أقفل سوق الانتقالات الصيفية في أوروبا، دون مفاجآت وصفقات كبيرة في الأيام الأخيرة، وكما هي العادة في السنوات الماضية، كانت للفرق الإنجليزية حصة الأسد فيما يخصّ الصفقات المهمة والمبالغ المدفوعة، فيما واصلت الليجا الإسبانية تراجعها مع تراجع القدرات المالية لأنديتها، فخرج العديد من اللاعبين المميزين من الدوري الإسباني.
وقد كان بارزًا هذا العام، دخول السوق السعودي بقوة في سوق الانتقالات وانتقال عدد كبير من اللاعبين المؤثرين في أوروبا إلى دوري روشن، من بينهم لاعبين من الدوري الإسباني، كذلك خسرت بعض الفرق الإسبانية السباق في الحصول على توقيع لاعبين جدد أمام الفرق السعودية، فمثلًا انتقل كل من بروزوفيتش وروبن نيفيز إلى النصر والهلال تواليًا، رغم اهتمام برشلونة باللاعبين ورغبته بضمهما.
بيلينجهام أبرز القادمين
باستثناء ريال مدريد الذي دخل السوق بقوة، السواد الأعظم من الفرق المتبقية كان ميزانها التجاري في هذه السوق رابحًا، حيث فاقت مداخيلها من بيع اللاعبين ما دفعته لشراء لاعبين جدد، ومن بينها برشلونة وأتلتيكو مدريد اللذان حقّقا وفرًا كبيرًا هذا الصيف، الأمر الذي يعكس المشاكل المالية التي تعيشها فرق الليجا.
الصفقة الأبرز هذا الصيف تمثّلت بوصول جود بيلينجهام إلى ريال مدريد قادمًا من بوروسيا دورتموند الألماني، مقابل أكثر من 100 مليون يورو، كذلك تعاقد الملكي مع الجوهرة التركية الشابة أردا جولر، وبعض الصفقات الصغيرة أو المجانية الأخرى، فدفع النادي في المجمل حوالي 129 مليون يورو، بينما حصل على سبع مليون يورو فقط من اللاعبين الذين باعهم.
برشلونة المتخبط بمشاكله المادية، والذي فشل في إعادة أسطورته ميسي إلى النادي، وخسر السباق للحصول على بعض اللاعبين مثل نيفيز وبروزوفيتش، صالحَ جمهوره في الساعات الأخيرة من الميركاتو بعد التعاقد مع الثنائي البرتغالي جواو فيليكس وكانسيلو على سبيل الإعارة.
برشلونة يحقق مكاسب مالية
يحسب لإدارة برشلونة هذا الصيف نجاحها بالتعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين في صفقات مجانية، أبرزهم إلكاي غوندوغان بطل الثلاثية مع مانشستر سيتي، بالإضافة لكانسيلو وفيليكس. صفقات برشلونة هذا الصيف لم تكلفه سوى 3 مليون يورو، فيما جنى النادي أكثر من 100 مليون يورو من بيع اللاعبين، وأبرزهم عثمان ديمبيلي المنتقل إلى باريس سان جيرمان مقابل 50 مليون يورو، وفرانك كيسيه المنتقل إلى نادي الأهلي السعودي.
بدوره حقق أتلتيكو مدريد وفرًا فاق الأربعين مليون يورو، فالفريق لم يدفع سوى 33 مليون يورو، من بينها 20 مستحقة لبرشلونة ثمنًا لجريزمان، بينما أبرز المغادرين كان ماتيوس كونيا الذي اشترى وولفرهامبتون عقده كاملًا لقاء 50 مليون يورو.
الفرق المتبقية في الليجا لم يكن لها حضور كبير في السوق، فبطل الدوري الأوروبي والمشارك في دوري الأبطال إشبيلية، لم يقم بانتدابات كبيرة، وهو خسر حارسه بونو لصالح الهلال السعودي لقاء عشرين مليون يورو، كذلك اكتفى ريال سوسيداد المشارك بدوره في دوري الأبطال بصفقات صغيرة وغير مؤثرة.
الحضور الأبرز في السوق على صعيد البيع كان لفياريال، حيث استغنى الفريق عن أكثر من 10 لاعبين، أبرزهم نيكولاس جاكسون، باو توريس، وتشكويزي، وقد حصل الفريق على أكثر من 100 مليون يورو دون أن يقوم بأية تدعيمات مهمة، في المقابل فإن بعض الفرق لم تدفع أي يورو لشراء لاعبين جدد واكتفت بالصفقات المجانية مثل أتلتيك بلباو وأوساسونا.
بالمحصلة، لم يتخطً مجموع ما دفعته الفرق الإسبانية هذا الموسم حاجز الـ 300 مليون يورو، وهو مبلغ دفع نادي تشيلسي الإنجليزي أكثر من ضعفه في النافذتين الأخيرتين، وباستثناء ريال مدريد، فإن معظم الفرق باعت أكثر ممّا اشترت أو كانت الأرقام متقاربة، وهو ما يعكس الواقع المالي السيئ للّيجا، وفشلها في منافسة الفرق الإنجليزية وحتى السعودية على الصفقات الكبيرة والنجوم العالميين.
