22-ديسمبر-2019

من المسلسل (IMDB)

عند البحث عن تاريخ أوائل الأعمال الدرامية نجد أنها تعود إلى عام 1960 عندما صدر أول عملين تلفزيونيين بشكل منفصل في مصر وسوريا. تتوافق المصادر على أن أول مسلسل مصري هو "هارب من الأيام" المقتبس عن رواية بالعنوان عينه للكاتب ثروت أباظة في عام 1961، وفي سوريا كانت "تمثيلية الغريب" فاتحة الأعمال الدرامية بإنتاجها عام 1960، وتم بثها مباشرة على الهواء من خلال تمثيلها داخل استديو.

يعتبر مسلسل "أيام شامية" باكورة دراما البيئة الشامية، وفاكهة كلاسيكيات هذا النمط الدرامي

والقول هنا إن الدراما السورية عاصر تطورها مراحل مختلفة تواكب عليها مدارس إخراجية متنوعة ساهمت بوصولها لواقعها الحالي. طبعًا لن نغوص في مراحل تطور الدراما السورية كاملة لأن ما يهمنا من الحديث في هذا الشأن دراما البيئة الشامية في سرديتها لتاريخ الخلافة العثمانية، ورصد أحوال أهالي الشام العوام في إطار قصصي لبيئة صغيرة متخيّلة عن حي من الأحياء الدمشقية بتوصيفها المحلي "الحارة"، في ظروف مختلفة تركز في أساسيتها على عنصر "الزعيم" أقوى سلطة في الحي، وأعضاوات الحارة كنايًة عن مجلس الشورى، دسائس ومكائد النساء، وصراع قوى الخير مع قوى الشر.

اقرأ/ي أيضًا: "الانقلاب" فيلم تلفزيوني في تركيا

صورة العثمانيين في الدراما العربية.. دراما البيئة الشامية إنموذجًا

يعتبر مسلسل "أيام شامية" باكورة دراما البيئة الشامية، وفاكهة كلاسيكيات هذا النمط الدرامي، لا أظن أن أحدًا ينسى صرخة الراحل خالد تاجا (أبو عبدو) الشهيرة: "نزيهة روحي توضي". مجتمع بسيط صغير متخيّل في أحد الأحياء الدمشقية الصغيرة يرافقه الإشارة للمراحل الأخيرة من انهيار خلافة الدولة العلية، وما شابها من تسلط الإنكشارية على الشوام العوام برمزية لطيفة بدون كل هذه الفانتازيات التي أدخلت عليها.

عندما أنتج "أيام شامية" في عام 1992 لم تكن العلاقات السياسية مع أنقرة بأفضل حالها، حسبما تظهر المراجع التاريخية. على أية حال أعادت دراما البيئة الشامية إنتاج نفسها بمسلسل "الخوالي" عام 2000. يروي قصة عن أحد الأبطال الشعبيين المحليين نصار بن عريبي في قتاله ضد الإنكشاريين العثمانيين، وفي مرحلة لاحقة ضد الفرنسيين، وفقًا لما كتب في نهاية شارة الحلقة الأخيرة، وما يدل على أن ابن عريبي ليس شخصية متخيلة بقدر ما هي شخصية حقيقية، قدمت في سياق قتالها ضد الإنكشاريين العثمانيين الذين أمعنوا في تسلطهم على الشوام العوام حتى قرروا الخروج عليهم.

في هذا السياق لا بد لنا من الإشارة إلى مسلسل "إخوة التراب" من جزئين ما بين عامي 1996 – 1998، بتقديمه لمحة عن موجز تشكل سوريا المعاصرة، بدأها بالأول في الحديث عن الثورة العربية الكبرى في وجه الخلافة العثمانية التي كانت داخلًة في الحرب العالمية الأولى، مصورًا مراحل أخذ العسكر المعروفة بـ"سفر برلك"، وحسبما معروف فإن أنقرة اعترضت على الجزء الأول من المسلسل لما صور فيه من مشاهد التعذيب بالخازوق، إلى أن كان الخبر بعدها بعامين عن حشد أنقرة جيوشها على أطراف الشمال السوري، بسبب إيواء دمشق لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المدرج على قائمة "التنظيمات الإرهابية" في تركيا، ما أسفر في نهاية الأمر بإلقاء القبض على أوجلان، وتوقيع اتفاقية أضنة بين دمشق وأنقرة.

صورة العثمانيين في دراما البيئة الشامية تغيرت كليًا منذ عام 2004، مع الصعود السياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان

هذه السردية كان لا بد منها لقراءة السياق التاريخ لإنتاج مسلسل "الخوالي" بخروج الشوام على الخلافة العثمانية. لكن حال صورة العثمانيين في دراما البيئة الشامية تغيرت كليًا منذ عام 2004، مع الصعود السياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسياسة الانفتاح على العالم العربي. من هنا بدأت دراما البيئة الشامية بإعادة رسم صورة رجال الكراكون، رجال الشرطة المحليين في أيام الدولة العلية، فكانت باكورتها بمسلسل "ليالي الصالحية" في العام عينه.

