14-سبتمبر-2023
gettyimages

نفذت أذربيجان تدريبات بالذخيرة الحية على نظام دفاعي من إنتاج إسرائيل (Getty)

يعود التوتر المستمر للارتفاع، بين أذربيجان وأرمينيا، وسط استمرار حصار إقليم قره باغ، مع مناورة عسكرية بين أرمينيا والولايات المتحدة، واستمرار أذربيجان في الحصول على أسلحة من إسرائيل، وفشل تقدم مفاوضات السلام.

أكد وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف، على أن اتفاق السلام بين بلاده وأرمينيا يجب أن يكون وثيقة "لا تقبل الجدل، وبسيطة وأساسية".

وأعرب الوزير الأذري، عن أمله ألا تستخدم أرمينيا مناوراتها العسكرية الحالية مع الولايات المتحدة، لتصعيد التوترات في المنطقة. إذ تنفذ أرمينيا والولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة خلال الفترة بين 11 و 20  أيلول/سبتمبر الجاري.

أكد وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف، على أن اتفاق السلام بين بلاده وأرمينيا يجب أن يكون وثيقة "لا تقبل الجدل، وبسيطة وأساسية"

ودعا بيراموف، أرمينيا إلى عدم القيام باستفزازات على الحدود الأذربيجانية، وعدم تعزيز "النزعة الانفصالية" على أراضي بلاده. وشدد على "ضرورة وقف التمويل، وغيره من أشكال الدعم للوجود العسكري غير القانوني لأرمينيا على الفور، ويجب الوفاء بالتزاماتها بموجب الإعلان الثلاثي".

ممر بري جديد

من جهة أخرى، أعلنت تركيا، أمس الأربعاء، أنها ستبدأ العمل على ممر يربطها بأذربيجان مرورًا بأرمينيا، في أقرب وقت.

وصرح وزير المواصلات والبنى التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، أن بلاده ستباشر العمل في الممر خلال الأيام والأشهر المقبلة، مشيرًا إلى متابعة سير الأعمال من قبل الدول الثلاث.

وأوضح الوزير التركي، خلال منتدى النقل واللوجستيات لمنظمة الدول التركية، المقام في إسطنبول، أن الجانب الأذربيجاني يواصل العمل بممر "زنغزور"، وأن أرمينيا أحرزت تقدمًا بهذا الخصوص.

وأعرب  عن أمله في أن يكون المنتدى الذي يعقد ليومين "مفيدًا ومساهمًا في تطوير العلاقات بين دول المنظمة".

يذكر أن الممر سيوفر طريقًا جديدًا بين تركيا وأذربيجان، حيث تعبر أراضي ولاية "زنغزور" الأرمينية التي تفصل بين البر الرئيسي لأذربيجان، وإقليم "ناختشيفان" الأذربيجاني، الذي يتمتع بحكم ذاتي ويقع على الحدود التركية.

معدات إيرانية قرب الحدود الأذرية- الأرمينية

إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام إيرانية، مشاهد مرئية لتحرك معدات عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني باتجاه الحدود الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا. وتظهر في الفيديو دبابات وقطع مدفعية بعيدة المدى تمر في الشوارع بين المواطنين.

وذكرت وكالة "تسنيم" المعروفة بقربها من الحرس الثوري، أن التعزيزات العسكرية أرسلت إلى المنطقة قبل أيام من الموعد النهائي للاتفاق المبرم مع العراق.

وبموجب الاتفاق، تطالب إيران بنزع سلاح التنظيمات الإيرانية الانفصالية في شمالي العراق، ولدى الحكومة العراقية حتى 19 أيلول/سبتمبر للقيام بذلك.

وفي هذا الإطار، أجرى وزير الدفاع الأذربيجاني الجنرال ذاكر حسن اوف، اتصالًا مع رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، أكد الوزير الأذري تمسك بلاده "بسيادة الدول وفقًا للمبادئ الدولية، وليس لديها أي اطماع في أراضي دول الجوار".

