03-فبراير-2023
gettyimages

سيركز اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي على دعم كييف وفرض العقوبات على موسكو (Getty)

سيجتمع قادة الاتحاد الأوروبي، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، اليوم الجمعة، وسيكون على جدول الأعمال، زيادة العقوبات على روسيا، والدعم العسكري لأوكرانيا، ولكنها لن تلبي كل طموحات كييف، وخاصةً في ملف انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي من خلال مسار سريع.

من المقرر أن تجتمع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، مع زيلينسكي في كييف يوم الجمعة لإجراء محادثات واسعة النطاق بشأن الحرب

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الخميس "روسيا تدفع ثمنا باهظًا، حيث إن عقوباتنا تقوض اقتصادها وتعيده إلى الوراء جيلاً كاملاً، وبحلول 24 شباط/ فبراير، نهدف إلى تطبيق الحزمة العاشرة من العقوبات". كما تعهد الاتحاد الأوروبي بمضاعفة برنامج المساعدات العسكرية لأوكرانيا من خلال تدريب 15000 جندي إضافي.

getty

ومن المقرر أن تجتمع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، مع زيلينسكي في كييف يوم الجمعة لإجراء محادثات واسعة النطاق بشأن الحرب، والمزيد من العقوبات على روسيا ودمج أوكرانيا في السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي.

وفي السر، سيعمل قادة الاتحاد الأوروبي على تهدئة توقعات أوكرانيا بشأن عضوية سريعة المسار في الاتحاد الأوروبي، وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي: "لا يوجد مسار سريع"، مضيفًا أنه "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي". متابعًا القول: "الطريق أمام أي بلد مرشح طويل، أوكرانيا ليست استثناء هنا".

ميدانيًا، تشدد القوات الروسية الخناق أكثر على مقاطعة باخموت التي تشهد معارك ضارية منذ عدة أشهر، حيث أفادت وزارة الدفاع الروسية أمس الخميس أن قواتها سيطرت على مناطق تقع شمال مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، وتزامنت هذه التطورات مع تصريحات جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ندد فيها بمحاولات أطراف لم يسمّها  بدفع برلين إلى مواجهة موسكو.

وفي مستجدات التطورات الميدانية أعلن بيان للجيش الروسي أنه تمكن من إلحاق الهزيمة بالجيش الأوكراني "في أنحاء بلدة فاسيليفكا بمقاطعة دونيتسك الواقعة إلى الشمال من مدينة باخموت"، وبذلك يكون الجيش الروسي والقوات الداعمة له قد قطع مرحلةً جديدةً في تطويق باخموت، علمًا بأن سلطات دونيتسك الانفصالية سبق وأن أعلنت من قبل عن تطويق كامل لباخموت، لكن زعيم مليشيا فاغنر يفغيني بريغوجين نفى ذلك.

وبحسب مصادر أوكرانية، فقد قصفت روسيا إقليم خيرسون 65 مرة بالمدفعية، الليل الماضية، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات على مدينة خاركيف. كما قصفت أوكرانيا  منطقة دونيتسك.

getty

أوكرانيًا، أكّد بيان للجيش الأوكراني صدر أمس الخميس أيضًا أن مدينة "باخموت و10 بلدات وقرى حولها تعرضت لنيران روسية"، دون الكشف عن الأضرار التي سببها ذلك القصف، وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدا متشائمًا في تقييمه للأوضاع على ساحة المعركة في خطابه، أمس الخميس، بسبب مواصلة روسيا  تحقيق "مكاسب إضافية شرقي البلاد مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب التي انطلقت 24 شباط/فبراير 2022".

وقال زيلينكسي في خطابه: "لوحظت زيادة واضحة في العمليات الهجومية للمحتلين على الجبهة في شرق بلادنا، وأصبح الوضع أكثر صعوبة"، متابعًا القول: "العدو يحاول تحقيق شيء الآن على الأقل ليثبت أن روسيا لديها بعض الفرص في ذكرى الغزو".

وعلى صلة بحلول الذكرى الأولى للحرب على أوكرانيا بعد أسبوعين من الآن قالت نقلت وكالة رويترز عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قولها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف أمس الخميس إن الاتحاد الأوروبي "يعتزم فرض حزمة عاشرة من العقوبات على روسيا"، مرجحةً أن تخسر موسكو "نحو 160 مليون يورو يوميًا"، جراء تحديد سقف لسعر نفطها.

يشار إلى أن السلطات الأوكرانية وعدة أجهزة استخباراتية غربية حذرت  من استعداد روسيا وحشدها "لشن هجوم واسع في الذكرى الأولى للحرب"، وفي هذا الصدد قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف "تقديراتنا تشير إلى أن روسيا استدعت نحو 500 ألف من جنود الاحتياط"، فيما حذّر رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي من أن الكريملن "يخطط لشن هجوم جديد على محورين أو ثلاثة، وقد يهاجم كييف مرة أخرى".

بوتين يلوح بالنازية

على الجانب الروسي استغل الرئيس فلاديمير بوتين الذكرى الثمانين للنصر في معركة خلال الحرب العالمية الثانية ستالينغراد ليوجه رسائل سياسية، خاصة إلى ألمانيا التي وافقت مؤخرًا على إرسال دبابات وأسلحة إلى كييف، فقد تعهد بوتين بمجابهة ما سمّاه العدوان الغربي الجديد على بلاده قائلا إن "النازية في شكلها الحديث تهدد بلادنا وعلينا التصدي لها مجدد  في ثوب العدوان الغرب الجماعي".

getty

وركّز بوتين حديثه على إمداد أوكرانيا بدبابات ليوبارد الألمانية قائلًا: "بعد 80 عامًا تعود إلينا الدبابات الألمانية مجددًا"، في تلميح إلى غزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفيتي، معتبرًا أن من "يدفعون ألمانيا إلى حرب مع روسيا لا يدركون أن الحرب ستكون مختلفة وأننا قادرون على الرد".

وتعتبر تصريحات بوتين امتدادًا لتصريحات سابقة أعلنها الكرملين بشأن إمداد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة المتطورة، حيث أكد بيان سابق للكرملين أن روسيا "ستستخدم كل قدراتها للرد على تسليح الغرب لأوكرانيا خلال العملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها".

قال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي: "لا يوجد مسار سريع"، مضيفًا أنه "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي"

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، صباح الجمعة، "دونباس ليست محمية بالكامل حتى الآن، لذلك ستستمر العملية العسكرية الخاصة". مضيفًا "في الواقع، يجب علينا حماية الناس الذين يعيشون هناك، وسوف نستمر حتى يتحقق هذا الهدف بالكامل".