تتوالى تبعات العدوان الإسرائيلي الواسع على مخيم جنين برًا وجوًا والذي أدى حتى ليلة الثلاثاء إلى ارتقاء تسعة شهداء وعشرات الجرحى وتشريد المئات من منازلهم، وبالتوازي مع استمرار العدوان ونتائجه الكارثية دانت دول عربية وإسلامية ومنظمات إقليمية العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد مخيم جنين بأشد العبارات داعيةً إلى وضع حد لانتهاكات دولة الاحتلال ضدّ الفلسطينيين.
أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي "الجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، ضد المواطنين المدنيين العزل، والطواقم الطبية والمراكز الصحية"
وفي التفاصيل، على صعيد المنظمات الإقليمية والدولية دانت كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على مخيم جنين.
حيث أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي "الجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، ضد المواطنين المدنيين العزل، والطواقم الطبية والمراكز الصحية"، وأكّد بيان المنظمة أن "هذه الجرائم النكراء تشكل امتدادًا لسجل الجرائم وإرهاب الدولة المنظم، الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني".
كما حمل بيان المنظمة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية المباشرة "عن تداعيات هذه الجرائم التي تستدعي التحقيق والمساءلة"، ودعا بيان المنظمة "مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة، ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".
بدورها، دانت جامعة الدول العربية العدوان الإسرائيلي الذي يرقى إلى جريمة حرب، وجاء في بيان الجامعة ما نصه أنها تدين "بأشد العبارات العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين"، وأكد بيان الجامعة أنّ "هذا العدوان يمثل تقويضًا لمساعي ومحاولات إعادة إحياء مسار السلام"، محذرًا من "تبعات هذا العدوان وتداعياته البالغة الخطورة على الأمن والاستقرار بفلسطين والمنطقة".
كما لفت بيان الجامعة العربية النظر إلى "ما يوقعه هذا العدوان الإجرامي من ضحايا ودمار في سياق استمرار وتصاعد العدوان والاجتياحات الإسرائيلية، واستخدام القوة العسكرية المفرطة، بما فيها الطيران ضد العزل في المدن والقرى والمخيمات، إلى جانب ما يرتكبه المستوطنون من اعتداءات".
وحملت الجامعة العربية في بيانها "دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان بوصفه جريمة حرب وانتهاكًا للمواثيق والقوانين وقرارات الشرعية الدولية"، وطالب بيان جامعة الدول العربية المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن والدول الأعضاء بتحمل مسؤولياتهم في الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
من جانبه، دان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، العدوان الإسرائيلي الحالي الصارخ والمستمر على الشعب الفلسطيني، وقال الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي في بيان صدر أمس الإثنين "إن اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلية على مخيم جنين يمثل انتهاكا صارخا للمواثيق والقوانين الدولية ويعرقل جهود عملية السلام لحل القضية الفلسطينية".
مطالبًا "بضرورة التحرك الدولي الفوري والعاجل، لوقف هذه الاعتداءات الوحشية والممارسات القمعية، التي أدت لسقوط عدد من الشهداء والمصابين من الشعب الفلسطيني الشقيق".
وجدد بيان المجلس دعوته "مؤسسات المجتمع الدولي للتدخل بقوة وسرعة لإعادة إحياء جهود تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في إقامة دولته على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
أما على صعيد البيانات الخاصة بالدول فقد أصدرت الخارجية القطرية بيانًا دانت فيه بـ"أشد العبارات" تكرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين، واعتبر بيان الخارجية القطرية أن العدوان الحالي ليس إلا مجرد "حلقة جديدة في سلسلة اعتداءات الاحتلال المستمرة وجرائمه المروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل"، وحذر بيان الخارجية القطرية على ضوء ذلك من "تلاشي فرص السلام واتساع دائرة العنف بسبب التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة". كما شدد البيان على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي وحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية.
وجددت وزارة الخارجية القطرية، موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
أردنيًا، دان بيان الخارجية الأردنية العدوان الإسرائيلي على جنين، "الذي يشكل تصعيدًا خطيرًا يُنذر بتفجير دوامات واسعة من العنف"، مؤكدًا أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدن الفلسطينية "لن تسهم إلا في زيادة التوتر الذي تؤججه أيضًا الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوّض حل الدولتين، وتقتل الأمل في فرص تحقيق السلام العادل والشامل".
وأضاف وزير الخارجية الأردني أنّ "على إسرائيل وقف جميع إجراءاتها الأحادية، بما في ذلك اقتحامات المدن الفلسطينية والاستيطان، ومصادرة الأراضي، ومحاصرة الاقتصاد الفلسطيني، والانخراط الحقيقي في مفاوضات جادة لإنهاء الاحتلال وحل الصراع على أساس حل الدولتين سبيلًا وحيدًا لوقف التدهور والحؤول دون تفجر الأوضاع".
كما أشار البيان إلى "أن الممارسات الإسرائيلية التي تكرس الاحتلال وغياب آفاق الحل السياسي مسؤولة عن التدهور الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ووفق ذات البيان فقد بحث وزير الخارجية الأردني مطاع الصفدي مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ "سبل التحرك المشترك عربيًا ودوليًا لمواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير، وما يمثله من تهديد للأمن في المنطقة برمتها".
وأصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا دان بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
ومما جاء في نص البيان: "ندين بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية اليوم لمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة".
وأعربت الخارجية التركية عن قلقها من أن يؤدي التوتر الحالي في المنطقة إلى إطلاق موجة جديدة من العنف والهجمات.
ودانت وزارة الخارجية الجزائرية، عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، وطالبت بـ"الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية التي تنتهك بصفة فاضحة جميع الأعراف والقوانين الدولية وأبسط القيم الإنسانية".
وجددت الجزائر "التعبير عن تضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني الأبي ومناصرة قضيته العادلة في إنهاء احتلال أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز بارييا: "إننا ندين بأشد العبارات العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين، والتي تسببت في سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، الأمر الذي يشكل تهديدًا للاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. أوقفوا العدوان على الشعب الفلسطيني".
وأعربت سلطنة عُمان عن استنكارها وإدانتها للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مدينة جنين والمخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية، مؤكدةً على موقف سلطنة عمان الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وفقًا لحل الدولتين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، "العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ فجر اليوم الإثنين على مدينة جنين ومخيمها، والذي يستهدف جميع السكان دون تمييز، ويستخدم فيه القصف بالطائرات الحربية والأسلحة الثقيلة، ويتعمد إيذاء المدنيين ومنع إسعافهم وضرب حصار حول المخيم".
وأكدت وزارة الخارجية المصرية، رفض مصر الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمدن الفلسطينية، وما تُسفر عنه من وقوع ضحايا، والاستخدام المفرط والعشوائي للقوة، والانتهاك السافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية، لا سيما القانون الإنساني الدولي الذي يفرض التزامات واضحة ومحددة على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
