04-يوليو-2023
gettyimages

الأسابيع الأخيرة شهدت تطورات بارزة بالأحداث في مخيم جنين (GETTY)

عادت مدينة جنين ومخيمها إلى الواجهة من جديد، بعد أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي ليلة الإثنين، عدوانه العسكري الجديد عليها، بمشاركة أكثر من 1000 جندي على الأرض، مع طائرات حربية ومُسيّرة، وقصف جوي غير مسبوق في الضفة الغربية، فيما يعد العدوان الحالي على جنين هو الأكبر منذ معركة المخيم، خلال اجتياج ’السور الواقي’ عام 2002.

شن الاحتلال الإسرائيلي عملية واسعة في مخيم جنين تعد الأكبر منذ عملية السور الواقي

وتشهد مدينة جنين ومخيمها، اقتحامات إسرائيلية دورية منذ 18 شهرًا على الأقل، في محاولة لإنهاء الحالة النضالية القائمة في شمال الضفة الغربية، والتي كان تركزها الأكبر في مخيم جنين، وذلك بالتزامن مع مرور 20 عامًا، على معركة مخيم جنين، التي قام خلالها جيش الاحتلال بتدمير المخيم بشكلٍ كامل.

جذور الحالة القائمة في الضفة الغربية، تعود تحديدًا إلى أيار/ مايو 2021، مع خروج مجموعة من شبان المخيم، في عرض عسكري، بالتزامن مع معركة "سيف القدس" وهبة أيار التي شملت كافة أنحاء فلسطين التاريخية، وكان نصيب المخيم منها تشكل مجموعة من الأصدقاء في إطار مسلح صغير.

من

مع نهاية هبة أيار، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال مدينة جنين في 10 حزيران/ يونيو 2021، في محاولة لإنهاء المجموعة العسكرية، حيث استشهد الشاب جميل العموري واعتقل وسام أبو زيد، حيث بات يشار للأول باعتباره المؤسس لأول لما بات يعرف باسم "كتيبة جنين" لاحقًا. كما استشهد في اشتباك مسلح الشاب ضياء صباريني، بعد إصابته في يوم 3 آب/ أغسطس 2021 خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين.

أمّا بروز الحالة بشكلٍ كبير، فقد ترافق مع تحرر الأسرى 6 من سجن جلبوع، عبر ما عرف باسم نفق الحرية أو نفق الطريق إلى القدس، وإعلان "كتيبة جنين" الاستعداد لتأمين الأسرى. في الفترة التالية، حاول جيش الاحتلال ترك التعامل الأمني مع مخيم جنين للسلطة الفلسطينية، حيث قام بإيقاف الاقتحامات لعدة أشهر، قبل أن يعاودها من جديد.

وفي 16 كانون الأول/ ديسمبر 2021 نفذت عملية إطلاق نار تجاه مستوطنة حومش جنوب جنين، مما أدى إلى مقتل مستوطن.

اقتحامات عام 2022

في 1 آذار/ مارس 2022 اقتحمت وحدة إسرائيلية خاصة المخيم، واشتبكت مع مقاومين فلسطينيين بعد اكتشاف أمرها، ما أدى إلى استشهاد شابين هما: عبد الله الحصري من قادة كتيبة جنين، والشاب شادي نجم.

وفي 31 آذار/ مارس 2022 اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المخيم، بحثًا عن أحد المطاردين، حيث اندلعت اشتباكات ومواجهات عنيفة أسفرت عن استشهاد شابين هما: يزيد السعدي، وسند عطية، وإصابة 15 شابًا.

