25-فبراير-2024
10 معلومات عن الروبوت لا بد من معرفتها

أهم المعلومات عن الروبوت لا بد من معرفتها

تحولت الروبوتات من إطار الخيال العلمي إلى واقع ملموس حولنا، فهي تعمل بلا كلل أو ملل في المصانع والمختبرات، وحتى ضمن منازلنا. تأتي هذه الآلات المعقدة بأشكالٍ وأحجام متباينة لتنفيذ مهام محددة، بعضها بسيط والآخر فائق التعقيد. لكن ما الذي يجعل الروبوت روبوتًا؟

في هذه القائمة، سنكشف عن أهم عشرة معلومات عن الروبوت. ذلك لأن فهم الروبوتات بشكل أفضل يمنحنا رؤية ثاقبة عن مستقبل يتشارك فيه الإنسان التكنولوجيا لتسهيل حياته وتحقيق إنجازاتٍ مذهلة.

 

أهم 10 معلومات عن الروبوت

ما الذي يعنيه مصطلح "روبوت" حقًا؟ بالطبع، ربما يتبادر إلى أذهاننا فورًا صورٌ لآلاتٍ مستقبلية ذات مظهر بشري، منتشرة بكثافة في أفلام الخيال العلمي، أو قد نفكر في الأذرع الآلية الضخمة في المصانع. لكن صدق أو لا تصدق، فإن عالم الروبوتات أوسع وأكثر تشابكًا مما نتصور.

تم اشتقاق مصطلح "روبوت" في جذوره من الكلمة التشيكية "robota" والتي تعني "العمل الشاق" أو "العبودية". وقد استخدم الكاتب التشيكي كارل تشابيك هذا المصطلح أول مرة في مسرحيته الشهيرة "R.U.R" (Rossum's Universal Robots) عام 1920، والتي تحكي قصة انتفاضة مجموعة من الروبوتات ضد مُصنعيها من البشر. ومنذ ذلك الحين، ترسخ مفهوم "الروبوت" كأي آلة قادرة على أداء مهام بشكل مستقل أو شبه مستقل، بغض النظر عن مدى تعقيد بنيتها أو تشابهها بالشكل البشري.

معلومات عن الروبوت
مشهد من مسرحية Rossum's Universal Robots يظهر فيه ثلاث روبوتات على اليمين

 

  1. متى ظهر أول روبوت في التاريخ؟

هل الروبوت هو ابتكار حديث ناتج عن التقدم الصناعي الحالي؟ المُفاجأة هي أن فكرة استخدام الآلات المساعدة تعود إلى عصورٍ سحيقة في تاريخ البشرية. فقد وُجِدت مخطوطات قديمة تعود إلى العصور الفرعونية توثّق تصاميم لآلات ذات حركة ذاتية تُستخدم في خدمة المعابد. وفي حضارة اليونان القديمة، كان المخترعون يبتكرون تماثيل متحركة تسكب المشروبات، وطيورًا آلية تغرد، ومسارح صغيرة تعرض بها عروض متحركة باستخدام الدمى.

ربوت قديم في التاريخ
روبوت مصري قديم

وعلى مر العصور، كان مفهوم "الآلة التي تفكر أو تعمل مثل الإنسان" مصدر إلهام مستمر في الفلسفة والخيال. قد لا تشبه هذه التخيلات القديمة الروبوتات المعقدة التي نعرفها في عصرنا الحالي، لكنها تشترك معها في الفكرة الجوهرية - الرغبة البشرية الأزلية في ابتكار آلات قادرة على التحرر من القيود البشرية وتولي مهامنا نيابةً عنا، سواء كانت هذه المهام بسيطة أو تتسم بخطورة بالغة. لذلك، في المرة القادمة التي تتفاعل فيها مع روبوت منزلي صغير أو ذراع آلية في مصنع، تذكر أن رحلة تطور الروبوتات تمتد في الواقع لآلاف السنين.

 

  1. من هو مخترع أول روبوت؟

من السهل الوقوع في تصور أن مفهوم "الروبوت" بشكله الذي نفهمه اليوم هو نتاج ثورة صناعية حديثة. لكن تتبع مسيرة تطور الروبوتات عبر التاريخ يعيد صياغة هذه الفكرة جذريًا. السؤال الأهم إذًا: من يُعتبر مخترع أول روبوت "حقيقي"؟

هنا، نجد أنفسنا أمام إجابة معقدة نوعًا ما. فإذا اعتبرنا أول "روبوت" بأنه أي آلة أوتوماتيكية قادرة على القيام بمهام متكررة بشكل مستقل، فسنجد أسماء عدة لمخترعين لامعين تركوا بصمتهم في هذا المجال على مرّ التاريخ. لكن، يتفق أغلب المؤرخين على أن العبقري الأمريكي جورج ديفول، صاحب الابتكارات المتعددة ومؤسس أول شركة متخصصة في مجال الروبوتات، هو الأحق بلقب "أبو الروبوتات الصناعية". فقد طوّر في الخمسينيات من القرن الماضي ذراعًا آلية مذهلة قابلة للبرمجة أطلق عليها اسم "Unimate". وسجل أول براءة اختراع لروبوت في التاريخ.

