24-أبريل-2023
Getty

تتمتع تل أبيب وباكو في علاقة دبلوماسية قوية منذ عدة أعوام (Getty)

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن صفقة بين شركة إسرائيلية ودولة أذربيجان، من أجل تزويد الأخيرة بأقمار صناعية. وأشارت هآرتس، إلى أن باكو اختارت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، وهي هيئة حكومية في إسرائيل، من أجل تزويدها بأقمار صناعية مقابل 120 مليون دولار.

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن صفقة بين شركة إسرائيلية ودولة أذربيجان، من أجل تزويد الأخيرة بأقمار صناعية

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي زار باكو الأسبوع الماضي، في مقابلة مع تايمز أوف إسرائيل أن أذربيجان "اختارت شركة إسرائيلية في صفقة شراء أقمار صناعية".

يترافق ذلك، مع زيادة نشاط تل أبيب في أذربيجان ومحيطها، حيث زار كوهين أذربيجان، كما قام بزيارة لتركمانستان، من أجل افتتاح سفارة تل أبيب فيها، في زيارة وصفت إسرائيليًا بـ"التاريخية"، نظرًا لفتور العلاقات منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى قربها من إيران، وهو مجال تسعى إسرائيل لزيادة نفوذها به.

وفي سياق الصفقة الإسرائيلية الأذربيجانية، تشير هآرتس إلى أن أذربيجان تقوم بتشغل قمر صناعي للاتصالات وآخر للمراقبة، وفي الأسبوع الماضي أفادت وكالة الفضاء الأذربيجانية (Azercosmos)، أنها فقدت الاتصال في قمر المراقبة قبل عام من الموعد المقرر لإكمال مهمته.  وأرجعت أزيركوزموس المشكلة إلى تعرض القمر الصناعي للضرر بسبب الحطام الفضائي أو نيزك، فيما فشلت محاولات الوكالة والشركة المصنعة للقمر الصناعي (إيرباص) في استعادة الاتصالات.

أصوات من تحت الركام

وقالت وكالة الفضاء الأذربيجانية، إنها أطلقت "مشروع أقمار صناعية جديد للمراقبة عالي الدقة يستجيب لتحديات التطور التكنولوجي الحديث وفقًا لرغبات المؤسسات المحلية"، وحول هذا المشروع، تقول هآرتس "قد يكون هذا هو المشروع لصفقة الأقمار الصناعية التي يجري العمل عليها مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية.

وتوضح هآرتس أن الشركة الإسرائيلية تعمل في مجال الأقمار الفضائية منذ ثمانينات القرن الماضي، مشيرةً إلى أطلاق أول قمر صناعي من عائلة أوفيك (Ofek) في عام 1988. فيما لم تستجب الهيئة الإسرائيلية لطلبات هآرتس من أجل التعليق على هذه الأنباء.

وتتمتع إسرائيل بعلاقات حميمة مع أذربيجان، وقد باعت على مر الأعوام الماضية تكنولوجيا عسكرية متطورة لباكو بقيمة مليارات الدولارات. فيما كشف تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" مؤخرًا عن عشرات رحلات الشحن من باكو إلى مهبط طائرات إسرائيلي بالقرب من إيلات، يستخدم لتصدير المتفجرات.

وبناءً على تقارير إعلامية وبيانات ومقاطع مصورة رسمية، صدّرت إسرائيل مجموعة واسعة من المعدات العسكرية، تبدأ في بندقية تافور وصولًا إلى التكنولوجيا الأكثر تطورًا، بما في ذلك الرادار وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ الباليستية والسفن ومجموعة متنوعة من الأسلحة، والمُسيّرات لأغراض الاستخبارات والهجوم.

تتمتع إسرائيل بعلاقات حميمة مع أذربيجان، وقد باعت على مر الأعوام الماضية تكنولوجيا عسكرية متطورة لباكو بقيمة مليارات الدولارات

وفي سياق التجسس، قدمت الشركات الإسرائيلية تكنولوجيا تجسس متقدمة لأذربيجان، مثل أنظمة مراقبة الاتصالات من شركة (Verint) وبرامج التجسس بيغاسوس (Pegasus) من مجموعة NSO، وهي تقينات تم استخدامها ضد الصحفيين والمثليين ونشطاء حقوق الإنسان في أذربيجان. وتشير الصفقات السابقة إلى العلاقات المميزة بين باكو وتل أبيب، حيث تشترط وزارة الأمن الإسرائيلية، الحصول على موافقة رسمية، من أجل تصدير "المعدات الدفاعية"، ويستخدم هذا الشرط عادةً ضمن بناء العلاقات الدبلوماسية.