23-أغسطس-2023
gettyimages

تسعى القمة إلى مناقشة إمكانية إيجاد عملة جديدة موحدة (Getty)

افتتحت في مدينة جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا، أمس الثلاثاء، أعمال القمة الـ15 للمجموعة الاقتصادية "بريكس"، تحت شعار "بريكس وأفريقيا"، وتمتد إلى الخميس، وسط توقعات بتناول عدة ملفات على رأسها إطلاق عملة موحدة، وتوسيع عضوية المجموعة، وتعزيز مشاريع الاستثمار في أفريقيا.

ودعي لحضور القمة، 69 دولة، من بينها جميع الدول الأفريقية، وعدد كبير من دول أمريكا اللاتينية وشرق آسيا.

لم يحضر القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستهدف بمذكرة توقيف دولية من محكمة الجنايات الدولية

وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء المدينة، حيث تستضيف المدينة عددًا من زعماء العالم، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى جانب نحو 50 رئيسًا.

ولم يحضر القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستهدف بمذكرة توقيف دولية من محكمة الجنايات الدولية، على خلفية الاشتباه بارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا، وقد أوفد  وزير الخارجية سيرغي لافروف كممثل عن روسيا في القمة.

بودكاست مسموعة

وتكتسب القمة أهمية خاصة في ظل الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، والصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، إذ ترفع الدول الأعضاء بالمجموعة شعارات تدعو إلى "عالم أكثر توازنًا وأمنًا، لإنهاء عصر القطب الواحد".

وتمثل بريكس الآن 23% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و42% من سكان العالم، وأكثر من 16% من التجارة العالمية.

قمة لرسم الخطوط العريضة 

وافتتح أعمال القمة، الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، حيث تناول في كلمته الافتتاحية، ما وصلت إليه اقتصادات دول المجموعة، ورسم الخطوط العريضة لتطوير العلاقات المستقبلية، بين دول مجموعة بريكس.

وأشار رامافوزا، إلى أن "تحقيق الرفاهية الاقتصادية لشعوب الدول الأعضاء يمثل الهدف الأكبر لهذا التكتل، عبر توسيع رقعة الاستثمارات في اقتصاداتنا"، وأضاف "هناك نمو في استثمارات الأعضاء داخل دول التكتل".

وأكد الرئيس الجنوب أفريقي، أن "دول القارة الأفريقية مطالبة فورًا بالتوقف عن تصدير الثروات إلى الخارج بحالتها الخام، المطلوب هو تصدير المنتجات النهائية للأسواق العالمية".

وتابع: "الطاقة المتجددة، والبنى التحتية، والاتصالات، والرقمنة والتكنولوجيا، والإنشاءات، والنقل، تعتبر مشاريع ذات قيمة مضافة مرتفعة في أفريقيا".

getty

التخلي عن الدولار قرار لا عودة عنه

بدوره، القى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلمة مسجلة، إلى القمة، قال فيها إن "روسيا لا تزال مورد غذاء لأفريقيا يمكن التعويل عليه، وستظل كذلك"، مشددًا في الوقت نفسه على أن "روسيا مستعدة للعودة إلى اتفاق الحبوب، ولكن عند الإيفاء بطلباتها التي قدمتها"، مشيرًا إلى أنه تم فرض عقوبات على بلاده، و"إعاقة تصدير الحبوب والأسمدة عن عمد، ومع ذلك لا تلام روسيا على الأزمة بالسوق العالمية"، وفق تعبيره.

وأوضح بوتين أن "روسيا قادرة على تعويض صادرات الحبوب الأوكرانية في ظل الإنتاج الجيد لهذا العام"، وأكد الرئيس الروسي، أن مجموعة بريكس "تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم"، وأضاف "نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا بعضًا، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا، وهو مسار موجه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي.. ما يسمى الأغلبية العالمية".

