01-مارس-2024
أحدث علاج للصدفية الآن

أحدث علاج للصدفية حاليًا، وآخر الحلول التي توصل إليها الطب

الصدفية (Psoriasis) هي مرض جلدي مزمن يسبب حطاطات (Papules) ولويحات (Plaques) حمامية (حمراء) بقشرة فضية - ومن هنا جاءت تسمية المرض "صدفية"، وقد يسبب إلتهاب المفاصل، ومن الشائع تأثيره في قشرة الرأس والركبة والمرفق والأظافر، لكن يمكنه التأثير في أي مكان في الجسم.

تمر الأعراض في حلقات زمنية تبدأ بنشاط المرض لبضعة أسابيع أو أشهر، ثم تنتهي بخموله، وهو ناتج عن اختلال مناعي يسبب تكاثر الخلايا الجلدية بشكل سريع؛ مما يؤدي إلى تراكمها فوق بعضها وتكون القشور، لذا فأساس العلاج يعتمد على تثبيط المناعة وإبطاء نمو خلايا الجلد.

 

هل الصدفية مرض خطير؟

تؤثر  الصدفية في حياة 125 مليون فرد حول العالم تقريبًا، وتصيب جميع الأعمار، إلا أنها شائعة لدى البالغين، و80% من الحالات تعتبر خفيفة إلى معتدلة. وأغلب الحالات ليست شديدة بشكل يؤثر في صحة الإنسان، ولكن توجد حالات نادرة قد تهدد حياة المريض، وتصيب مناطق واسعة من جسده، ويجب معالجتها بشكل مكثف.

بجانب ذلك فإن الصدفية تزيد خطر الإصابة بأمراض أخرى كالتهاب المفاصل والجلطات القلبية والسكتة الدماغية فضلًا عن المشاكل النفسية الناشئة من تأثير المرض في المظهر الخارجي للمصاب.

 

هل يمكن علاج الصدفية بشكل نهائي؟

حتى اليوم لا يوجد علاج جذري لمرض الصدفية، كما هو الحال في أغلب الأمراض المناعية، ولكن توجد علاجات تساعد على ضبط أعراض المرض والحد من تأثيره في حياة الفرد، سنسرد لكم أنواع العلاج المتوفرة، ثم سنبين آخر ما توصل إليه في الفترة الماضية.

 

ما الخيارات العلاجية المتوفرة الآن لعلاج مرض الصدفية؟

توجد علاقة بين الطعام الذي يتناوله الإنسان ونقص بعض الفيتامينات الأساسية ومرض الصدفية، كما تظهر الدراسات أن الضغط النفسي عامل مهم في تهيّج الصدفية بحسب تجربة المصابين، وتقترح استخدام وسائل الاسترخاء والعلاج النفسي للسيطرة على أعراض المرض.

وتوجد العديد من العلاجات الموضعية (التي توضع على الجلد) والعلاجات النظامية (التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن) المتوفرة لعلاج الصدفية، ويختار العلاج المناسب بمراعاة شدة المرض، ووجود أي أمراض مزمنة لدى المصاب، وتفضيلات المريض من حيث الثمن والوقت المتوفر للعلاج، وفي النهاية تؤخذ استجابة المريض الشخصية للعلاج في الحسبان. 

مع العلم أن المرض بجانب تأثيره في صحة المريض البدنية، فهو يؤثر في صحته النفسية والاجتماعية، ومن الواجب مراعاة هذه الجوانب في علاج المصاب.

سنعرض تاليًا الأدوية الرئيسية المستخدمة في علاج مرض الصدفية، يمكن قسم وسائل العلاج إلى ثلاثة أقسام رئيسية: 

  1. العلاج الموضعي (Topical therapy) 
  2. العلاج الضوئي (Phototherapy) 
  3. العلاجات النظامية (Systemic therapy)

 

  • في علاج الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة المتمركزة في مساحة محددة يفضل البدء بالعلاجات الموضعية، لأن المرض يستجيب لها بشكل جيد، وتشمل:

التصنيف

توضيح

مثال

الستيرويدات 

(Corticosteroids)

مثبطات للمناعة، تتوفر كزيوت، كريمات، وأنواع أخرى، ومنها ما يمكن استخدامه على الوجه مثل هيدروكورتيزون، ومنها ما يستخدم في مناطق أصغر وأصعب علاجًا. 

 

يجب التنبيه أن استخدامها لفترة طويلة يرقق الجلد.

هيدروكورتيزون (Hydrocortisone)

مشتقات الفيتامين د 

(vitamin D analogs)

تبطئ نمو خلايا الجلد، ويمكن استخدامها مفردة أو مع الستيرويدات.

كالسيتريول (Calcitriol)

مشتقات الفيتامين أ

(Retinoids)

تبطئ نمو خلايا الجلد، قد تسبب تهيج الجلد والتحسس من ضوء الشمس، ويمنع استخدامها من الحوامل.

تازاروتين (Tazarotene)

مثبطات الكالسينيورين 

(Topical calcineurin inhibitors)

مثبطات للالتهاب، يفضل استخدامها لتجنب تأثير الستيرويدات في ترقيق البشرة خاصة على الوجه والأماكن الحساسة، ولكنها ليست بذات الفعالية.

تاكروليماس (Tacrolimus)

وينصح بالمحافظة على الجلد رطبًا باستخدام الكريمات المرطبة.

أما في الصدفية المعتدلة والشديدة يمكن تجربة العلاج الضوئي والعلاجات النظامية.