من جانبه، أعرب اللواء باقري، عن تقديره  "للجانب الأذربيجاني لاستضافته الجيدة لوفد القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية"، رافضًا الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام بشأن نشر وتعزيز القوات الإيرانية على حدود أذربيجان، قائلًا: "لحسن الحظ، فإن هناك أمن جيد مستتب على الحدود المشتركة بين البلدين".

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا آشتياني، إن "المنطقة لن تشهد حربًا"، مؤكدًا "عدم استعداد إيران لقبول أي تغيير جيوسياسي في المنطقة".

وأضاف العميد آشتياني في تصريح للصحفيين، بعد اجتماع للحكومة الإيرانية، أمس الأربعاء "مواقفنا واضحة بالكامل، لن نقبل بأي تغيير جيوسياسي في المنطقة، وهذا واضح للجميع".

نظام دفاع جوي إسرائيلي

في سياق متصل، أجرت القوات المسلحة الأذربيجانية تدريبات واسعة للدفاع الجوي، بما في ذلك استعمال الذخيرة الحية، واستخدام نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "Ildrim 8-ER".

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، أن "الأطقم القتالية أنجزت بنجاح المهام المتعلقة في نظام الدفاع الجوي Ildrim 8-ER"، حيث قام النظام الدفاع الجوي الإسرائيلي باعتراض صاروخ باليستي.

يذكر أن أذربيجان، و"إسرائيل"، يربطهم تحالف استراتيجي، حيث باعت الأخيرة على مدى العقدين الماضيين، أسلحة لأذربيجان بقيمة مليارات الدولارات، في مقابل تزويدها  بالنفط، وتطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكلٍ علني، إذ افتتحت العام الجاري سفارة إسرائيلية في باكو، تفاخر وزير الخارجية الإسرائيلية بقربها من الحدود الإيرانية.

وفي الفترة الأخيرة، ارتفعت وتيرة رحلات طائرات الشحن الأذربيجانية باتجاه قاعدة إسرائيلية، تستخدم لتصدير الأسلحة، في وقت تصاعدت فيها التوترات مع أرمينيا.

وكشف وسائل إعلام إسرائيلية، أن عدد الرحلات  تُظهِر أنه منذ عام 2016، هبطت طائرات "إليوشن 76" التابعة لشركة "سيلك واي" الأذرية، 92 مرةً على الأقل في قاعدة "عوفدا" العسكرية الإسرائيلية، وهي وجهة غير عادية لطائرات الشحن المدنية. 

أجرت القوات المسلحة الأذربيجانية تدريبات واسعة للدفاع الجوي، بما في ذلك استعمال الذخيرة الحية، واستخدام نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "Ildrim 8-ER"

كما زودت شركة إسرائيلية، أذربيجان بأقمار صناعية مقابل 120 مليون دولار، وتشير صحيفة "هآرتس" إلى أن أذربيجان تقوم بتشغيل قمر صناعي للاتصالات وآخر للمراقبة.

وقد باعت تل أبيت على مر الأعوام الماضية تكنولوجيا عسكرية متطورة لباكو بقيمة مليارات الدولارات، بما في ذلك صواريخ باليستية، وأنظمة دفاع جوي، وأنظمة للحرب الإلكترونية، وطائرات مسيّرة، وغيرها من المعدات.

في المقابل، تشير تقارير إعلامية أجنبية، أن أذربيجان سمحت للموساد بإنشاء قاعدة متقدمة لمراقبة ما يحدث في إيران، بل إن أذربيجان أعدت مطارًا مخصصًا لمساعدة إسرائيل في حال قررت مهاجمة المواقع النووية الإيرانية. وذكرت تقارير قبل عامين أن عملاء الموساد الذين سرقوا الأرشيف النووي الإيراني، قاموا بتهريبه إلى إسرائيل عبر أذربيجان.