وتحدث بوتين عن تقلبات في الأسواق المالية والطاقة، وغيرها من الأسواق، مشيرًا إلى أن القرار بالتخلي عن الدولار في التعاملات التجارية العالمية، عملية لا رجعة فيها. 

وتشكك تقديرات عدة، في قدرة التخلي عن الدولار، باعتباره العملة الأبرز في عمليات التبادل التجاري.

بحث توسيع المجموعة

هذا وسيتصدر جدول أعمال اجتماع القمة الرئيسي، الذي سيعقد اليوم الأربعاء في منطقة ساندتون المالية في جوهانسبورغ، الطلبات التي تقدمت بها أكثر من 20 دولة للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية، بحسب ما صرح به مسؤولين من جنوب أفريقيا، في حين أعربت أكثر من 40 دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى بريكس. 

وسيتعين على دول المجموعة الاقتصادية الاتفاق على معايير الأعضاء الجدد قبل قبول أي دولة، ولكن ينظر إلى توسيع عضوية المجموعة باعتبارها سياسة تدفع بها كل من روسيا، والصين، وسط تدهور علاقاتهما مع دول الغرب، في وقت تعارض الهند هذا الاتجاه. 

وكان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قد أعلن تأييد بلاده لانضمام الأرجنتين إلى بريكس، مؤكدًا أن "هذه الخطوة هامة جدًا".

وفي نفس الوقت، شدد الرئيس البرازيلي على أن "هدف بريكس ليس تحدي التحالفات الدولية الأخرى، مثل مجموعة السبع أو مجموعة الـ20، ولا تحدي الولايات المتحدة".

getty

تعاون صيني جنوب أفريقي

هذا، وقبل انعقاد القمة، جرى لقاء جمع الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، مع نظيره الصيني تشي جين بينغ، في العاصمة بريتوريا،  بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة العامة الصينية "CGTN".

وقال الرئيس الصيني: "اليوم وبينما نقف عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، فإن تعميق التعاون وتعزيز التنسيق يشكل التطلعات المشتركة لبلدينا والمهام الجليلة الملقاة على عاتقنا"، وأضاف أن "مفتاح العلاقات الجيدة بين الصين وجنوب أفريقيا وصداقتهما العميقة يكمن في حقيقة أن البلدين يتقاسمان السراء والضراء على مسارات التنمية الخاصة بكل منهما".

وأكد شي أنه "مستعد للعمل مع رامافوزا لدفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وجنوب أفريقيا إلى مستوى جديد".

من جانبه، قال الرئيس الجنوب أفريقي: "اليوم باعتبارنا أصدقاء وشركاء في بريكس، نقف معًا في هدفنا المشترك وسعينا لعالم أفضل وأكثر إنصافًا يطلق العنان لإمكانات جميع سكان العالم".

وغاب الزعيم الصيني شي جين بينغ بشكل غير متوقع، عن خطابه المقرر في بريكس يوم الثلاثاء.

ووصل شي إلى جوهانسبرغ لحضور قمة البريكس مساء الإثنين في ثاني رحلة دولية له هذا العام، بعد زيارته لموسكو في مارس. وكان في استقباله على مدرج المطار رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا.

زكي وزكية الصناعي

ووفقًا لجدول القمة، كان من المتوقع أن يحضر شي المنتدى ويلقي تصريحات مع زعماء آخرين يوم الثلاثاء. لكن بدلًا من ذلك قرأ وزير التجارة وانغ وينتاو خطابه.

وحضر شي في وقت لاحق عشاء القمة، ولكن لم يتم ذكر سبب لعدم حضور الخطاب.

سيتعين على دول المجموعة الاقتصادية الاتفاق على معايير الأعضاء الجدد قبل قبول أي دولة

بريكس ليست منافسًا

وفي ردود الفعل الدولية على القمة، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن بلاده "لا ترى أن المجموعة يمكن أن تتطور إلى نوع ما من المنافس الجيوسياسي أو شيء من هذا القبيل". 

وأضاف في إفادة صحفية: "هذه مجموعة متنوعة من الدول.. لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".