وكان شهر آذار/ مارس 2022، مفصليًا في التعامل مع مخيم جنين، حيث نفذت عدة عمليات انطلق معظمها من مدينة جنين، داخل الخط الأخضر، مما زاد من وتيرة التحريض الإسرائيلي عليه، مثل عملية ضياء حمارشة، ورعد خازم، بالإضافة عملية صبحي صبيحات وأسعد الرفاعي في مستوطنة إلعاد، في شهر أيار/ مايو من العام ذاته.

getty

وبتاريخ 9 نيسان/ أبريل 2022، تسللت قوات خاصة إلى المخيم، وعند وصولها إلى منزل عمَّ الشهيد رعد خازم منفذ عملية ديزنكوف، تم اكتشافها وإطلاق النار عليها، فاقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المخيم، وتوسعت دائرة الاشتباكات، وخلال ذلك استُشهد أحد أعضاء كتيبة جنين، الشاب أحمد السعدي.

وفي 2 نيسان/ أبريل، نفذت قوة إسرائيلية خاصة، عملية اغتيال بالقرب من بلدة عرابة، للشهداء خليل طوالبة من جنين، وصائب عباهرة من بلدة اليمون، سيف ابو لبدة من طولكرم، بعد تواجدهم في مخيم جنين.

ولم تتوقف عمليات المداهمة للمخيم، ففي 11 نيسان/ أبريل 2022 اقتحم جيش الاحتلال مخيم جنين، واستهدف خلال الاقتحام أخ الشهيد رعد خازم،وارتقى خلال الاقتحام الفتى محمد زكارنة متأثرًا بإصابة جراء إطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليه.

وفجر الأربعاء 11 أيار/ مايو 2022، اقتحم جيش الاحتلال مخيم جنين، وقام جنود جيش الاحتلال بمحاصرة منزل الشهيد عبد الله الحصري، حيث طالبوا عبر مكبرات الصوت من اثنين من أشقاء الشهيد بتسليم أنفسهم، وعقب ذلك وقعت اشتباكات مع قوات الاحتلال التي فشلت في اعتقال الشابين.

getty

وأسفر الاقتحام الإسرائيلي عن استشهاد مراسلة قناة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة، بعد استهدافها برصاصة مباشرة من قبل قناص إسرائيلي، خلال تغطيتها الاقتحام، كما أصيب الصحفي علي السمودي، وهو مرافق أبو عاقلة.

وبعد أيام من استشهاد أبو عاقلة، اقتحمت قوات الاحتلال حي الهدف المجاور لمخيم جنين، بهدف اعتقال المطارد محمود الدبعي، وبعد حصار استمر عدة ساعات، استخدم خلاله جيش الاحتلال عائلة الدبعي كدروع بشرية، تمكن من اعتقال المطارد الدبعي بعد نفاذ دخيرته، فيما استشهد الشاب داود الزبيدي متأثرًا بإصابته، فيما أعلن الاحتلال عن مقتل ضابط في وحدة النخبة (اليمام) إثر إصابته خلال عملية الاقتحام.

مكان استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين

وفي 17 حزيران/يونيو 2022، قتل جيش الاحتلال ثلاث شبان، بعد عملية اقتحام المنطقة الشرقية لمدينة جنين، حيث دارت اشتباكات مسلحة، واستهدفت قوات الاحتلال خلال العملية مركبة يستقلها أربعة شبان، أدت إلى استشهاد ثلاثة منهم وإصابة رابع، والشهداء هم: براء لحلوح، وليث أبو سرور، ويوسف صلاح، وهم من عناصر كتيبة جنين.

ولم تتوقف عمليات الاقتحام لمخيم جنين، ففي 2 آب/ أغسطس 2022، اعتقلت قوات الاحتلال، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي دخولها المخيم بقوة كبيرة، وأسفرت العملية عن استشهاد الشاب ضرار الكفريني. وعقب العملية نفذت جيش الاحتلال عملية عسكرية في قطاع غزة، استهدفت خلالها عدة قيادات في حركة الجهاد الإسلامي.

في 4 أيلول/ سبتمبر، نفذ ماهر تركمان مع نجله الشهيد محمد وابن شقيقة عملية إطلاق نار تجاه حافلة لجنود جيش الاحتلال، في منطقة الأغوار، مما أدى إلى إصابة 6 جنود، وانسحاب ماهر تكمان إلى مخيم جنين، حيث تعرض للمطاردة لمدة 9 أشهر.

