22-أبريل-2024
إنجازات أحمد زويل

فتح اكتشاف زويل الرائد من نوعه الباب أمام البحث والابتكار لسنوات عديدة

تميز الكثير من العلماء في العصر الحديث، ممن كان لهم بصمةٌ بارزة في مختلف العلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء وعلوم الأرض والأحياء، وعلى الرغم من أن النصيب الأكبر من أولئك كان للعلماء الأجانب من الغرب، إلا إن هناك بعض العلماء العرب الذين تمكنوا من وضع بصمتهم في تاريخ الاكتشافات والاختراعات المفيدة للبشرية، ومنهم أحمد زويل، فما هي أهم إنجازات أحمد زويل؟ إقرأ المقال لمعرفة الإجابة.

ألف أحمد زويل العديد من الكتب والمنشورات العلمية ومنها؛ كتاب "رحلة عبر الزمن .. الطريق إلى نوبل"

من هو أحمد زويل؟

 أحمد زويل هو عالمٌ مصري أمريكي قدم مساهمات كبيرة في مجال الكيمياء، وخاصة في مجال كيمياء الفيمتو. واعتبر واحدًا من أفضل العلماء المصريين والعرب في السنوات الأخيرة، وفيما يلي نتتبع أهم المحطات الرئيسية في حياته:

  • ولد أحمد زويل في 26 فبراير 1946 في مدينة دمنهور بمصر.
  • أكمل زويل تعليمه المبكر في مصر، حيث درس في كلية العلوم في جامعة الإسكندرية في مصر ليحصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف 1967.
  • ترفع أحمد زويل ليصبح معيدًا في الكلية، ومن ثم تابع تعليمه للحصول على درجة الماجستير في بحث عن الضوء.
  •  انتقل أحمد زويل أخيرًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة بنسلفانيا وذلك في عام 1974.
  • عُين زويل في منصب عضو هيئة التدريس في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1976.
  • انضم زويل إلى هيئة التدريس في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) في عام 1976، حيث أمضى معظم حياته المهنية.
  • توجت مسيرة أحمد زويل التعليمية بالحصول على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 لعمله الرائد في كيمياء الفيمتو، والذي سمح للعلماء بمراقبة التفاعلات الكيميائية في الوقت الفعلي على مقياس زمني للفيمتو ثانية (10^-15 ثانية).
  • لعب زويل  دورًا رئيسيًا في إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في مصر، والتي تهدف إلى تعزيز البحث العلمي والتعليم في المنطقة، فقد سعى لخدمة أبناء وطنه من خلال تحقيق حلمه في احتضان كافة العقول والنوابغ المصرية والعربية وإفساح المجال لهم في مختلف المواد العلمية والتقنية.
  • ألف أحمد زويل العديد من الكتب والمنشورات العلمية ومنها؛ كتاب "رحلة عبر الزمن .. الطريق إلى نوبل"، وكتاب "الزمن"، وكتاب "عصر العلم"، وآخر مؤلفاته وهو "حوار الحضارات"، كما أن لها العديد من الإصدارات الأجنبية باللغة الأنجليزية ومنها؛ كتاب "التصوير الميكروسكوبي الإلكتروني رباعي الأبعاد"، وكتاب "علم الأحياء الفيزيائي .. من الذرات إلي الطب".
  • توفي أحمد زويل في 2 أغسطس 2016 في الولايات المتحدة الأمريكية.

طوال حياته، قدم زويل مساهمات كبيرة في مجال الكيمياء، وخاصة في دراسة التفاعلات الكيميائية فائقة السرعة، وكان أيضًا من دعاة التعليم العلمي والتعاون، خاصة في الشرق الأوسط.

زويل من أبرز المدافعين عن التعاون العلمي والدبلوماسية، خاصة في الشرق الأوسط، إذ كان يؤمن بالقدرة الكبيرة للعلوم والتكنولوجيا على سد الانقسامات الثقافية والسياسية

ما هي أهم أعمال أحمد زويل؟

تتمحور أهم إنجازات أحمد زويل حول عمله الرائد في مجال كيمياء الفيمتو، والذي أحدث ثورة في دراسة التفاعلات الكيميائية من خلال تمكين العلماء من مراقبة وفهم العمليات التي تحدث في فترات زمنية قصيرة بشكل غير مسبوق. وفيما يلي أهم إنجازاته:

  1. كيمياء الفيمتو الرائدة

طور زويل كيمياء الفيمتو، وهو مجال في علم الكيمياء الفيزيائية يدرس التفاعلات الكيميائية على فترات زمنية قصيرة للغاية، عادةً في حدود الفيمتو ثانية (10^-15 ثانية)، وقد سمح عمله للعلماء بمراقبة ديناميكيات التفاعلات الكيميائية في الوقت الفعلي، مما يوفر رؤى غير مسبوقة حول آليات التفاعلات المختلفة.

  1. تقنيات ليزر الفيمتو ثانية

قام أحمد زويل بتطوير تقنيات ليزر مبتكرة قادرة على إنتاج نبضات فائقة السرعة في نطاق الفمتوثانية، وأتاحت هذه التقنيات للباحثين استكشاف الديناميكيات الجزيئية بدقة زمنية غير مسبوقة، ومن الأمثلة عليها التحليل الطيفي للفيمتو ثانية.