 

مخترع أول روبوت
Unimate جد الروبوتات الصناعية

كانت هذه نقلة ثورية بامتياز؛ فبفضل قدراتها الفريدة، تم تسخير "Unimate" أول مرة في مصانع شركة جنرال موتورز للسيارات لتنفيذ أعمالٍ شاقة وخطرة بدلًا من العمال البشريين.

 

  1. أين تتواجد الروبوتات؟

على الرغم من أن الأمر قد لا يكون واضحًا للوهلة الأولى، إلا أن الروبوتات أصبحت تحيط بنا بكثافة تفوق تصوراتنا السابقة. لم تعد هذه الآلات مقتصرة على المختبرات أو التجارب المعقدة في قالب قصص الخيال العلمي، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فمثلًا، عندما نستخدم الهاتف الذكي لتصفح الأخبار أو مشاهدة مقاطع الفيديو، تعمل خوارزميات آلية معقدة في الخلفية لتحليل الاهتمامات وتقديم المحتوى المناسب. وفي المنزل، نرى الروبوتات على هيئة مكنسة كهربائية ذكية تتنقل بمهارة في الغرف لتنظيفها من الغبار والأتربة.

أمكنة الروبوتات
أحد الروبوتات المنزلية الشهيرة يُدعى Astro

وقد توسع وجود الروبوتات ليشمل قطاعات حيوية وهامة أخرى. ففي خطوط الإنتاج في المصانع، أصبحت الروبوتات تؤدي دورًا أساسيًا في تنفيذ المهام الصعبة والمتكررة، حيث تتولى عمليات التجميع واللحام بدقة لا مثيل لها. وفي غرف العمليات، تُستخدم الروبوتات الجراحية للمساعدة في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة، مما يقلل من المخاطر ويحسن النتائج. وليس هذا فحسب، بل تلعب الروبوتات أيضًا دورًا هامًا في استكشاف العوالم الجديدة، سواء كانت على شكل مركبات فضائية ترسل لنا صورًا خلابة للفضاء، أو آليات مشابهة للحيوانات تغوص في أعماق المحيطات لاستكشاف الأسرار البحرية.

 

  1. هل كافة الروبوتات على هيئة بشر؟

على الرغم من انتشار مصطلح "روبوت" في الثقافة العامة والإعلام، والذي يرتبط عادة بصورة الآلة التي تشبه البشر في شكلها وحركتها، إلا أن عالم الروبوتات في الواقع أوسع وأكثر تنوعًا مما قد نتخيل. فمصنعو ومهندسو الروبوتات لا يقتصرون على محاكاة الشكل البشري في تصميماتهم، بل كثيرًا ما يستلهمون تصاميمهم من أشكال وتراكيب مذهلة في الطبيعة! لذا، نجد روبوتات شبيهة بالحشرات، أو بأذرع الأخطبوط، أو حتى روبوتات مجهرية تسري في أجسادنا لتوصيل الأدوية بدقة إلى مناطق الإصابة.

ليست الروبوتات على هيئة بشر
أحد نماذج الروبوتات النانوية

تتجلى عبقرية الروبوتات في قدرتها على محاكاة القدرات الحركية، أو حتى الذكاء اللازم لحل المشكلات، مع تحررها التام من الشكل البشري المألوف. بعض الروبوتات مصممة لأداء مهام خطرة للغاية؛ كاستكشاف الفوهات البركانية، أو التغلغل في مناطق كوارث يصعب وصول المسعفين إليها، أو حتى تعطيل الألغام والقنابل. وهناك أنواع أخرى لا نراها أبدًا بعيوننا المجردة، حيث تتراوح أحجامها بين الميكرو والنانو، وتعمل داخل أجسادنا كأنظمة دفاعية تكافح البكتيريا الضارة والمواد الغريبة.

