظام بشار الأسد سرق المعونات التي جاءت من الدول العربية، ولم يصل للمتضررين إلّا "بطانيات قديمة"، وسلة غذائية متواضعة، في حين تم سحب المعونات الجديدة إلى مخازن الهلال الأحمر السوري، وإدارة التعيينات بجيش النظام.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "فرقًا إغاثية، وأخرى تابعة للهلال الأحمر السوري، أحضروا المساعدات إلى ملعب جبلة، وصوروا وصولها وتفريغها، لكنهم عاودوا تحميلها على مرأى السكان، بعد أن وضعوا أغطية قديمة وأبقوا على عبوات الماء وربطة خبز وأربع بيضات لكل أسرة".

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مواطنين يتهمون مسؤولين بنظام بشار الأسد بسرقة المواد الإغاثية وبيعها، وإهانة المتضررين في اللاذقية، ونقل المرصد السوري عن مصادر قولها إن "القائمين على توزيع المساعدات الإغاثية، تعاملوا مع المتضررين بطريقة غير لائقة، حيث جرى رمي المساعدات في جبلة بريف اللاذقية بطريقة مهينة".

كما تناقل نشطاء خبر قيام الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، باعتقال شاب سوري على خلفية انتقاده للسلطات في شريط مصور، وضح خلاله إجبار موزعي المساعدات الإغاثية الحصول على موافقة أمنية، ليتمكنوا من توزيع المساعدات على المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب المناطق السورية، منتقدًا الأعمال اللاإنسانية وسرقة المواد الإغاثية من قبل النظام. 

وكتب صحفي محسوب على النظام السوري، منشورًا على فيسبوك، جاء فيه: "فيما يخص التطوع، فقد علمت من بعض المتطوعين أنه لا يسمح بالعمل إلا لمن يكونون ضمن إطار منظمة أو جمعية أو حزب، ربما هناك حسابات عديدة لهذا الأمر لا أعلم تفاصيلها، لكن في ظل الحاجة لكثير من المتطوعين يجب ألا ترفض الجهات المعنية أية مساعدة، وبإمكانها أن تضم من يريد التطوع تحت اسمها في هذه الفترة فقط".

وبحسب متابعين، فإن النظام  يقوم بتقييد عمل المتطوعين الموجودين في مناطق سيطرته، ويحصر العمل في هذا المجال على العناصر التي تتبعه، سواء من داخل النظام أو من رديفه حزب البعث، ليسهل التحكم في مسار تلك المساعدات، وتحويل وجهتها. 

زلزال تركيا

إلى ذلك، تم تداول مقاطع مصورة لأشخاص يشتكون من رفض النظام تسليم المساعدات، في حين ظهرت مقاطع مصورة أخرى تظهر الطريقة المهينة التي يقوم بها عناصر النظام في توزيع القليل من المساعدات على العشرات من المتضررين من الزلزال، كما انتشرت عشرات المنشورات التي تحدثت عن سرقة جهات تابعة النظام للمساعدات الاغاثية وبيعها.

الاستياء وصل حتى إلى العناصر الموالية لنظام الأسد، والكثير منها تحدثت عن وصول كميات ضخمة من المساعدات، في حين لم يحصل المحتاجون إلّا على القليل. فيما رصدت عشرات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعلن عن بيعها منتجات كُتب عليها "غير مخصص للبيع" أو "برنامج الغذاء العالمي"، مما يشير لكونها مساعدات وصلت إلى مناطق النظام السوري، دون تصل إلى المناطق المتضررة.

وتحدثت مصادر موالية للنظام السوري، عن سرقة المساعدات الإنسانية، حيث أشير إلى حالة عينية، باختفاء شاحنة مساعدات وصلت إلى ملعب الحمدانية في حلب بغرض توزيعها على المتضررين من الزلزال، الذين افترشوا أرض الملعب في العراء والطقس البارد. بالإضافة، إلى سرقة مساعدات أخرى اللاذقية.

وفي محاولة للتنصل من هذه السرقات، نفى النظام حدوث عملية سرقة، وقال على لسان وزير التجارة، "تبين أن هناك مختارين يوزّعان المساعدات لأقاربهم، وتم حل المشكلة، ووزعت المساعدات بشكلٍ عادل على الجميع"، على حدِّ زعمه، في محاولة لإظهار عملية سرقة المساعدات باعتبارها ممارسات فردية. 

تقارير سابقة أكدت على قيام النظام بسرقة المساعدات الأممية، بدلًا من إيصالها إلى مستحقيها

يشار إلى أن غالبية المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى سوريا، دخلت إلى مطارات النظام السوري في دمشق وحلب، مما جعلها تحت سيطرته المباشرة. ويعيد الحديث عن عدم وصول المساعدات لضحايا الزلزال، وتحويل وجهتها أو سرقتها، إلى الواجهة، تقارير سابقة أكدت على قيام النظام بسرقة المساعدات الأممية، بدلًا من إيصالها إلى مستحقيها، حيث نهب 96% من تلك المساعدات، وتلاعب بها، واستخدمها طوال فترة الحرب لمصلحته، ووزعها على عناصره ومسؤوليه.