24-أبريل-2018

ستكون المباراة خاصة بالنسبة لمحمد صلاح (أ.ف.ب)

على ملعبه في الأنفيلد رود، يستقبل فريق ليفربول الإنكليزي، اليوم الثلاثاء الموافق الـ24 من نيسان/أبريل، منافسه روما الإيطالي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. قلة قليلة هي من توقعت عند بداية الموسم وصول الفريقين إلى هذا الدور المتقدم، خاصة في ظل وجود منافسين لديهم إمكانيات مالية وفنية أعلى بكثير منهما، إلا أن الفريقين أثبتا خلال المسابقة، أن الروح القتالية والعمل الجدي والمثابرة والإيمان بالقدرات، تستطيع تذليل العقوبات والفوارق، وهو ما جعل جماهير الناديين تؤمن بأن حلم التتويج بالكأس ذات الأذنين، ممكن هذه السنة.

تخطى روما برشلونة في الإياب بما يشبه المعجزة، التي أبهرت عشاق الكرة في العالم

بالعودة إلى مسيرة الفريقين في المسابقة، فقد وقع روما في مجموعة غاية في الصعوبة، ضمته مع تشيلسي الإنكليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني وكارباغ الآذري. وقد نجح الفريق في تحقيق نتائج ممتازة حيث تصدر المجموعة الحديدية بعدما قدم مباريات كبيرة أبرزها تلك التي فاز فيها على تشيلسي 3-0. 

اقرأ/ي أيضًا: ليفربول واللقب.. ماذا تغير خلال 26 سنة؟

في الدور الثاني واجه روما فريق شاختار الأوكراني وتخطاه بصعوبة، لتضعه القرعة أمام مهمة شائكة وبالغة الصعوبة في مواجهة برشلونة في ربع النهائي. خسر الفريق في مباراة الذهاب 4-1 رغم أنه قدّم أداءً مقبولاً ولازمه سوء حظ كبير، خاصة من خلال الطريقة التي تلقى بها الأهداف. في مباراة الإياب كان يتعيّن على الفريق تسجيل ثلاثة أهداف نظيفة لإقصاء العملاق الكتلوني. مهمة بدت شبه مستحيلة على الورق، إلا أن ذئاب العاصمة قدّموا مباراة أسطورية وانتزعوا بطاقة التأهل من فم الأسد، في ملحمة كروية حبست أنفاس محبي الكرة حول العالم.

من جهته وقع ليفربول في المجموعة الخامسة في الدور الأول، إلى جانب إشبيليه وسبارتاك موسكو وماريبور. وقد نجح الفريق في انتزاع صدارة المجموعة، بالاعتماد على القوة الهجومية الضاربة، برغم المشاكل الدفاعية التي عانى منها عند انطلاقة الموسم.

خلال الميركاتو الشتوي غادر فيليبي كوتينيو الفريق، وكان التحدي كبيرًا أمام يورغون كلوب من أجل إيجاد التوازن في الفريق. تطور أداء ليفربول هجومياً أكثر فأكثر بقيادة النجم محمد صلاح الذي يقدم مستوى مدهشًا رفقة رفيقيه في خط الهجوم، والمتألقين بشدة بدورهما، السنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو.

محمد صلاح يقدم مستوى مدهشًا رفقة رفيقيه في خط الهجوم ساديو ماني وروبرتو فيرمينو

في الدور الثاني اكتسح ليفربول منافسه بورتو البرتغالي على أرضه في الدراغاو في مباراة الذهاب 5-0، وفي ربع النهائي فاز الفريق على مانشستر، واحد من أكبر المرشحين للظفر باللقب، ذهابًا وإيابًا بمجموع 5-1. يمتلك ليفربول أقوى خط هجوم في المسابقة، كما أن أداء خط دفاعه تحسّن بشكل واضح في جميع المسابقات. يذكر أيضًا أن ليفربول هو الفريق الوحيد في المسابقة الذي لم يتلق أية هزيمة حتى الآن. 

اقرأ/ي أيضًا:محمد صلاح.. العقلية التي أنتجت نجمًا

بالعودة إلى مباراة أمسية الثلاثاء، فإن روما سيدخل إلى مباراة الذهاب متسلحًا بالدفع المعنوي الكبير الذي حصل عليه لاعبوه بعد مباراة برشلونة قبل أسبوعين، وسيعتمد المدرب دي فرانشيسكي على القوة البدنية للاعبي خط وسطه الذين نجحوا بإقفال الملعب في وجه العديد من الفرق الكبيرة هذا العام كبرشلونة وتشيلسي. وقد يلجأ المدرب مرة أخرى إلى تشكيلة "3-5-2" التي آتت أكلها، بهدف الحد من خطورة هجوم ليفربول المرعب. بينما سيحاول هجومه بقيادة المتألق إدين دجيكو، اقتناص أهداف في الأنفيلد، مما قد يعطيه بيارق أمل للعبور إلى المباراة النهائية.

قلة قليلة هي من توقعت عند بداية الموسم وصول الفريقين إلى هذا الدور المتقدم

من جهته، سيحاول ليفربول الاستفادة من هجومه الضارب والعمل على تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف لتسهيل مأموريتهم في لقاء العودة، في الأولمبيكو في روما. في الوقت الذي سيعمل خط الدفاع ومن خلفه الحارس كاريوس، المتألق في المباريات الأخيرة، على الذود عن مناطقهم وتجنب تلقي أهداف. كما أن درس برشلونة سيكون ماثلًا أمام أعين رجال يورغن كلوب، وهم يدركون أن هوية المتأهل لن تُكشف إلا في مباراة الإياب، وأن أي تراخٍ أو استهتار سيكلف الفريق بطاقة العبور إلى النهائي الحلم.

يذكر أن آخر نهائي لعبه ليفربول كان في 2007 عندما خسر أمام ميلان 2-1، بعد أن كان ليفربول هزم ميلان بالذات في نهائي اسطنبول الشهير والمجنون، تحت قيادة رافا بينيتيز، ليتوج بلقبه الخامس في المسابقة.

لا بد من الإشارة  إلى أن المباراة ستشكّل محطة خاصة لمحمد صلاح، المتوج بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي قبل أيام على اعتبار أنه سيواجه فريقه السابق روما، الفريق الذي تطور معه الفرعون المصري بشكل واضح، ليصل إلى قمة مستواه تحت قيادة يورغن كلوب في ليفربول.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الأخطاء التحكيمية.. سمة دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة

محمد صلاح.. طريق المجد فينا