15-أغسطس-2023
gettyimages

القمة التي سيغيب عنها الرئيس الروسي، قد تكون الأبرز في قمم مجموعة بريكس (ألترا صوت)

من المقرر أن تعقد مجموعة بريكس، أحد أهم المجموعات الاقتصادية في العالم، قمتها القادمة في عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبرغ، خلال أيام 22 و 23 آب/أغسطس 2023.

ودعت جنوب أفريقيا، عدة دول لحضور القمة، من خارج أعضاء المجموعة، سواء من دول آسيا أو أفريقيا أو أمريكا اللاتينية، وقدر عدد الدول المتوقع حضورها بـ69.

تأتي القمة المقبلة، وسط تداعيات كبيرة يشهدها العالم من ناحية سياسية أو اقتصادية، ومن المتوقع أن يكون موضوع إطلاق عملة موحدة بين دول بريكس، الأبرز على أجندة أعمال القمة

وتأتي القمة المقبلة، وسط تداعيات كبيرة يشهدها العالم من ناحية سياسية أو اقتصادية، ومن المتوقع أن يكون موضوع إطلاق عملة موحدة بين دول بريكس، الأبرز على أجندة أعمال القمة.

وتهدف هذه الخطوة إلى الحد من هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة الدولية، وتدفع  كل من روسيا، والصين، وجنوب أفريقيا، والبرازيل بقوة في هذا الاتجاه، لكن تحفظ الهند، وموقفها غير المعلن من هذه الخطوة يضفي تعقيدًا إلى المناقشات المزمع عقدها في القمة.

وفي هذا الإطار، تناول موقع "Modern Diplomacy" الأمريكي، في تقرير الأهمية الجيوسياسية للقمة، وموضوع سيطرة الدولار الأمريكي على كافة المعاملات التجارية العالمية، وهو ما وفر للولايات المتحدة الامريكية نفوذًا اقتصاديًا وجيوسياسيًا لا حدود له.

ويشير الموقع، إلى أن الولايات المتحدة ولعقود من الزمن، استخدمت الدولار والاقتصاد كأدوات لإكراه خصومها والضغط عليهم، وكان فرض العقوبات الاقتصادية ضد منافسيها، أداة معروفة لتحقيق أهدافها السياسية. 

بودكاست مسموعة

وكانت الدول النامية أكبر الضحايا هذه  السياسة الأمريكية، ما خلق  شعورًا متزايدًا ضد هيمنة الولايات المتحدة وتفوقها، والضغط على حكومات هذه الدول، ما دفع العديد من الدول أو القادة في الماضي  لتبني موقفًا مضادًا  للهيمنة الأمريكية بواسطة الدولار. لكن  الولايات المتحدة استطاعت أن تتجاهلهم، وكان أسوأ الضحايا هذه السياسة: العراق، وليبيا، وبعض الدول في أمريكا اللاتينية. 

القوة الاقتصادية لدول بريكس

ومن هنا جاءت فكرة إطلاق عملة موحدة لدول بريكس، أو إلغاء التعامل بالدولار لتغيير الوضع السائد، ومن  المحتمل أن يكون الدفع في هذا الاتجاه، مرتبطًا في التقليل من النفوذ والقوة الأمريكية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهيمنة الدولار.

وبحسب "Modern Diplomacy"، فإن مجموعة بريكس، هى تحالف قوي، ويلعب مجموعة من الأدوار الواسعة في التجارة والاستثمارات العالمية، وقبل كل شيء، هى خارج النفوذ الأمريكي، ويبدو أن المجموعة في وضع يمكنها من التأثير في الاقتصاد العالمي بشكل إجمالي. 

وتمثل خطوة التخلي عن الدولار، تعبيرًا عن استياء متزايد من هيمنته العالمية، ودفعًا نحو تفوق شرق العالم.

اقرأ/ي: الحسم قريبًا.. هذا جديد طلب الجزائر الانضمام لمنظمة "بريكس"

الموقف من التخلي عن الدولار

بالنسبة لروسيا، فقد أعلنت، من خلال مستويات مسؤولة في الدولة، عن دعم فكرة إطلاق عملة موحدة لدول بريكس. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن "دول بريكس تمتلك قوة اقتصادية كبيرة، ومن المنطقي استكشاف بدائل للنظام المالي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار"، وأضاف "يمكن للعملة المشتركة أن تعزز التعاون الاقتصادي بين دولنا، وتسهم في نظام عالمي أكثر توازنًا".

من جانبها، ألقت الصين، بثقلها وراء فكرة إطلاق عملة موحدة، بصفتها لاعبًا اقتصاديًا رئيسيًا على الصعيد العالمي، وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أنه "يجب على دول بريكس تجميع مواردها لتحدي الهيكل المالي الحالي"، وأضاف "لدينا البراعة الاقتصادية لإنشاء عملة بديلة من شأنها أن تعزز التعددية القطبية في الاقتصاد العالمي، وتحد من الهيمنة الأحادية". 