وفي 6 أيلول/ سبتمبر 2022 قتل الاحتلال الشاب محمد السباعنة، خلال اقتحامه مدينة جنين، حيث فجرت منزل منفذ عملية ديزنكوف رعد خازم.

في 14 أيلول/ سبتمبر نفذ أحمد وعبد الرحمن عابد، من قرية كفر دان، عملية إطلاق نار على حاجز الجلمة، مما أدى إلى استشهادهم، ومقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال.

وفي 28 أيلول/ سبتمبر 2022 اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافة عسكرية مخيم جنين، وحاصرت منزلًا، كان المستهدف من عملية الاقتحام هو عبد الرحمن خازم، شقيق الشهيد رعد خازم، وقصفت المنزل بالصواريخ، ما أدى إلى استشهاد الشابين عبد الرحمن خازم، ومحمد محمود الونة (براهمة)، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة في أرجاء المخيم، أدت إلى استشهاد شابين أخرين، هما: أحمد نظمي علاونة، ومحمد أبو ناعسة.

إرتكب الاحتلال العديد من المجازر خلال عمليات الاقتحام للمخيم

وفي أعقاب عملية اقتحام واسعة لمدينة جنين ومخيمها جرت في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، أعلن عن استشهاد الفتى محمود مؤيد الصوص، والطفل أحمد محمد حسين دراغمة، فيما أصيب 11 فلسطينيًا، من بينهم ثلاثة بحالة خطيرة.

وفي 14 تشرين الأول/أكتوبر 2022 استشهد متين ضبايا أحد عناصر كتيبة جنبن، خلال اشتباك مسلح مع قوة للاحتلال اقتحمت المخيم، وأعلنت كتيبة جنين أن مقاتليها أعطبوا آلية عسكرية بتفجير عبوة ناسفة محلية الصنع فيها. وفي وقتٍ لاحق، أعلن عن استشهاد الطبيب عبد الله أبو تين، متأثرًا بإصابته البليغة خلال اقتحام المخيم.

ونفذت وحدة إسرائيلية خاصة عملية اغتيال داخل المخيم لأحد أبرز قادة كتيبة جنين فاروق سلامة، قبل يوم من زفافه ظهر يوم 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وعقب عملية الاغتيال اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين، مما أدى إلى استشهاد الشاب محمد سامر خلوف.

وفي 1 كانون الأول/ ديسمبر 2022، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، مما أدى إلى استشهاد أحد قادة كتيبة جنين محمد السعدي، والشاب نعيم زبيدي.

وفي 8 كانون الثاني/ ديسمبر 2022 اغتالت وحدة إسرائيلية خاصة الشبان عطا شلبي، وصدقي زكارنة، وطارق الدمج.

تخوض كتيبة جنين مواجهة مستمرة مع قوات الاحتلال

اقتحامات 2023

على غرار السنة الماضية، واصلت قوات الاحتلال عمليات الاقتحامات لمدينة جنين ومخيمها، حيث شن جيش الاحتلال اقتحامه الأول في 19 كانون الثاني/يناير 2023، داخل مخيم جنين، حيث اندلعت اشتباكات أدت إلى استشهاد أدهم جبارين أحمد مقاتلي كتيبة جنين، فيما قتل قناص إسرائيلي المعلم جواد بواقنة بعد أن خرج من منزله، لمحاولة إنقاذ الشهيد جبارين بعد إصابته.

وفي 26 كانون الثاني/يناير 2023 ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة هي الأكبر منذ سنوات، خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها، حيث دارت اشتباكات مسلحة بين وحدة خاصة وعناصر من فصائل المقاومة الفلسطينية، مما أسفر عن اسشتهاد 10 فلسطينيين.

وفي 12 شباط/فبراير 2023 أصيب ثلاثة شبان بالرصاص، في اقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين، وحاصرت قوة من جيش الاحتلال منزل جبريل الزبيدي، شقيق الأسير زكريا الزبيدي.

