25-يوليو-2023
gettyimages

تحاول روسيا تحقيق تقدم في ملف المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان (Getty)

تنعقد اليوم الثلاثاء في العاصمة الروسية موسكو قمة ثلاثية تضم أذربيجان وأرمينيا، لبحث وتدعيم السلام بين باكو ويريفان وتطبيع العلاقات بينهما، كما ستشهد القمة مناقشة الأوضاع المستجدة في إقليم قره باغ محل النزاع.

مطلع شهر أيار/مايو 2023 تصاعدت المواجهات بعدما اشتبكت قوات من الطرفين، حيث أسفر الاشتباك عن مقتل جندي أذربيجاني وإصابة جنود آخرين في الطرفين، وحمّل كل جانب الطرف الآخر مسؤولية التصعيد

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، أمس الإثنين، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيعقد لقاءين ثنائيين وآخر ثلاثيًا مع كل من نظيريه الأذربيجاني جيهون بيراموف والأرميني أرارات ميرزويان.

وكشف بيان الخارجية الروسية أنّ المناقشات بين أطراف القمة الثلاثة "ستخصّص لسبل خفض التوتر في إقليم قره باغ ومحيطه، إلى جانب تقييم مدى تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين زعماء روسيا وأذربيجان وأرمينيا خلال أعوام 2020 و2021 و2022".

تنا

كما ستتناول مباحثات القمة المصغرة "إعداد اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا"، وفي هذا الصدد أكّدت موسكو دعمها المستمر "لجهود السلام هذه"، كما أكّدت دعمها "إيجاد الحلول للمشاكل والخلافات الأخرى بين البلدين الجارين".

ومن بين المواضيع المطروحة على طاولة القمة مناقشة "سبل إزالة العقبات أمام مجال النقل في المنطقة، وترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، وإطلاق الحوار بين برلماني البلدين، وصولًا إلى تطبيع العلاقات بينهما".

وتُعدّ قمة موسكو استكمالًا للتوافقات التي جرى التوصل إليها خلال لقاء الرئيس الأذربيجاني ورئيس الوزراء الأرميني في بروكسل 16 من تموز/يوليو الجاري، برعاية رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، حيث اتفق الطرفان على "إجراء جولة جديدة من المفاوضات لحل النزاع المستمر بين البلدين حينها في بروكسل".

يريفان مستعدة للاعتراف بسيادة باكو على قره باغ

في 21 من أيار/مايو 2023 صرح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان باستعداد بلاده للاعتراف بسيادة وتبعية إقليم ناغورني قره باغ لأذربيجان شريطة أن تضمن باكو أمن السكان من أصل أرميني، فيما يبدو شرطًا رمزيًا، حسب المتابعين.

وجاء موقف باشينيان أيامًا قليلة قبل اجتماع سيجمعه مع رئيس أذربيجان إلهام علييف بالعاصمة الروسية موسكو تلبية لدعوة مقدمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

حيث قال رئيس الوزراء الأرميني حينها في مؤتمر صحفي له في روسيا إن "مساحة أذربيجان تبلغ 86 ألفًا و600 كيلومتر مربع، بما فيها قره باغ، والتي تعيش فيها أغلبية من الأرمن"، مردفًا القول من موسكو التي ترعى المفاوضات بين البلدين: "إذا توصلنا لتفاهم، فإن أرمينيا ستعترف بوحدة أراضي أذربيجان ضمن حدودها المحددة على أن تعترف الأخيرة بوحدة أراضي أرمينيا في حدود 29 ألفًا و800 كيلومتر مربع".

ونقلت وكالة تاس الروسية حينها عن باشينيان قوله، إنه "مستعد للاعتراف بحدود أذربيجان المعترف بها دوليًا، إذا تم ضمان حقوق الأرمن في إقليم قره باغ"، وكشف باشينيان "أن قضية الاعتراف بتبعية إقليم قره باغ ستناقش خلال المباحثات بين البلدين" في موسكو.

وأبدى باشينيان رغبته وأمله في أن تسفر المباحثات عن التوصل "في المستقبل القريب" حسب تعبيره، إلى تفاهم مع أذربيجان "على نص لاتفاقية سلام بينهما، ثم التوقيع عليه".

وبالتزامن مع ذلك، قال وزير الخارجية الروسي لافروف "من الضروري استقرار الوضع في إقليم قره باغ وعلى الحدود، وحل المشاكل الإنسانية، وإزالة الحواجز أمام الاقتصاد والنقل والتوافق على نص اتفاقية السلام الذي تعملون عليه".

كما تحدث وزير خارجية أرمينيا حينها عن إحراز تقدم "في بعض بنود اتفاقية السلام، كما أن هناك دلائل على التوصل إلى تفاهم حول قضايا أخرى، لا سيما فتح ممرات النقل".

وكان الرئيسان باشينيان وعلييف قد التقيا في 14 من شهر أيار/مايو الجاري في العاصمة البلجيكية بروكسل، بوساطة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وفي بروكسل اتفق  الطرفان "على احترام وحدة أراضيهما وسيادتهما وفق ميثاق الأمم المتحدة".

زكي وزكية الصناعي

ومطلع شهر أيار/مايو 2023 تصاعدت المواجهات بعدما اشتبكت قوات من الطرفين، حيث أسفر الاشتباك عن مقتل جندي أذربيجاني وإصابة جنود آخرين في الطرفين، وحمّل كل جانب الطرف الآخر مسؤولية التصعيد الذي جرى احتواؤه.

ومنذ عام 1991 وإقليم قره باغ مصدر صراع مسلح بين أرمينيا وأذربيجان التي تمكنت سنة 2020 من السيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة أرمينيا في قره باغ عقب عملية عسكرية. وعلى إثر تلك العملية العسكرية قام الجانب الأذربيجاني بإغلاق الطريق الوحيد الذي يربط الإقليم بأرمينيا بشكل دوري. 

حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، أمس الإثنين، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيعقد لقاءين ثنائيين وآخر ثلاثيًا مع كل من نظيريه الأذربيجاني جيهون بيراموف والأرميني أرارات ميرزويان

وفي 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 توصل البلدين الجارين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تستعيد باكو بموجبه محافظات كانت تسيطر عليها يريفان في قره باغ.