  1. مراقبة المواد التي تمر بمرحلة انتقالية

تمكّن زويل  من خلال أبحاثه من المراقبة المباشرة للحالات الانتقالية للمواد والعناصر الكيميائية، وهي حالات وسيطة عابرة في التفاعلات الكيميائية، وقد ساعد ذلك في اكتساب فهم اعمق لمسارات التفاعلات وسلوكها في الأوساط المختلفة، وذلك من خلال التقاط صور لهذه الحالات الانتقالية.

  1. جائزة نوبل في الكيمياء (1999)

لا يمكننا الحديث عن إنجازات زويل العالمية دون ذِكر جائزة نوبل، إذ حصل زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 لأبحاثه الرائدة في مجال كيمياء الفيمتو، وقد اعترفت لجنة نوبل بإسهاماته الرائدة في فهم التفاعلات الكيميائية في أقصر الفترات الزمنية، مما أكسبه شهرةً علمية على مستوى العالم.

  1. النهوض بالدبلوماسية العلمية

كان زويل من أبرز المدافعين عن التعاون العلمي والدبلوماسية، خاصة في الشرق الأوسط، إذ كان يؤمن بالقدرة الكبيرة للعلوم والتكنولوجيا على سد الانقسامات الثقافية والسياسية، وعمل بلا كلل لتعزيز التعليم العلمي والتعاون في المنطقة، من خلال كتابة المقالات والأبحاث التي تبين أهمية المنهجية العلمية في وضع النظريات واختبار الفرضيات، والأسس الرئيسية المبنية عليها.

  1. إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا

لعب زويل دورًا رئيسيًا في إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في مصر، إذ تهدف هذه المؤسسة إلى تطوير البحث العلمي والتعليم والابتكار في المنطقة العربية، وتوفير مركز للتعاون متعدد التخصصات مع تبادل المعرفة بين المنتسبين من مختلف الخلفيات.

وبشكل عام فقد تركت مساهمات أحمد زويل في كيمياء الفيمتو وجهوده لتعزيز التعاون العلمي والتعليم تأثيرًا دائمًا على مجال الكيمياء والمجتمع العلمي الأوسع.

فتح اكتشاف زويل الرائد من نوعه الباب أمام البحث والابتكار لسنوات عديدة، وطوّر من فهم العلماء لعلم الكيمياء

تجربة أحمد زويل في كيمياء الفيمتو

 قامت تجربة أحمد زويل في كيمياء الفيمتو على الأبحاث والاكتشافات الرائدة، التي أحدثت ثورة في دراسة التفاعلات الكيميائية، وفيما يلي نلقي نظرة عامة مفصلة عن مساهماته في كيمياء الفيمتو:

  1. أدرك زويل الحاجة إلى تقنيات الليزر فائق السرعة لدراسة التفاعلات الكيميائية، فقام بتطوير نظام ليزر مبتكر قادرة على توليد نبضات فائقة القصر في نطاق الفمتوثانية.
  2. ركّز زويل في تجربته على التفاعلات التي تتضمن جزيئات صغيرة، مثل تفاعلات التفكك والأيزومرات (هي جزيئات لها نفس الصيغة الكيميائية وغالبًا بنفس نوع الروابط بين الذرات لكنها تختلف في ترتيب المجموعات الوظيفية التي تشكل هذه المركبات)، والتي يمكن دراستها بدقة الفيمتو ثانية.
  3. لجأ زويل إلى استخدام التحليل الطيفي بالفيمتو ثانية والتقنيات المتقدمة الأخرى، لرصد سلوك العناصر أثناء الملاحظات الانتقالية في التفاعلات الكيميائية.
  4.  تتبع زويل التغيرات الكيميائية في البنية الجزيئية والحالات الإلكترونية على مدار فترات زمنية بالفيمتو ثانية، مما جعله يتوصل إلى كم وفير من المعلومات حول علم الطاقة، إذ عرف قيمة الطاقة اللازمة لحدوث كل تفاعل وفقد أو كسب الإلكترونات، وكذلك الطاقة الناتجة عنه.
  5. تمكن زويل في مختبره من إجراء عمليات كسر الروابط وتكوينها، وآليات نقل الطاقة، واختبار تأثيرات المذيبات على التفاعلات الكيميائية. 
  6. سلط زويل في بحوثه الضوء على المبادئ الأساسية التي تحكم التفاعلات الكيميائية على المستوى الجزيئي.
  7. فتح اكتشاف زويل الرائد من نوعه الباب أمام البحث والابتكار لسنوات عديدة، وطوّر من فهم العلماء لعلم الكيمياء، كما مهد الطريق أيضًا للتطبيقات العملية في مجالات متعددة مثل علم المواد والتحفيز واكتشاف الأدوية.

 

وبشكل عام، فإن تجربة أحمد زويل في كيمياء الفيمتو تجسد منهجه البصري في البحث العلمي والتزامه بدفع حدود المعرفة سعيًا وراء الحقائق الأساسية حول العالم الطبيعي، ويستمر إرثه في إلهام أجيال من العلماء والباحثين في سعيهم لكشف أسرار الكيمياء وما بعدها.