 

  1. بعض الروبوتات ذكية للغاية

قد لا تكون الحقيقة واضحة في البداية، ولكن بعض الروبوتات "غير مرئية"، حيث يكمن وجودها في خوارزميات معقدة وذكاء اصطناعي يتغلغل في حياتنا اليومية. فأثناء التجوال اليومي، قد نسير بجوار سيارة ذاتية القيادة دون أن نُدرك ذلك؛ فكاميراتها وأنظمة الاستشعار الآلية ترصد محيطها بدقة مذهلة، بينما تُحلِّل الخوارزميات المتقدمة جميع البيانات في الوقت الحقيقي لاتخاذ قرارات القيادة بدلًا من السائق البشري. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الذكاء ليس مقتصرًا على الروبوتات الكبيرة، بل قد يتجسد في كائنات صغيرة مثل الروبوتات الطبية على شكل كبسولات دقيقة تسافر في أوعيتنا الدموية، حيث تراقب المؤشرات الحيوية وتساهم في توصيل العلاج إلى الأماكن المُستهدفة.

  1. هل تحل الروبوتات محل البشر؟

قد يُساور البعض القلق من تطور الروبوتات بشكل متسارع، معتقدين أن هذه الآلات سوف تحل محل البشر في الكثير من الوظائف. هذه المخاوف مشروعة ولا يجب تجاهلها، إلا أنها لا تمثل الصورة الكاملة. فالتقدم التكنولوجي عبر التاريخ لم يُلغِ فقط بعض الوظائف التقليدية، بل تسبب في خلق مجالات جديدة كليًا تستلزم مهارات لم تكن موجودة من قبل. وهذا ينطبق تمامًا على الروبوتات.

فكل صناعة تتبنى الروبوتات في عملياتها التشغيلية ستحتاج بالضرورة لفريق بشري متخصص في التعامل مع تلك الآلات الذكية. كتصميم الروبوتات، برمجتها، صيانتها، إصلاح أعطالها؛ كلها تخصصات جديدة تستلزم تعليمًا متقدمًا وتوفر فرص عمل هائلة للشباب المبدع في مجالات الهندسة وعلوم الحاسب. علاوة على ذلك، الروبوتات تمكّن الشركات من تطوير خطوط إنتاج جديدة كليًا وتقديم منتجات وخدمات مبتكرة لم تكن لتوجد لولا وجود هذه الآلات، والمزيد من خطوط الإنتاج يعني المزيد من فرص العمل على عدة أصعدة.

 

  1. الروبوتات ليست خطيرة بالضرورة

غالبًا ما تُصّور الأفلام والروايات الفانتازية الروبوتات في صورة الآلة الخارقة التي تتمرّد على صناعها، وتشكّل خطرًا وجوديًا على البشرية. إلا أن هذا السيناريو – ورغم إثارته القصصية – يبالغ في تصوير القدرات الحالية للأغلبية الساحقة من الروبوتات. فالروبوتات في نهاية المطاف هي أدوات ابتكرها البشر، مثلها مثل أي أدوات أو تكنولوجيا أخرى يمكن استخدامها لأغراض نبيلة أو لأغراض خبيثة.

الروبوتات ليست خطيرة
مشهد من فيلم I Robot

يكمن الخطر الحقيقي في الطريقة التي يتم بها برمجة هذه الآلات ومدى كفاءة أنظمة الأمان المطبّقة فيها. فروبوت جراحي على درجة عالية من الدقة يمكن أن يصبح أداة مميتة في حال تم التحكم فيه عن بعد بشكل خبيث أو تعطلت منظومة أمانه. ورغم ذلك، يحرص مصممو الروبوتات والهيئات المعنية بالسلامة الرقمية على تطبيق أنظمة تشغيل وحماية متعددة الطبقات للحد من هذه المخاطر قدر الإمكان. كما أن صناعة الروبوتات لا تقتصر على القطاع العسكري أو الصناعات الثقيلة؛ بل أصبحت الروبوتات المساعدة والاجتماعية تنتشر بقوة في رعاية كبار السن، وتقديم الدعم النفسي للبعض، وأحيانًا تكون مجرد مصدر للمرح والترفيه الآمن في ركن وحيد من منزل أو في عنابر المستشفيات. لذا، نعم، بعض الروبوتات مصممة لتكون خطرة، لكن الأغلبية صنعت في الأساس لمساعدة البشرية وتسهيل حياتنا.

 

  1. ليست كل الروبوتات آلات

عندما نفكر بالروبوتات، نتخيل غالبًا آلات معقدة من المعدن والأسلاك، بأذرع متشابكة ومصابيح تومض، أو حتى روبوتات تشبه البشر في شكلها وحركتها. لكن الحقيقة هي أن مفهوم "الروبوت" أوسع من هذه الصورة النمطية، بل وأحيانًا لا يتطلب وجود أجسام "ميكانيكية" صلبة على الإطلاق!

