23-مايو-2024
الساعات الذكية خطرًا على الصحة

الساعات الذكية قد تحمل بعض المخاطر  المحتملة على الصحة

في عصر التكنولوجيا المتقدمة أصبحت الساعات الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث توفر مجموعة واسعة من الميزات التي تسهل الحياة وتساعد في تحسين الصحة واللياقة البدنية. ومع ذلك على الرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها هذه الأجهزة، هنالك جوانب سلبية لا يمكن تجاهلها فقد تحمل الساعات الذكية مخاطر محتملة على الصحة قد لا تكون ظاهرة للوهلة الأولى.

في هذا المقال سنستكشف كيف يمكن أن تشكل الساعات الذكية خطرًا على الصحة من خلال تسليط الضوء على تأثيراتها الفيزيولوجية والنفسية المحتملة، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالخصوصية والأمان. ومن خلال فهم هذه المخاطر يمكننا اتخاذ خطوات أكثر وعيًا لاستخدام التكنولوجيا بشكلٍ صحي وآمن.

قد يرتبط التعرض المطول للإشعاعات الصادرة عن الساعات الذكية ببعض المشاكل الصحية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية ويحملون أجهزة إلكترونية مزروعة في القلب (CIEDs).

 

كيف يمكن أن تشكل الساعات الذكية خطرًا على الصحة؟

تشير دراسات علمية إلى أن الساعات الذكية قد تشكل خطرًا على الصحة بعدة طرق ولعدة أسباب نذكر منها ما يأتي:

  1. تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي: تصدر الساعات الذكية إشعاعات كهرومغناطيسية من خلال الاتصالات اللاسلكية مثل البلوتوث والواي فاي، وقد أظهرت بعض الدراسات أن التعرض المطول لهذه الإشعاعات قد يرتبط ببعض المشاكل الصحية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية ويحملون أجهزة إلكترونية قابلة للزرع في القلب (CIEDs). فوفقًا لدراسة أجراها باحثون في أحد مختبرات جامعة كاليفورنيا فإن تقنية الاستشعار في هذه الأجهزة يمكن أن تتداخل مع الأجهزة القلبية الكهرومغناطيسية (CIEDs)، مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك نوبة قلبية.

 

  1. التأثير على النوم: يمكن أن تؤثر الساعات الذكية على نوعية النوم، حيث أظهرت الدراسات أن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في النوم وقلة جودته. فعلى سبيل المثال أجريت دراسة نُشرت في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences" عام 2015، وجدت أن تعرض الأفراد للضوء الأزرق الذي ينبعث من الشاشات الإلكترونية قبل النوم يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد في النوم. كما تشير دراساتٍ أخرى إلى أن استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى يمكن أن يزيد من الاستيقاظ في منتصف الليل ويقلل من جودة النوم العميق. وبشكل عام يُنصح بتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم أو على الأقل تقليل الاستخدام في الساعات القليلة قبل الذهاب إلى الفراش، وذلك للمساعدة في الحفاظ على نوم صحي وجودة نوم جيدة.

 

  1. زيادة نسبة الإصابة بالسرطان: نشرت دراسة من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهي هيئة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، كشفت عن احتمالية أن تكون الهواتف المحمولة والساعات الذكية مُسببة للسرطان بسبب الأشعة الصادرة عنها، وأن لها الضرر نفسه الناتج عن الكيماويات التي تستخدم في التنظيف الجاف والمبيدات الحشرية. كما أشارت الدراسة إلى أن التحدث في الهاتف أوالتحدث من خلال الساعة الذكية لفتراتٍ طويلة قد يزيد بثلاث مرات من خطر الإصابة بأحد أنواع سرطان الدماغ. وبالرغم من أن هنالك بعض الدراسات التي أظهرت نتائج متضاربة، إلا أن هذه الدراسة تُعتبر من بين الدراسات الأكثر تأكيداً والأقل تحيزاً. ومع ذلك هنالك توصيات بإجراء مزيد من الأبحاث قبل تحديد تأثير الهواتف المحمولة على الصحة. ويجب مواصلة دراسة هذا الموضوع بشكلٍ متكامل ومستمر لفهم الآثار الصحية للاستخدام المفرط للتكنولوجيا اللاسلكية.

قد تؤثر الإشعاعات الضوئية المنبعثة من شاشات الساعات الذكية على العينين، مما يزيد من تعب وجهد العينين، ويسبب اضطرابات في الرؤية على المدى الطويل.

 

  1. تأثيرات على الرؤية: قد تؤثر الإشعاعات الضوئية المنبعثة من شاشات الساعات الذكية على العينين، مما يزيد من تعب وجهد العينين، ويسبب اضطرابات في الرؤية على المدى الطويل. وهذا ما أكدته العديد من الدراسات، ومنها دراسة نُشرت في مجلة Scientific Reports عام 2018، وجدت أن تعرض العينين للإشعاعات الضوئية من شاشات الهواتف الذكية أو الساعات قبل النوم قد يؤدي إلى تغييرات في هيكل العين وزيادة في ضعف الرؤية على المدى الطويل. وبالإضافة إلى ذلك يشير البعض إلى أن الإشعاعات الضوئية الزرقاء التي تنبعث من الشاشات الإلكترونية، بما في ذلك شاشات الساعات الذكية،قد تزيد من مخاطر التعب على العينين، لذلك يُنصح بتقليل الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام شاشات الأجهزة الذكية قبل النوم، ويُشجع على استخدام مرشحات زرقاء على الشاشات أو تنشيط الوضع الليلي للحد من تأثير الإشعاعات الضوئية الضارة على العينين وعلى النوم.

