25-مايو-2018

تتضمن المباراة منافسة على أكثر من مستوى (Getty)

تتوجه أنظار عشاق كرة القدم ليلة غد السبت، إلى مدينة كييف في أوكرانيا، لمشاهدة نهائي دوري أبطال أوروبا، بين ريال مدريد الإسباني بطل النسختين الأخيرتين، وحامل اللقب 12 مرة من قبل، وهو رقم قياسي يبتعد من خلاله عن كل منافسيه بفارق مريح، وبين ليفربول الإنكليزي حامل اللقب خمس مرات، آخرها في العام 2005 عندما هزم ميلان بالركلات الترجيحية، في النهائي الشهير والمجنون في إسطنبول.

يدخل ليفربول المباراة متسلحًا بقوته الهجومية الضاربة، بقيادة المصري محمد صلاح

طريق الفريقين إلى كارديف

في الموسم الماضي انتزع ليفربول المركز الرابع من آرسنال في الجولة الأخيرة، ليتأهل إلى ملحق دوري الأبطال، حيث واجه هوفنهايم الألماني وتمكن من تخطيه والوصول إلى دوري المجموعات. أوقعت القرعة ليفربول في المجموعة الخامسة مع إشبيليه وسبارتاك موسكو وماريبور، وانتزع صدارة المجموعة بعدما قدّم الفريق مستوى هجوميًا كبيرًا، بينما شابت دفاعه شوائب كثيرة.

في الدور الثاني تواجه ليفربول مع بورتو البرتغالي وتخطاه بسهولة بعد الفوز ذهابًا بخماسية نظيفة في البرتغال، ليعبر إلى الربع النهائي حيث اصطدم بمواطنه مانشستر سيتي فهزمه ذهابًا وإيابًا، فيما كان روما الإيطالي آخر ضحايا يورغن كلوب وفريقه في مشوارهم نحو النهائي.

اقرأ/ي أيضًا: بعد 4-8.. أكبر 5 نتائج في تاريخ دوري أبطال أوروبا

من جهته وقع ريال مدريد في مجموعة صعبة في الدور الأول ضمته إلى توتنهام وبروسيا دورتموند وأبويل نيقوسيا. احتل ريال مدريد المركز الثاني في المجموعة واصطدم بثلاث فرق من الوزن الثقيل قبل الوصول إلى مباراة اللقب. ففاز على باريس سان جيرمان في الدور الثاني، ونجا من ريمونتادا ضد يوفنتوس في ربع النهائي وتأهل في الثواني الأخيرة، فيما احتاج الفريق إلى الكثير من الحظ والتوفيق والهفوات التحكيمية ليعبر من بوابة بايرن ميونيخ ويصل إلى كييف.

نقاط القوة ونقاط الضعف

يدخل ليفربول المباراة متسلحًا بقوته الهجومية الضاربة، بقيادة الثلاثي الذهبي المكوّن من المصري محمد صلاح، السنغالي ساديو ماني، والبرازيلي روبرتو فيرمينيو. وقد سجل هجوم ليفربول 40 هدفًا في البطولة حتى الآن، وهو رقم  قياسي لم يحققه أي فريق من قبل، وبمعدل 3.33 هدفًا في المباراة الواحدة. يساعد ليفربول في مهمته أيضًا، الدور الكبير لمدربه يورغن كلوب، وقدرته العالية على تحفيز لاعبيه ودعمهم لإخراج الأفضل منهم. يعتمد ليفربول كذلك على تاريخه المشرق في المسابقة، حيث يعد أبناء الميرسيسايد أفضل ممثل للكرة الإنكليزية على مستوى المسابقة، ويمكن القول بالنتيجة أن ليفربول يمتلك شخصية البطل.