  • العلاج الضوئي يشمل تعريض الجلد لكميات محددة من الضوء، ويستلزم عدة جلسات علاجية، ويمكن عمله في المنزل، قد يستخدم مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا.
  • العلاجات النظامية، تؤخذ من خلال الفم أو الوريد، وتعمل على تثبيط مسببات الالتهاب في المرض، وتشمل:

التصنيف

توضيح

مثال

مثبطات مناعية

(Immunosuppressants) 

تعمل على تثبيط المناعة والحد من تكاثر خلايا الجلد، وهي تزيد خطر الإصابة بالأمراض المعدية، ويمنع استخدامها للحوامل والمرضعات.

الميثوتريكسات (Methotrexate) والسيكلوسبورين (Cyclosporine)

مشتقات الفيتامين أ

(Retinoids)

تقليل تكوين خلايا الجلد، قد تسبب آلامًا في الجلد والعضلات، ويمنع استخدامها للحوامل.

الأسيتريتين (Acitretin)

مثبطات الإنزيم Phosphodiesterase- 4 

(PDE-4 inhibitors)

مثبطات للالتهاب.

أبريميلاست (Apremilast)

مثبطات إنزيم الجانيوس كينيز

(JAK inhibitors)

مثبطات للالتهاب.

توفاسيتينيب (Tofacitinib)

العلاجات البيولوجية

(Biologics)

تعدّل جهاز المناعة بطريقةٍ تعطل عمل المرض، وتحسن من الأعراض، لكنها تزيد خطر الإصابة بالأمراض المعدية.

(أداليموماب، إيتانيرسبت، إنفليكسيماب، أوستيكينوماب) (adalimumab, etanercept, infliximab, ustekinumab)

 

العلاجات البيولوجية (Biologics) هي الأحدث، وهي عبارة عن أجسام مضادة ضد مستقبلات ومواد معينة في الجسم يعتقد أن لها دوراً فعّالاً في التسبب بمرض الصدفية، فتقوم بتعطيلها، وتتميز بدقة عملها داخل الجسد وتأثيرها في أهداف محددة بخلاف باقي العلاجات النظامية التي تؤثر في كامل الجسد ولها العديد من الأعراض الجانبية.

 

 ما أحدث علاج لمرض الصدفية؟

آخر علاج بيولوجي اعتمد من قبل منظمة الغذاء والدواء FDA بتاريخ 17 - أكتوبر - 2023، هو علاج "Bimekizumab" بمسماه التجاري "Bimzelx"، وهو عبارة عن أجسام مضادة تعمل على تثبيط السيتوكينات  17A   + 17F، وهي مواد تنشط عملية الالتهاب في مرض الصدفية القشرية. 

  • كيف يستخدم Bimzelx وما نتائج تجربته وأعراضه الجانبية؟

يؤخذ عن طريق حقن تحت الجلد كل 4 أسابيع مبدئيًا، ثم يحقن كل 8 أسابيع، وأظهر الدواء نتائج مبشرة في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية حيث أظهر تحسنًا كاملًا لأعراض الصدفية لدى 59-68% من المرضى، و85-91% من المرضى أظهروا تحسنًا كاملًا أو شبه كامل خلال 16 أسبوعًا من بدء العلاج.

أما عن الأعراض الجانبية فلا بد لأي علاج من أن يمتلك لائحة طويلة من الأعراض الجانبية، لكنها ليست متساوية من ناحية الخطر وإمكانية الحدوث، بل تذكر من باب التنبيه، فبالإضافة إلى أعراض خفيفة كالصداع والألم في مكان الحقن سجلت حالات جديدة من التهابات الأمعاء، وارتفاع إنزيمات الكبد، بينما لم يجرب بعد على النساء الحوامل أو المرضعات.

  • هل توجد خيارات حديثة أخرى؟

ومن الأدوية الحديثة دواء "Deucravacitinib" بمسماه التجاري "Sotyktu" ويعمل كمثبط للإنزيم تيروسين كاينيز 2 (TYK2) المسؤول عن عمليات التراسل الثانوية داخل الخلايا، وله دور في عملية الالتهاب، لذلك فهو يعمل على تخفيف حدة المرض وتقليل القشور المتكونة، وقد اعتمد من منظمة الغذاء والدواء FDA بتاريخ 9 - سبتمبر - 2022.

  • كيف يؤخذ Sotyktu وما أعراضه الجانبية؟

يؤخذ عن طريق الفم مرة يوميًا، ومن أعراضه الجانبية المسجلة زيادة الإصابة بالعدوى المختلفة، وزيادة خطر الإصابة بالمشاكل العضلية حيث سجلت زيادة في إنزيم (creatine phosphokinase (CPK لدى بعض المرضى؛ وهو إنزيم يرتفع في الدم عند تضرر العضلات، مما يعكس ضررًا في العضلات، وسجلت زيادة في الدهون الثلاثية وإنزيمات الكبد لدى بعض المرضى. 

 

الخيارات المتوفرة الآن لعلاج الصدفية كثيرة، ويفضل البدء بتجربة كريمات الترطيب والعلاجات الموضعية في الحالات الخفيفة المحدودة، أما في الحالات المتقدمة المنتشرة، فتستخدم الوسائل العلاجية النظامية المتقدمة كمثبطات المناعة مثل الأدوية البيولوجية، والتي يتم تحديثها واكتشاف أنواع جديدة منها باستمرار. هذا المقال مجرد استعراض لأنواع العلاج، ولا يجب استخدامه كوصفة طبية، وتجب مراجعة طبيب جلدي مختص في جميع الحالات.