12-مايو-2023
Getty

أرمينيا تتحدث منذ أشهر من عدم فاعلية القوة الروسية في ضبط الموقف مع أذربيجان (Getty)

تجدّدت الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان على الحدود بين البلدين الواقعين بمنطقة القوقاز والمتنازعان السيادة على إقليم ناغورني قره باغ، وأدت الاشتباكات الحالية إلى مقتل جندي أذربيجاني وإصابة 4 جنود أرمينيين، وتعد الاشتباكات التي اندلعت أمس الخميس بمثابة  تصعيد للتوتر، وهو تصعيد يأتي في وقت يفترض أن يلتقي رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف الأحد القادم 14 أيار/مايو في بروكسل في اجتماع برعاية الاتحاد الأوروبي.

تجدّدت الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان على الحدود بين البلدين الواقعين بمنطقة القوقاز

وتبادلت يريفان وباكو الاتهامات بإطلاق "قذائف الهاون" واستعمال "الأسلحة الثقيلة" و"الاستفزازات" على الحدود.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأذربيجانية فإن "جنديًا في الجيش الأذربيجاني قتل إثر استفزاز من القوات الأرمينية"، واتهم بيان باكو أرمينيا "بقصف المواقع الأذربيجانية عند الحدود".

على الطرف الآخر، ذكرت يريفان "إصابة أربعة جنود أرمينيين بجروح في المواجهات التي حمّلت باكو المسؤولية عنها".

 

Getty

وليس من المعروف ما إذا كان هذا التصعيد للاشتباكات سيؤثر على فرص عقد اجتماع بروكسل بين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف برعاية الاتحاد الأوروبي، على الرغم من إبداء الطرفين استعدادهما للقاء عقب التصعيد الأخير.

علمًا بأن اللقاء المقرر الأحد القادم يجيئ إثر مناقشات مكثفة استمرت أربعة أيام في بداية أيار/مايو في واشنطن بين وفدين من البلدين.

وكان باشينيان اتهم أمس الخميس أذربيجان بالسعي إلى "نسف المحادثات" في بروكسل مؤكدًا في الوقت نفسه أنه "لا يزال مستعدًا للتوجه إلى هناك"، قائلًا: في مداخلة أمام الحكومة الأرمينية "لم أغير قراري التوجه الى بروكسل".

إلا أن رئيس الوزراء الأرميني استبعد توقع اتفاق سلام شامل مع أذربيجان خلال الاجتماع المرتقب، قائلًا "هناك فرص ضئيلة جدًا  لتوقيع اتفاق سلام".

وأردف رئيس الوزراء الأرميني أن مشروع اتفاق سلام "لا يزال في مرحلة أولية ومن المبكر جدًا الحديث عن توقيع محتمل".

وردًا على تصريحات يريفان أصدرت وزارة الخارجية الأذربيجانية بيانًا اتهمت فيه أرمينيا بأن "لا مصلحة لديها بعملية السلام" وبأنها تريد "إلحاق الضرر" بالمحادثات. إلا أن بيان الدبلوماسية الأذربيجانية أكّد في الأخير "موافقة علييف على لقاء باشينيان في بروكسل".

وفي أول ردود خارجية على تجدد الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان دعا الكرملين الجانبين إلى "ضبط النفس وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها مفاقمة التوتر" وتابع بيان الكرملين "سنستمر بالتواصل مع باكو ويريفان من أجل تسوية سلمية". يشار إلى أن موسكو لعبت مرارًا دور الوسيط بين أرمينيا وأذربيجان..

وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين، كانت أولاهما مطلع تسعينيات القرن الماضي والثانية عام 2020، بهدف السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ التي تقطنها غالبية أرمنية وانفصلت أحادياً عن أذربيجان قبل ثلاثة عقود.

وفي الحرب الأخيرة، التي لم تدم طويلا، نجحت أذربيجان في الاستيلاء على مناطق في في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، ونجحت وساطة روسية حينها في وقت عمليات القتال ونشر "قوة روسية" للإشراف على التقيّد بوقف إطلاق النار في الإقليم المتنازع عليه، لكن أرمينيا تشكو منذ أشهر من عدم فاعلية القوة الروسية في ضبط الموقف حسب وكالة فرانس برس.

دعا الكرملين الجانبين إلى "ضبط النفس وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها مفاقمة التوتر"

حيث أدت إقامة أذربيجان في 23 نيسان/أبريل أول نقطة تفتيش عند مدخل ممر لاتشين، الرابط البري الوحيد بين أرمينيا ومنطقة ناغورني قره باغ إلى تجدد التوتر، فقد رأت أرمينيا في خطوة باكو تلك "خرقًا لوقف إطلاق النار الأخير المعلن بين الجانبين"، بواسطة روسيا.