وفي 7 آذار/ مارس 2023، اقتحمت قوات الاحتلال محيط مخيم جنين، بهدف الوصول إلى منفذ عملية حوارة، وأسفرت الاقتحام عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة 16، وهم عبد الفتاح حسين خروشة منفذ عملية حوارة، ومحمد وائل غزاوي، و‏‎طارق زياد مصطفى ناطور، و‏‎زياد أمين الزرعيني، ومعتصم ناصر صباغ، محمد أحمد سليم خلوف.

 تشهد مدينة جنين ومخيمها عدوانًا مستمرًا منذ أكثر من عامين (GETTY)

وفي 16 آذار/ مارس 2023 اقتحمت وحدة خاصة إسرائيلية مدينة جنين، ونفذت عملية اغتيال استهدفت القيادي في كتيبة جنين نضال خازم، والقيادي في كتائب القسام- جنين يوسف شريم، كما أدت العملية لاستشهاد كل من لؤي صغير، والطفل عمر عوادين.

ووفق مصادر محلية فإن الطفل عوادين استشهد برصاص الوحدة الخاصة خلال ملاحقتها وسط المدينة، بعد إصابته في الصدر، حيث جرى إطلاق وابل من الرصاص على الشبان الذين لاحقوا القوة التي اقتحمت مدينة جنين.

وفي 18 نيسان/ أبريل 2023 نفذت قوة خاصة للاحتلال عملية اقتحام لمخيم جنين، بهدف اعتقال مطلوبين، واندلعت اشتباكات مسلحة مع القوة الخاصة، أدت لسقوط 8 جرحى.

وفي 16 أيار/مايو 2023 اقتحمت قوة للاحتلال مخيم جنين، واشتبكت مع المقاومين في المخيم، حيث تمكنت من اعتقال 4 شبان.

وفي 19 حزيران/ يونيو 2023 استشهد 6 فلسطينيين وأصيب 91، وذلك بعد اقتحام مدينة جنين، وتفجير عبوة ناسفة في مركبة تابعة لجيش الاحتلال، مما أدى إلى اقتحام واسع، بهدف إجلاء 7 إصابات في صفوف جيش الاحتلال، بالإضافة إلى سحب المركبة المعطوبة، فيما استخدم جيش الاحتلال الطيران لأول مرة منذ 20 عامًا بالضفة الغربية.

في تعليقه عن كمين جنين، قال المعلق العسكري لموقع "واللا" العبري، أمير بخبوط، بأن المقاتلين في جنين استخدموا عبوات ناسفة شديدة الانفجار وغير اعتيادية. وتساءل: "كيف لم يعلم الجيش والشاباك بوجود مثل هذه العبوات في جنين؟".

ونقل الموقع العبري عن مسؤول عسكري من قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، إن قواتهم خلال اقتحامها لجنين، اليوم الإثنين، تعرضت لكمين "غير مألوف"، مؤكدًا أن "العبوات الناسفة التي تم استخدامها مماثلة في قوتها وتطورها للعبوات الناسفة التي تستخدمها حركة حماس في قطاع غزة".

وفي 21 حزيران/ يونيو، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية اغتيال في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، باستخدام طائرة مُسيّرة لأول مرة منذ نهاية الانتفاضة الثانية، مما أسفر عن استشهاد صهيب عدنان الغول، وأشرف مراد السعدي، ومحمد بشار عويس. بالتزامن مع ذلك، ظهرت عدة محاولات لإطلاق صواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية، بالإضافة إلى زيادة وتيرة إطلاق النار تجاه المستوطنات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر.

في 21 حزيران/ يونيو، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية اغتيال في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، باستخدام طائرة مُسيّرة لأول مرة منذ نهاية الانتفاضة الثانية

ساهمت الحالة النضالية في جنين، في بروز عدة مجموعات مسلحة انتشرت في شمال الضفة الغربية، وبالتحديد في مناطق نابلس وطولكرم، بالإضافة إلى مناطق أخرى داخل جنين.