في المقابل يعاني الفريق من مشاكل واضحة في خط الدفاع، وقد برزت هذه المشاكل بشكل واضح مع بداية الموسم، ورغم تحسّن مستوى الدفاع، بعد التعاقد مع الهولندي فان دايك في صفقة قياسية بالنسبة إلى مدافع، وارتفاع مستوى الحارس الألماني كاريوس الذي ارتكب هفوات مميتة في مطلع السنة، إلا أن دفاع الفريق لا زال لا يوحي بالطمأنينة لعشاق الفريق.

يريد ريال مدريد الفوز بدوري الأبطال لتعويض خساراته في الدوري والكأس

على الضفة الأخرى، سيحاول ريال مدريد إنقاذ موسمه من بوابة المباراة النهائية، فالتتويج الأوروبي سيمحو كل عيوب الفريق التي ظهرت خلال العام، كاحتلال المركز الثالث في الدوري والخروج المبكر من كأس الملك. يعتمد ريال مدريد بشكل أساسي على نجم الفريق كريستيانو رونالدو هداف المسابقة التاريخي، واختصاصي التسجيل في المباريات الحاسمة، كما يعتمد على خط وسطه المتين والمتماسك المكون من كروس ومودريتش وكازيميرو، إضافة إلى مفتاحي اللعب اللذين يضيفان زخمًا كبيرًا في الناحية الهجومية: الظهيرين مارسيلو وكارفاخال. في المقابل فإن ريال مدريد يعاني هذه السنة في المباريات الكبيرة من حالة فقدان النسق، على عكس الموسم الماضي الذي كان فيه الفريق أكثر تماسكًا. نذكر في هذا المجال الشوط الثاني السيئ الذي قدمه الفريق في مباراة الكلاسيكو ذهابًا، ومباراة يوفنتوس إيابًا، ومباراتي النهائي ضد بايرن ميونيخ.

من شبه المؤكد أن ليفربول سيبدأ بالتشكيلة التي يلعب بها منذ فترة طويلة 4-3-3

سيناريوهات اللعب المحتملة

يدخل ريال مدريد إلى المباراة بتشكيلته الكاملة، ويمتلك مدربه الفرنسي، الطامح إلى إنقاذ موسمه والتتويج بالبطولة الثالثة، خيارات عديدة للعب. يستطيع الفريق أن يبدأ بتشكيلة 4-3-3 بإشراك الـBBC، ويمكنه ايضًا اللعب 4-4-2 مع وضع إيسكو خلف المهاجمين بنزيما ورونالدو، كما يمكن البدء بفاسكيز واسينسيو والاستفادة من سرعتهما وفعاليتهما الهجومية، كما حصل في مباراة الإياب ضد باريس سان جرمان.

اقرأ/ي أيضًا: 5 حقائق يجب أن تعرفها عن دوري أبطال أوروبا

أما ليفربول فمن شبه المؤكد أنه سيبدأ بالتشكيلة التي يلعب بها منذ فترة طويلة، 4-3-3 مع ضغط عال على الخصم وإجباره على ارتكاب الهفوات واستغلالها، كما حصل ضد مان سيتي وضد روما. سيحاول ليفربول استغلال الفراغات خلف كارفاخال ومارسيلو، ومحاولة ضرب الريال عبرها، بالاعتماد على سرعة ومهارة ماني وصلاح، فيما سيحاول ريال مدريد السيطرة على وسط الملعب والتحكم بالمباراة، من خلال الإفادة من التفوق النوعي والتكتيكي لخط وسطهم، في وجه خط وسط ليفربول قليل الخبرة في المحافل الكبرى.

يبقى أن نشير أن المباراة تشكل تحديًا شخصيًا لكل من كريستيانو رونالدو ومحمد صلاح، باعتبار أنها فرصة مهمة لهما لتجميع نقاط تساعدهما في سباق الكرة الذهبية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا يُحبون محمد صلاح؟ ولماذا أحبه أنا أيضًا؟

محمد صلاح.. العقلية التي أنتجت نجمًا