23-مايو-2023
Getty

تسعى روسيا إلى تسريع المفاوضات بعد دخول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عليها (Getty)

أوشكت الحرب الأطول في أوروبا بين أرمينيا وأذربيجان على أن تضع أوزارها، بعدما صرح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أمس الإثنين، باستعداد بلاده للاعتراف بسيادة وتبعية إقليم ناغورني قره باغ لأذربيجان شريطة أن تضمن باكو أمن السكان من أصل أرميني، فيما يبدو شرطًا رمزيًا حسب المتابعين.

استعداد أرمينيا للاعتراف بسيادة أذربيجان على قره باغ، يعني الاقتراب من نهاية الحرب بشكلٍ كبير

ويأتي موقف باشينيان الجديد أيامًا قليلة قبل اجتماع يجمعه مع رئيس أذربيجان إلهام علييف الخميس القادم، بالعاصمة الروسية موسكو تلبية لدعوة مقدمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي التفاصيل، قال رئيس الوزراء الأرميني في مؤتمر صحفي له في روسيا إن "مساحة أذربيجان تبلغ 86 ألفًا و600 كيلومتر مربع، بما فيها قره باغ، والتي تعيش فيها أغلبية من الأرمن"، مردفًا القول من موسكو التي ترعى المفاوضات بين البلدين: "إذا توصلنا لتفاهم، فإن أرمينيا ستعترف بوحدة أراضي أذربيجان ضمن حدودها المحددة على أن تعترف الأخيرة بوحدة أراضٍ لأرمينيا في حدود 29 ألفا و800 كيلومتر مربع".

بودكاست مسموعة

ونقلت وكالة تاس الروسية عن باشينيان قوله إنه "مستعد للاعتراف بحدود أذربيجان المعترف بها دوليًا، إذا تم ضمان حقوق الأرمن في إقليم قره باغ"، وكشف باشينيان "أن قضية الاعتراف بتبعية إقليم قره باغ ستناقش خلال المباحثات بين البلدين"، الخميس المقبل في موسكو.

وأبدى باشينيان رغبته وأمله في أن تسفر المباحثات عن التوصل "في المستقبل القريب" حسب تعبيره، إلى تفاهم مع أذربيجان "على نص لاتفاقية سلام بينهما، ثم التوقيع عليه".

واستبقت موسكو اجتماع الخميس المقبل بلقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة الماضي في موسكو نظيريه الأذربيجاني جيهون بيراموف، والأرميني أرارات ميرزويان، للتباحث حول القضايا العالقة بين باكو ويريفان.

Getty

وبالتزامن مع انعقاد اللقاء قال لافروف "من الضروري استقرار الوضع في إقليم قره باغ وعلى الحدود، وحل المشاكل الإنسانية، وإزالة الحواجز أمام الاقتصاد والنقل والتوافق على نص اتفاقية السلام الذي تعملون عليه".

كما تحدث وزير خارجية أرمينيا على هامش ذات اللقاء عن إحراز تقدم "في بعض بنود اتفاقية السلام، كما أن هناك دلائل على التوصل إلى تفاهم حول قضايا أخرى، لا سيما فتح ممرات النقل".

وكان الرئيسان باشينيان وعلييف قد التقيا في 14 من شهر أيار/مايو الجاري في العاصمة البلجيكية بروكسل بوساطة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وفي بروكسل اتفق  الطرفان "على احترام وحدة أراضيهما وسيادتهما وفق ميثاق الأمم المتحدة". وذلك عقب مفاوضات عقدت في الولايات المتحدة الأمريكية، برعاية وزير الخارجية أنتوني بلينكن.

زكي وزكية الصناعي

يشار إلى أن مطلع الشهر الجاري شهد تصعيدًا في المواجهات بعدما اشتبكت قوات من الطرفين، حيث أسفر الاشتباك عن مقتل جندي أذربيجاني وإصابة جنود آخرين في الطرفين، وحمّل كل جانب الطرف الآخر مسؤولية التصعيد.

ومنذ عام 1991 وإقليم قره باغ مصدر صراع مسلح بين أرمينيا وأذربيجان التي تمكنت سنة 2020 من السيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة أرمينيا في قره باغ عقب عملية عسكرية. وعلى إثر تلك العملية العسكرية قام الجانب الأذربيجاني بإغلاق الطريق الوحيد الذي يربط الإقليم بأرمينيا بشكل دوري. 

استبقت موسكو اجتماع الخميس المقبل بلقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة الماضي في موسكو نظيريه الأذربيجاني جيهون بيراموف، والأرميني أرارات ميرزويان

وفي 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 توصل البلدين الجارين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تستعيد باكو بموجبه محافظات كانت تسيطر عليها يريفان في قره باغ.