03-أبريل-2024
وقف عمليات المنظمات الإنسانية في غزة

(Getty) مصادر إسرائيلية أكدت على أن القصف الإسرائيلي لم يكن بسبب غياب التنسيق

يساهم اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي طاقم منظمة المطبخ المركزي العالمي، في تفاقم الأزمة والكارثة الإنسانية في غزة، بعد أن أعلنت الجمعيات الخيرية أنها ستعلق عملياتها في القطاع بعد الاستهداف.

وأدت الضربات التي استهدفت فريقًا من المطبخ المركزي العالمي، إلى إعلان المؤسسة الخيرية، إلى جانب منظمات إغاثة أخرى مثل Anera، التي تساعد اللاجئين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومشروع Hope ومقره الولايات المتحدة، والذي يركز على الرعاية الصحية أنها ستوقف عملياتها في غزة لحماية موظفيها.

القصف الإسرائيلي أدى إلى قيام المنظمات الإنسانية بوقف عملها في قطاع غزة

ووصفت "أنيرا" القرار بأنه "خطوة غير مسبوقة"، وقالت يوم الثلاثاء إن عمليات القتل "إلى جانب فقدان العديد من عمال الإغاثة الآخرين وعائلاتهم، دفعت فريقنا إلى استنتاج أن توصيل المساعدات بشكل آمن لم يعد ممكنًا".

وجاء في البيان: "بينما نتفهم العواقب الوخيمة التي سيترتب على هذا التعليق على السكان الفلسطينيين، فإن المخاطر المتصاعدة المرتبطة بإيصال المساعدات لا تترك لنا أي خيار سوى وقف العمليات حتى يستعيد موظفونا الثقة في قدرتهم على القيام بعملهم دون مخاطر لا مبرر لها".

وقال تقرير تدعمه الأمم المتحدة الشهر الماضي إن المجاعة "متوقعة ووشيكة" في النصف الشمالي من غزة. ووفقًا لمنظمة أوكسفام، منذ كانون الأول/ديسمبر، تضاعف تقريبًا عدد الأشخاص في الأراضي الفلسطينية الذين يواجهون "مستويات كارثية" من الجوع. وتوفي ما لا يقل عن 27 طفلًا بسبب سوء التغذية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

من جانبه، قالت صحيفة "هآرتس" نقلًا عن مصادر عسكرية، يوم الثلاثاء، إن مقتل سبعة من عمال الإغاثة على يد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، مساء الإثنين، "ناجم عن ضعف الانضباط بين القادة الميدانيين وليس نقص التنسيق بين الجيش ومنظمات الإغاثة". وأضافوا أن "الضباط والجنود المتورطين انتهكوا لوائح وأوامر الجيش الإسرائيلي".

وأشارت مصادر "هآرتس" إلى أن "القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي تحاول صرف اللوم عن الحادث الذي وقع في دير البلح، والذي قُتل فيه سبعة موظفين في المطبخ المركزي العالمي. وقال مصدر في فرع المخابرات إن القيادة ’تعرف بالضبط سبب الهجوم. في غزة، الجميع يفعل ما يحلو له’".

وانتقدت مصادر "هآرتس"، وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي لتصويرهما الحادث على أنه ناجم عن سوء التنسيق، واصفة ذلك بـ "المحير"، مؤكدةً على وجود دائرة تنسيق فعالة وتعمل باستمرار.

وقال مصدر في شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال الأمر "لا علاقة له بالتنسيق. يمكنك إنشاء 20 إدارة أو غرفة حرب أخرى، لكن إذا لم يقرر أحد وضع حد لسلوك بعض القوات داخل غزة، فسنرى المزيد من الحوادث مثل هذه".

ويوم أمس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لحماية عمال الإغاثة، ودعا إلى إجراء تحقيق سريع في الهجوم الذي شنته طائرة مُسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي، والذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص يعملون في مؤسسة المطبخ المركزي العالمي.

وقال الرئيس الأمريكي، في تصريحات انتقدت بشدة تصرفات إسرائيل في غزة: "كان هذا الصراع من أسوأ الصراعات في الذاكرة الحديثة من حيث عدد القتلى من عمال الإغاثة".

وأضاف: "وهذا هو السبب الرئيسي وراء صعوبة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، لأن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية عمال الإغاثة الذين يحاولون تقديم المساعدة التي يحتاجها قطاع غزة... كما أن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية المدنيين".