 

  1. التأثير على الانتباه والتركيز: هنالك بعض الدراسات والبحوث التي تشير إلى أن التشتت المستمر للانتباه بسبب الإشعارات والرسائل الواردة من الهواتف والساعات المحمولة والأجهزة الذكية الأخرى يمكن أن يؤثر على القدرة على التركيز والأداء اليومي. ومنها دراسة أجريت في جامعة فلوريدا الأطلسية في عام 2018، أظهرت أن التشتت المستمر للانتباه بسبب استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يؤدي إلى تقليل القدرة على التركيز والأداء العام في المهام. كما أشارت دراسة نُشرت في مجلة "الاتصالات الرقمية والتطبيقية" في عام 2015 إلى أن الإشعارات المستمرة من الهواتف المحمولة يمكن أن تؤثر على القدرة على التركيز والأداء في المهام المهنية والأكاديمية.

 

  1. تأثيرات الصحة النفسية: قد تسبب مواقع الساعات الذكية وتطبيقاتها في تأثيرات سلبية على الصحة النفسية يمكن أن تشمل عدة مظاهر تؤثر سلبًا على العقل والعواطف للأفراد، وهذا ما أكدته دراسة في المجلة العلمية  Science Direct من قبل الأستاذة والمديرة الطبية لطب الإدمان في كلية الطب بجامعة ستانفورد آنا لمبيكي، ومن هذه التأثيرات ما يأتي:
  • زيادة في مستويات القلق والتوتر: يمكن للساعات الذكية وتطبيقاتها إحداث زيادة في مستويات القلق والتوتر للمستخدمين، وذلك نتيجة لتلقي الإشعارات المستمرة، والضغط بهدف تحقيق أهداف محددة مثل اللياقة البدنية، والخضوع للمعايير والتقييمات المستمرة.
  • تقليل الراحة النفسية: يمكن أن تسبب مواقع الساعات الذكية وتطبيقاتها تقليلًا في الراحة النفسية للأفراد، حيث يمكن أن تثير هذه الأدوات أفكارًا سلبية وسواسية بشأن الصحة واللياقة البدنية، مما يؤثر على الشعور بالرضا عن النفس والسعادة العامة.
  • تأثيرات على اضطرابات الأكل: يمكن للساعات الذكية وتطبيقاتها أن تسهم في تفاقم أعراض اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية أو الأكل الزائد، حيث تزيد من الضغوط النفسية المرتبطة بالمظهر الجسدي والأهداف الغذائية.
  •  قد يؤدي الاعتماد الزائد على الساعات الذكية إلى الإدمان على التكنولوجيا، مما يسبب في ظهور مشاكل نفسية واجتماعية للأفراد أيضًا.

 

  1. زيادة الإصابة ببعض الأمراض المعوية الناتجة عن البكتيريا الموجودة في أربطتها البلاستيكية: توضح دراسة جديدة نشرها موقع ساينس أليرت بالتعاون مع باحثون من كلية تشارلز إي شميدت للعلوم بجامعة فلوريدا أتلانتيك أن الساعات الذكية التي أصبحت جزءًا لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا اليومية قد تكون مليئة بالبكتيريا الضارة، مما يشكل خطرًا على صحتنا. وأظهرت الدراسة أن 95% من 20 سوارًا مختلفًا للساعات الذكية كانت ملوثة ببكتيريا مسببة للأمراض. وقد قام فريق البحث من جامعة فلوريدا أتلانتيك باختبار الأنواع المسببة للأمراض مثل المكورات العنقودية و الإشريكية القولونية، ووجدوا أن الأربطة المطاطية والبلاستيكية تحتوي على أكبر عدد من البكتيريا مقارنة بالأربطة المعدنية مثل الذهب والفضة التي كانت تقريبًا خالية من البكتيريا. وتشير هذه النتائج إلى أن استخدام الساعات الذكية قد يزيد من خطر التعرض للبكتيريا الضارة والإصابة بالأمراض.

 

في ختام هذا المقال نجد أنه قد تم تقديم نظرةً شاملة حول كيفية أن تشكل الساعات الذكية خطرًا على الصحة. وتناولنا التأثيرات الفيزيولوجية للإشعاعات الكهرومغناطيسية والمخاطر النفسية المرتبطة بالاستخدام المفرط والتتبع المستمر، وغيرها، ومن خلال فهم هذه المخاطر والتوعية بها يمكننا اتخاذ خطوات أكثر وعيًا لاستخدام التكنولوجيا بشكلٍ صحي وآمن، مما يتيح لنا الاستفادة من فوائد الساعات الذكية مع تقليل التأثيرات السلبية المحتملة على صحتنا.