23-مايو-2019

من الفيلم (IMDB)

يتناول فيلم "علي" الذي تعرضه نيتفليكس سيرة حياة أسطورة الملاكمة في الوزن الثقيل محمد علي كلاي، مسلطًا الضوء بشكل أساسي على الفترة بين 1964 و1974. وقد عُرض الفيلم الذي أخرجه مايكل مان في العام 2001، وقام الممثل الشهير ويل سميث بدور محمد علي، وهو الدور الذي رشحه للقائمة النهائية لأوسكار أفضل ممثل في العام 2002.

يتناول فيلم "علي" سيرة حياة أسطورة الملاكمة في الوزن الثقيل محمد علي كلاي، مسلطًا الضوء بشكل أساسي على الفترة بين 1964 و1974

وُلد محمد علي كلاي في العام 1942 في ولاية كنتاكي في أميركا، ويتحدر من أصول أفريقية. اسمه الحقيقي هو كاسيوس مارسيلوس كلاي، وهو اسم يرمز لتبعيته لإحدى العائلات البيضاء، حيث كانت العنصرية واضطهاد السود في أوجها في الفترة التي ولد وترعرع فيها كلاي. في العام 1964 غيّر كاسيوس اسمه وأصبح "محمد علي كلاي"، وهو الاسم الذي اقترحه عليه اليجا محمد قائد حركة "وطن الإسلام"، إثر فوزه للمرة الأولى ببطولة العالم للملاكمة في السنة نفسها. و"وطن الإسلام" هي حركة سياسية – دينية تأسست في ديترويت في العام 1930، وهدفت إلى تحسين أوضاع المسلمين الأفارقة في الولايات المتحدة، ومناهضة التمييز العنصري والاضطهاد الذي كان يلحق بهم. وقد اعتنق محمد علي الإسلام في السنة نفسها.

اقرأ/ي أيضًا: سلافوي جيجيك.. عن الأنوثة المميتة والخوف من الثورات في"صراع العروش"

بالإضافة إلى كونه بطلًا للعالم، أراد كلاي على الدوام تقديم نفسه كمدافع عن حقوق المضطهدين والمهمشين في المجتمع، فتميزت مقابلاته التلفزيونية وخطاباته بسقفها العالي، وانحيازها الدائم لحقوق السود والمسلمين والفئات المهمشة، ما جعل منه بطلًا حقيقيًا داخل الحلبة وخارجها، وأصبح مثالًا أعلى لآلاف الأطفال حول العالم. فيما تأثر كلاي نفسه بالحركات التحررية والمطالبة بالمساواة بين السود والبيض في أميركا، وأُعجب بشكل خاص بمارتن لوثر كنغ.

بعد تتويجه ببطولة العالم استدعي كلاي إلى التجنيد الإجباري، استعدادًا للمشاركة في الحرب على فييتنام. رفض كلاي الالتحاق بالجيش الأمريكي، وقال إن مبادئه لا تسمح له بالذهاب لقتال شعب فقير، وإن الفيتناميين يشبهون في النهاية الأميركيين المهمشين، وهم ضحية العدو نفسه وهو الحكومة الأمريكية.

عندما خُيّر كلاي بين التجنيد الإجباري وبين السجن لخمس سنوات اختار السجن، واعتبر أن رفضه للتجنيد له أسباب كثيرة وأهمها السبب الديني. نجح محامو كلاي في استئناف القرار، وقد تعاطفت الكثير من الجماهير مع كلاي، ومع حقه في عدم الالتحاق بالجيش، وسقط الحكم أخيرًا وعاد "البطل" إلى حلبات الملاكمة مرة أخرى.

عاش محمد علي ظروفًا حياتية صعبة، ووواجه الكثير من المآسي في حياته، وقد كان يعبر عن نفسه بطريقته الخاصة

في العام 1974، سافر محمد علي إلى كينشاسا في زائير، ليواجه جورح فريمان على لقب بطولة العالم للوزن الثقيل، والذي كان خسره في العام 1967 بطريقة مشبوهة. أطلق على النزال تسمية "القتال في الغابة"، و"منازلة القرن". استقبل محمد علي استقبال الأبطال في زائير، والتف حوله الناس هناك كبطل شعبي. أقيم النزال في قاعة العشرين من أيار/مايو، بحضور آلاف المشاهدين، ونجح محمد علي بالفوز بالضربة القاضية في الجولة الثامنة. وعاد محمد علي في العام 1978 وتوج ببطولة العالم للمرة الثالثة في إنجاز لم يحققه أحد قبله أو بعده، وكان يومها في الـ36 من عمره!

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "ألم ومجد" لألمودوفار.. سيرة ذاتية تمجّد عتبة الألم

عاش محمد علي ظروفًا حياتية صعبة، ووواجه الكثير من المآسي في حياته، وقد كان يعبر عن نفسه بطريقته الخاصة. طريقته في استفزاز خصومه، نرجسيته وثقته بنفسه، قربه من الناس ومحبتهم له، جعلت منه أسطورة رياضية بكل معنى الكلمة، بل إن بعض المجلات الرياضية صنفته بأنه أفضل رياضي في التاريخ. بالرغم من أنه كان يزن أكثر من 95 كلغ، فقد تميز محمد علي برشاقته الكبيرة على الحلبة وخفة حركته. شعاره في المباريات الذي بقي وفيًا له دائمًا، والذي استخدمه للقضاء على خصومه، بقي علامة فارقة في تاريخ الملاكمة "تحرك كالفراشة وأضرب كالنحلة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

سينما هوليوود.. محاولة لخلق عالم ممكن

الشريط الوثائقي "Knock Down The House".. حقيقة اللعبة السياسية الأمريكية