02-مارس-2024
الروبوت سارة (السعودي)

الروبوت سارة (سعودي) أول روبوت ناطق باللغة العربية السعودية

شهدت صناعة الروبوتات منذ منتصف القرن العشرين حتى الآونة الأخيرة تطورات سريعة، ومتواترة، حتى أصبحت صناعة الروبوتات جزءًا لا يتجزأ من الحياة الصناعية وتطورها. وإن كانت صناعة الروبوتات قد تبلورت فعليًا منذ عقود ماضية تزامنًا مع بدأ الإنسان بصناعة الآلات التي تعينه في المهام اليومية والصناعية والإنشائية إلا أن تطورها وبرمجتها في عصرنا الحالي واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي عليها هو مايعد ثورة في حد ذاته مما جعل التوجه والتنافس حول جعل هذه الآلات مستقلة بذاتها وفي إنجاز مهامها بالكامل.

وليس من الضروري أن يطابق شكل الروبوت في أذهاننا صورة الإنسان الآلي فهو قد يطلق على آلة عُمد إلى برمجتها لتأدية غرض ما. ولكن أن يكون روبوتًا بشكل بشري وبعضلات تتحكم بتعابير الوجه ويحكي اللهجة العامية السعودية وبصناعة عربية هو ما سيعرض له في هذا المقال عن الروبوت سارة.
 

من هي الروبوت سارة؟

"أنا سارة، أول روبوت بشري سعودي" هكذا عرّفت الروبوت سارة عن نفسها أول مرة عندما تم عرضها في عام 2023 في المملكة العربية السعودية. في ظل التطور التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يعد الروبوت سارة أحد الأمثلة البارزة على هذا التطور. فهو روبوت تفاعلي مصنوع بالكامل في السعودية. له القدرة على التحدث باللهجة المحلية وأداء المهام المختلفة.

في معرض LEAP 2023 التقني الذي انطلق في الرياض، تمكّن الروبوت سارة بفضل ما جهزت به من تقنيات وبرمجة وقدرة على تحديد المسافات بينها وبين محدثها من التواصل مع جميع الزائرين، حيث ظهرت سارة للزائرين على شكل سيدة بالزي والحجاب السعودي، كما تحدثت للزائرين باللهجة العامية السعودية، حيث أن الروبوت سارة هو أول روبوت يتحدث باللغة العربية.

طُورت سارة من قبل مجموعة من المهندسين والباحثين السعوديين في شركة "سلا"، وهي شركة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وذلك بالتعاون مع شركة QSS. يهدف مشروع الروبوت سارة إلى دفع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير تطبيقات عملية للروبوتات في مختلف القطاعات.

وقد احتوى تصميم الروبوت سارة على كاميرا تعمل بالذكاء الاصطناعي لتمكنه من التعرف على الشخص الواقف أمامه وتحديد المسافة بينهما بدقة. وقد كان للروبوت القدرة على الترحيب والتحدث إلى الزائرين لمعرض ليب مباشرًة وذلك بعد أن يقول له الزائر (هلا سارة)، ليبدأ في التعريف عن نفسه ويقول "أنا سارة، أول روبوت بشري سعودي."

 

اسم الروبوت سارة

للوهلة الأولى قد يعتقد القارئ أن اسم سارة هو الاسم العربي المعروف، وأن هذا هو السبب وراء إطلاق اسم "سارة" على الروبوت. في الحقيقة، جُزءًا من هذه الرواية حقيقي، بينما الجزء الآخر هو أن كلمة "SARA" بالإنجليزي هي اختصار لـ "Saudi Arabian Robotic Assistant"، أي "المُساعد الآلي السعودي". بالطبع تم ترتيب هذه الكلمات لتُشكِّل في النهاية اسمًا عربيًا شائعًا للغاية، ألا وهو "سارة".

 

أهم مكونات الروبوت سارة

على الرغم من قدراتها المذهلة، لا يختلف تكوين الروبوت سارة بشكل جذري عن مكونات الروبوتات المتقدمة الأخرى. يتضمن هيكلها مكونات رئيسية تتمثل في:

  • الهيكل الخارجي والجسم: تم تصنيع الروبوت سارة من مواد متينة وخفيفة الوزن، لتسمح بحرية الحركة وأداء المهام المتنوعة.
  • المحركات والمفاصل: تم تصميم المحركات والوصلات بدقة لمحاكاة الحركة البشرية قدر الإمكان وتنفيذ أوامر محددة.
  • المستشعرات: يحتوي الروبوت سارة بداخله أنواعًا مختلفة من المستشعرات كالكاميرات والمستشعرات الصوتية، والتي تساعد الروبوت على الإدراك والاستجابة للمحيط الخارجي.
  • الوحدة الحسابية (المعالج): بمثابة دماغ الروبوت، حيث تعالج المعلومات الواردة من المستشعرات وتتحكم بالسلوك بناءً على البرمجة.
  • برمجيات متطورة: تُدير كل جانب في عمل الروبوت، من معالجة بصرية وسمعية، إلى قدرات التواصل والحوار، وتنفيذ الأوامر المطلوبة.