روبوت غير آلي
تُحدِث الروبوتات الناعمة المستوحاة من الحياة الحيوية ضجة كبيرة في أبحاث المحيطات

تُطوّر حاليًا فئة كاملة من الروبوتات البيولوجية، المصنوعة من مواد عضوية حية، أو روبوتات هجينة تجمع بين الأنسجة والمواد غير العضوية. بعض هذه الروبوتات فائقة الصغر بحيث لا تُرى بالعين المجردة، يتم حقنها في مجرى الدم لتساعد في اكتشاف الأمراض أو إيصال الأدوية بشكل مباشر للمناطق المصابة. ويشمل هذا المجال الواعد أيضًا تصميم روبوتات عضوية تشبه خلايا الجسم، قادرة على التكيف مع البيئة بشكل ديناميكي تمامًا مثل الكائنات الحية.

 

  1. الروبوتات تُنظف الفضاء

مع تنامي مشكلة تلوث الفضاء الخارجي بالحطام الناتج عن سنوات من إطلاق السفن والمكوكات الفضائية، اتجهت الأنظار إلى الروبوتات كحل ممكن لهذه المعضلة. قد يبدو الأمر غريبًا للوهلة الأولى، لكنها حقيقة؛ فالفضاء الواسع الذي يحيط بكوكبنا ليس فارغًا تمامًا! فهو مملوء بقطع معدنية، وحتى شظايا طلاء من الأقمار الصناعية والمركبات المهجورة والمهملة. تتفاوت أحجام هذه القطع بشكل كبير، لكن حتى أصغرها قد يشكل خطرًا كبيرًا على الأقمار الصناعية النشطة وبعثات الفضاء المأهولة، لأنها تتحرك بسرعات هائلة.

للتصدي لهذا التحدي المتفاقم، يعمل العلماء على تصميم روبوتات فضائية خاصة مهمتها محددة: اصطياد النفايات الفضائية. يتم تزويد هذه الروبوتات بأنظمة ذكية تمكنها من التعرف على الحطام الفضائي وتتبع مساره، بالإضافة إلى أذرع أو شبكات للإمساك بهذه القطع وسحبها باتجاه الغلاف الجوي حيث تحترق وتتلاشى، أو إعادة توجيهها إلى مسارات آمنة لن تشكل فيها تهديدًا في المستقبل. روبوتات تنظيف الفضاء هي مثال ممتاز على قدرات الروبوتات الذكية، ومدى إسهامها في حلّ مشاكل قد تهدد تقدمنا التكنولوجي والبقاء البشري على المدى البعيد.

 

  1. قوانين استخدام الروبوت الأخلاقية

مع التقدم الهائل في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، يُطرح سؤال مهم وضروري: ما هي الضوابط والقواعد الأخلاقية التي تحكم تصميم هذه الروبوتات واستخدامها؟ تدرك الهيئات الدولية والباحثون والمهندسون أنه لا يمكن إطلاق العنان لتطور الروبوتات دون أسس متينة لضمان عدم استخدامها بشكل يضر بالبشرية.

لهذا السبب، تظهر مبادرات هامة لوضع قوانين أخلاقية واضحة في مجال الروبوتات. تتضمن هذه القوانين حماية خصوصية المستخدمين، وضمان شفافية عمليات صنع القرار الآلي التي تتولى مهمتها الروبوتات، وبالطبع التأكيد على أولوية سلامة وأمن البشر فوق أي اعتبار آخر. بل إن هناك اتجاهًا للتفكير في حقوق الروبوتات الذكية ذاتها، خاصة تلك التي تتمتع بقدرات إدراكية متقدمة وتستطيع الإحساس بمحيطها والتفاعل بشكل مستقل.

 

رحلتنا مع عالم الروبوتات ما تزال في بدايتها، لكن من الواضح أن هذه الآلات الذكية ستلعب دورًا متزايد الأهمية في حياتنا المستقبلية. سواء كانت تساعدنا في الأعمال المنزلية أو تستكشف الفضاء الخارجي، فإن الروبوتات لديها القدرة على تحسين حياتنا بطرق لا يمكننا حتى تخيلها الآن.

ومع ذلك، من المهم أن نطور الروبوتات بطريقة مسؤولة أخلاقيًا. يجب أن نضمن أن تكون هذه الآلات آمنة ومفيدة للبشرية، وأن لا تستخدم لأغراض ضارة. من خلال العمل معًا، يمكننا أن نضمن أن يكون مستقبل الروبوتات مستقبلًا مشرقًا للجميع.