وتعتبر الصين قوة اقتصادية كبرى، وتمتلك حصة كبيرة في الاقتصاد العالمي، ولها القدرة على تحدي أي هيمنة عالمية، حيث لدى الصين أكبر احتياطي بالدولار، لكنها اختارت التحرك بشكل موحد مع دول بريكس، ودول أخرى. 

بدورها، تدعم البرازيل، إيجاد بديل للنظام المالي الذي يعتمد على الدولار. وأعرب الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، عن ذلك قائلًا: "إن شراكتنا مع دول بريكس توفر فرصة لتحدي المعايير الحالية التي تفضل عملة موحدة بشكل غير متناسب"، وأضاف "يمكن لعملة مشتركة أن تعزز التعاون الاقتصادي وتضمن تمثيلًا أكثر عدلًا لقوتنا الجماعية".

أما سفير جنوب أفريقيا لدى بريكس، أنيل سوكلال، فقد كشف حصريًا لموقع "Watcher Guru"، أن "مجموعة بريكس ستناقش استخدام العملات المحلية في المعاملات عبر الحدود"، وأضاف أن "المجموعة المكونة من خمس دول ستطرح عملاتها المحلية في التبادلات التجارية وليس الدولار الأمريكي"، وتابع: "استخدام العملات المحلية سيعزز الاقتصاد المحلي، الذي لن يعتمد على الدول الغربية"، وأشار سوكلال إلى أن "قرار التخلي عن الدولار الأمريكي في التجارة العالمية قد يتخذ في القمة المقبلة".

موقف الهند

ويشير "Modern Diplomacy"، إلى أن موقف الهند بشأن مبادرة إطلاق عملة موحدة اتسم بالحذر، حيث صرح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قائلًا: "في حين أن فكرة العملة الموحدة لدول بريكس مثيرة للاهتمام، يجب علينا إجراء تقييم شامل لتداعياتها على اقتصادنا. أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تعطي الأولوية لمصالحنا الوطنية واستقرارنا". 

زكي وزكية الصناعي

والجدير بالذكر، أن الهند تتبع نهجًا "غير عقلاني" في سياستها الخارجية ومتضارب في بعض الأحيان، وذلك نظرًا لخلافات الهند مع كافة جيرانها المباشرين، بما في ذلك بنغلاديش وبوتان والصين وجزر المالديف وميانمار وباكستان وسريلانكا ونيبال .

ومع ذلك، تجمع التناقضات في التحالفات الإقليمية، فهي عضو في منظمة شنغهاي للتعاون، ومبادرة الحزام والطريق، بينما تحاول أن تكون قريبة من الولايات المتحدة وتحالفاتها مثل الحوار الأمني الرباعي "كواد" وغيره. 

ومثلما كانت الهند تلعب دورًا سلبيًا في منظمة شنغهاي للتعاون، ومبادرة الحزام والطريق، تحاول الآن خلق المشاكل والانقسام في دول بريكس، بحسب ما يقول الموقع الأمريكي. 

هل سيتم توسيع عضوية مجموعة بريكس؟

أعلنت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، الأحد، أن 23 دولة تقدمت بطلبات للانضمام إلى مجموعة بريكس، من بينها 8 دول عربية، على أن يُناقش ذلك في القمة المرتقبة الشهر الجاري، حسب ما جاء  وكالة 'الأناضول".

قالت باندور خلال مؤتمر صحفي: "سيبحث زعماء بلدان المجموعة أثناء القمة مسألة توسيع المنظمة، وجنوب أفريقيا أصبحت أول دولة انضمت إلى المنظمة بعد تأسيسها"

وقالت باندور خلال مؤتمر صحفي: "سيبحث زعماء بلدان المجموعة أثناء القمة مسألة توسيع المنظمة، وجنوب أفريقيا أصبحت أول دولة تم انضمامها إلى المنظمة بعد تأسيسها"، وأضافت "ستجري جنوب أفريقيا بصفتها رئيسًا لـبريكس، محادثات في القمة حول نموذج التوسيع ومبادئه ومعاييره، نتحرك تدريجيًا نحو توافق على مسائل توسيع بريكس، ونأمل بالتوصل إليه في القمة".

ونشرت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا قائمة الدول التي تقدمت بطلبات رسمية للانضمام إلى المنظمة، وهي: الجزائر، والبحرين، ومصر، والكويت، والمغرب، وفلسطين، والسعودية، والإمارات. بالإضافة لبنغلاديش، وإيران، وكازاخستان، ونيجيريا، والسنغال وإثيوبيا، وبيلاروسيا، وبوليفيا، والأرجنتين، وفنزويلا، وفيتنام، وكوبا، وهندوراس، وإندونيسيا، وتايلاند.