08-أبريل-2023
getty

رئيس صربيا اجتمع في صرب كوسوفو يوم أمس في بلغراد (Getty)

يعود التوتر للتصاعد مع جديد في شمال كوسوفو، وذلك على خلفية رفض صرب كوسوفو المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة، رغم نهاية أشهر من التوتر، وتقدم المفاوضات بين صربيا وكوسوفو برعاية الاتحاد الأوروبي. 

وصرح الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، أمس الجمعة إن الصرب في شمال كوسوفو لن يشاركوا في الانتخابات المحلية المقرر عقدها في وقت لاحق من هذا الشهر، وهى خطوة من المرجح أن تفاقم الخلافات مع السلطات الحاكمة في بريشتينا.

يعود التوتر للتصاعد مع جديد في شمال كوسوفو، وذلك على خلفية رفض صرب كوسوفو المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة

ولا تعترف أربع بلديات متاخمة لصربيا من الشمال بالسلطات في بريشتينا، وتعتبر بلغراد عاصمة لها. منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، بدأت حركة استقالة من الوظائف الإدارية والقضاة ورجال الشرطة بشكلٍ جماعي، احتجاجًا على خطة للحكومة الكوسوفية لمنع استخدام لوحات ترقيم صربية للسيارات واستبدالها بأخرى صادرة من كوسوفو. وتم تأجيل انتخابات الهيئات البلدية في كانون الأول/ ديسمبر 2022 بعد أن أغلق صرب كوسوفو الطرق والمعابر الحدودية.

ويرغب الصرب في شمال كوسوفو، بما في ذلك حزب القائمة الصربية المدعوم من بلغراد، إنشاء اتحاد لبلديات صرب كوسوفو قبل مشاركتهم في التصويت.

أصوات من تحت الركام

وقال الرئيس الصربي بعد اجتماعه مع ممثلين عن صرب شمال كوسوفو، "اتفقنا على مواصلة العمل معًا حتى نتمكن من إصدار بيان مشترك حول الانتخابات التي كان من المقرر عقدها في 23 نيسان/ أبريل القادم، والتي لن يشارك فيها صربسكا ليستا"، في إشارة للقائمة الصربية المدعومة من بلغراد.

وأضاف أن إنشاء مثل هذا الاتحاد هو عنصر أساسي في الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين الاتحاد الأوروبي وصربيا وكوسوفو، والذي يهدف إلى تطبيع العلاقات بين بلغراد وبريشتينا.

من جهته، دعا رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، مرارًا وتكرارًا صرب شمال كوسوفو إلى المشاركة في الانتخابات المحلية.

وقال كورتي للنواب يوم الخميس،  "حق الجالية الصربية في التصويت بحرية ضروري، وأي شخص يواصل انتهاك هذا الحق الأساسي ليس لديه ما يتوقعه سوى قوة القانون".

getty

وتعيش كوسوفو في حالة من التوتر الأمني بشكلٍ متكرر، بسبب رفض الأقلية الصربية الموجودة شمال البلاد الاعتراف بالمؤسسات الحكومية، حيث ما يزال الصرب هناك يستعملون الوثائق واللوحات المعدنية للسيارات الصربية، وترفض صربيا الاعتراف باستقلال كوسوفو، بعد ما يقارب العقد من الحرب التي أنهت الحكم الصربي. وتشجع الأقلية الصربية في شمال كوسوفو على مواجهة السلطات في بريشتينا، حيث تُصرّ صربيا على أن كوسوفو تتبع لها.

وسبق لصربيا أن حشدت قواتها على الحدود مع كوسوفو عدة مرات على مدار العامين، مهددةً بالتدخل في كوسوفو، لكنّ توسط أطراف دولية وأوروبية نجح مرارًا في خفض التوتر في المنطقة.

وفي وقت سابق من آذار/ مارس، توصلت صربيا وكوسوفو إلى اتفاق غير نهائي لتطبيع العلاقات بينهما برعاية الاتحاد الأوروبي، الذي وصف المفاوضات التي أجريت بين الطرفين بالصعبة.

وجاء الإعلان عن الاتفاق الجديد على لسان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل، وعلى الرغم من تأكيد صربيا أن الاتفاق "ليس نهائيًا"، إلّا أنّ أطرافًا عدة بينها الاتحاد الأوروبي تراهن عليه لإنهاء حالة صراع استمر لأكثر من عقدين بعد حرب دامية.

وبررت صربيا وصف الاتفاق بغير النهائي بكونه "جرى حول عدة نقاط لتنفيذ اقتراح الاتحاد الأوروبي للتسوية"، فيما يبدو أنّ مصدر التحفظ في وصف الاتفاق بالنهائي فنيًا أكثر منه قضية جوهرية.

وكانت مقدونيا الشمالية استضافت مفاوضات جديدة بين الجانبين الكوسوفي والصربي استمرت 12 ساعة بوساطة الاتحاد الأوروبي، شارك فيها رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي ورئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، حول تطبيع العلاقات بين الجانبين.

وعقب تلك المفاوضات قال مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "اتفقت كوسوفو وصربيا على الملحق التنفيذي للاتفاق حول مسار تطبيع العلاقات. حيث التزم الطرفان التزامًا كاملًا باحترام جميع بنود الاتفاقية، وتنفيذ التزاماتهما على نحو سريع وبحسن نية". 

وأضاف بوريل، في حينه، خلال مؤتمر صحفي بعد محادثات مع قادة كوسوفو وصربيا، "لقد توصلنا إلى اتفاق بشأن سبل تنفيذ ملحق للصفقة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي لتطبيع العلاقات بين الجانبين، مع وضع ترتيبات وضمانات محددة لضمان مستوى مناسب من الإدارة الذاتية للطوائف الصربية في كوسوفو". ووصف بوريل  المفاوضات بـ"الصعبة".

أما الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش فصرّح عقب نهاية المفاوضات قائلًا: "اتفقنا على بعض النقاط وليس كل النقاط"، معتبراً أن الاتفاق "ليس نهائياً". مردفًا القول: "على الرغم من الخلافات بشأن بعض القضايا، فإن المحادثات مع رئيس وزراء كوسوفو كانت لائقة".

مشيرًا إلى أن "مسار عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي سيكون مشروطًا بتنفيذ الاتفاق الذي اقترحته بروكسل".

وسبق للرئيس الصربي أن تعهَّد"بعدم الاعتراف بكوسوفو"، كما نظّمت في العاصمة الصربية بلغراد على هامش المفاوضات الأخيرة احتجاجات رافضة للاعتراف باستقلال كوسوفو، لكن الاتفاق الجديد يفرض على صربيا الاعتراف بكوسوفو.