يضع فريق سلا تركيزًا كبيرًا على تصميم جمالي يشبه البشر قدر الإمكان، مما يساهم في التفاعل الطبيعي للروبوت سارة.

 

أهم مميزات الروبوت سارة 

تميز الروبوت سارة بالعديد من الصفات التي تميزه عن غيره من الروبوتات خاصًة كونه أول روبوت سعودي عربي، وهذه الصفات من عِدة نواحي من بينها:

  1. تصميم مميز

تم تصميم عباءة سارة من قبل المصممة السعودية ملك الشمر، كما تم اختيار ألوان وأقمشة تقليدية تعكس الثقافة السعودية. وقد تم هذا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، والتي ساعدت أيضًا في تصميم الزخرفة والأنماط الموجودة على عباءة الروبوت سارة.

 

  1. التقنيات المستخدمة

بالرغم من عدم الإعلان عن كافة التفاصيل التي تخُص المُكونات المُستخدمة في الروبوت سارة، إلا أن أهم المعلومات حول الروبوت سارة وبعض الخصائص قد يكون من بينها مايلي:

  • احتواء الروبوت سارة على كاميرا ذكية تُمكنها من تقدير المسافة بينها والأشخاص خلال التحدث إليهم.
  • يتضمن الروبوت نموذج ذكاء اصطناعي درب بشكل مسبق للتعرف على مختلف اللهجات السعودية المحلية، والقيام بتحليل الجمل وفهم محتواها جيدا لتقديم ردًا مناسبًا على شكل نص.

  • تضمنت سارة 11 عضلة في كل من اليد اليمنى واليسرى، مما سمح لها بحركات طبيعية ودقيقة.
  • تم تزويد سارة بـ 11 عضلة في الوجه، مما أتاح لها التعبير عن المشاعر المختلفة بدقة.

تبدأ سارة بالتفاعل مع الزائرين فور توجيههم الكلام لها، حيث تُعرّف نفسها وتُرحب بهم مباشرةً بعد سماع عبارة "هلا سارة".

 

  1. التفاعل مع الزائرين

تبدأ سارة بالتفاعل مع الزائرين فور توجيههم الكلام لها، حيث تُعرّف نفسها وتُرحب بهم مباشرةً بعد سماع عبارة "هلا سارة". كما تم تدريبها على التعرف على اللهجات السعودية المختلفة وفهم الجمل المكونة من عدة كلمات، مما أتاح لها تقديم ردود مناسبة.

 

  1. المهارات

يتميز الروبوت سارة بعددٍ هائل من المهارات والوظائف المُتنوعة، فقد أظهرت سارة على سبيل المِثال مهارات مميزة في التصفيق والحركة المدروسة. كما أنها قد تميزت بقدرتها على التعبير عن المشاعر المختلفة من خلال تعبيرات وجهها، مثل مشاعر الفرح والحزن. وقد تفاعلت مع الزائرين بطرقٍ مُتنوعة، بما في ذلك أداء الرقصات الشعبية.

يعد الروبوت سارة واحدًا من أكثر الروبوتات خفًة في الوزن.

 

  1. الروبوت الأخف وزنًا في العالم

برغم ما يحتوي عليه من مُكونات وتفاصيل، يُعد الروبوت سارة واحدًا من أكثر الروبوتات خفًة في الوزن، وذلك ليُصبح التعامل بينها والبشر أكثر سلاسة وبطريقة خالية من المشاكل، وهكذا تكون أكثر كفاءة وأمان وأقل في التكلفة.

 

  1. تفاعل رواد السوشيال ميديا مع الروبوت السعودي سارة

أُُعجب رواد السوشيال ميديا في مختلف أنحاء العالم ورواد الأعمال أيضًا بالروبوت سارة، كما طالب بعض رواد السوشيال ميديا تغيير اسم الروبوت سارة إلى اسم (نجد) وهو اسم عربي سعودي الأصل.

 

اللقاء الأخير مع الروبوت سارة

التفتت الأنظار حول الروبوت سارة خلال لقائها الأخير حيث ظهرت بمظهر جديد، وكانت أثناء حديثها توجه أنظارها نحو المقعد الخاص بالمذيع مقدم البرنامج، مما أدى إلى مخاوف من أن تسيطر الروبوتات على أماكن المذيعين بالإعلام. كما رفضت الروبوت سارة أثناء اللقاء أن تُفصِح عن عمرها ووزنها.

 

وضح في المقال معلومات عن الروبوت سارة والذي يعد إنجازًا متميزًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويعكس طموحات تبني التكنولوجيا المتقدمة. ومع استمرار تطور الروبوت سارة وغيرها من الروبوتات في العالم العربي وتكاملها في مختلف التطبيقات، فإنها ستقدم فرصًا واسعة للباحثين والمطورين لإظهار الإمكانيات الإبداعية.