اقرأ/ي أيضًا: قيامة أرطغرل أم روبن هود؟

يحكي العمل سردية محلية تدور في إطار الغدر والخيانة، والصدق والأمانة، وانتصار الخير بصورة عباس النوري (المعلم عمر) على الشر بسام كوسا (المخرز). في هذا العمل نجد أن الشوام لم يعترضوا على "الأخذ عسكر"، وكانوا على وئام تام مع جماعة الكراكون، حتى أن المجتمع المحلي لم يكن لديه أية مشاكل مع الولاة العثمانيين أو رجالات الدولة العلية، بل على العكس كان يكل لهم كل الطاعة، رغم أن المراحل الزمنية التي تصورها جميع الأعمال المذكورة أعلاه كانت تدور ضمن حقبة زمنية واحدة، إلا أنه أعيد تقديمها بصورة متنوعة نظرًا لتطور العلاقات السياسية بين أنقرة ودمشق، ولاحقًا وجدناها مجددًا في مسلسل "أهل الراية".

وفي حال أردنا مقاربة انعكاس الرسائل السياسية في الأعمال الدرامية السورية، يمكننا الاستعانة بسلسلة "باب الحارة" بأجزائها التسعة، دونًا عن العاشر بسبب تحول إنتاجه لشركة أخرى، وللتدليل على ذلك يمكن قراءة السياق الزمني لإنتاج جزئه الأول الذي ركّز على مرحلة صراع الأحياء الشامية مع الاستعمار الفرنسي برمزية رئيس المخفر المتعامل مع الجيش الفرنسي، فالعمل عندما أنتج في عام 2006، أي العام اللاحق لخروج الجيش السوري من لبنان بعد الجهود الدولية التي قادها الرئيس الفرنسي جاك شيراك للضغط على دمشق من أجل تنفيذ ذلك.

وهنا لا بد من التنويه إلى أنه إنتاج "ياسمين عتيق" في 2013 الذي يروي قصة الصدام بين أهالي الشام وجنود الدول العلية "المواصلة والكراكتة" بعد فرض السلطان محمود الثاني "ضريبة الصليان" في عام 1830، قدم العمل قراءة لتلك الحقبة بالإشارة للأحياء المسيحية واليهودية، وكان مميزًا بالأزياء التي كانت مقاربة جدًا بتاريخيتها، ولأول مرة على ما أعتقد تتم الإشارة في أعمال دراما البيئة الشامية للخانات، بوجود خان الدكة الذي يقصده طبقات "الجوربجي أو الآغا" لشرب الكحول، ومشاهدة الفتيات يرقصنّ، وألقى لمحًة على التقسيمات الإدارية والسياسية والعائلية لأهالي الشام غير التي كنا نعرفها، صورة حاولت أن تقارب أكثر ما تستطيع في قرائتها لتلك الحقبة.   

مناقشة هادئة لتناول التاريخ في الأعمال الدرامية

وعلى ذلك، فإن التطورات التي رافقت تطور صورة العثمانيين في دراما البيئة الشامية يمكننا عكسها على مجمل الأعمال الدرامية بأنماطها المختلفة، ويأتي في مقدمتها الدراما التاريخية، التي قدمت لنا مؤخرًا مسلسل "ممالك النار" المكون من 14 حلقة من إنتاج إماراتي بكلفة يقال إنها وصلت لـ40 مليون دولار، من تأليف السيناريست المصري محمد سليمان عبد المالك، وإخراج البريطاني بيتر ويبر، يروي سيرة أكثر السلاطين العثمانية إشكالية، سيرة السلطان سليم الأول الملقب بـ"الغازي".

يصور "ممالك النار" واحدًة من أكثر الحقب الإشكالية في تاريخ خلافة الإسلامية عندما قرر سليم الأول الذهاب بالجيش الإنكشاري إلى الشام والقاهرة

في حوار أجرته وكالة رويترز قبل أيام مع كاتب العمل، قال مدافعًا عن الانتقادات التي طالت قراءته التاريخية لتلك الحقبة إن "العمل الدرامي التاريخي دوره ليس توثيق التاريخ بقدر ما هو محفز على التفكير والبحث وإعادة قراءة الأحداث"، في مقارنة لإجابة عبد المالك مع حوار لصاحب ثلاثية الأندلس السيناريست وليد سيف نلمس اختلافًا كبيرًا في تناول الدراما التاريخية، وسيف قدم أيضًا "التغريبة الفلسطينية" الذي يعتبر إلى جانب الثلاثية من أفضل الأعمال الدرامية التاريخية بتقديمه سردًا تاريخيًا مقاربًا تمامًا للحقبات التاريخية التي جرى سردها.

اقرأ/ي أيضًا: كونتاك.. مسلسل سوري يسخر من ضحايا هجمات الأسد الكيميائية

يقول سيف إن "العمل الدرامي التاريخي ليس عملاً تسجيًليا تاريخيًا تعليميًا بالمعنى الضيق للجانب التعليمي، وإنما هو عمل فني درامي في المقام الأول يوظف المادة التاريخية. إلا أن هذه الصفة الفنية لا ينبغي لها أن تجور على الحقائق التاريخية فتزيفها وتحرفها بدعوى الإسقاط أو التصرف الفني الدرامي"، ويضيف مشيرًا للمراجع التاريخية المستخدمة في كتابة العمل التاريخي أنه "ليس ثمة مؤرخ قادر على التبرؤ من تحيزاته العقدية والسياسية والفكرية ليدعي الحيدة المطلقة، ومن هنا تتعدد قراءاتنا لنفس المادة التاريخية بتعدد خلفياتنا الفكرية والعقدية والمعرفية والسياسية".

أشار كاتب "ممالك النار" في معرض حديثه عن المراجع المستخدمة في صناعة العمل إلى أنه اعتمد على مرجعين أساسيين في الكتابة، "بدائع الزهور في وقائع الدهور" للمؤرخ ابن إياس، و"واقعة السلطان الغوري مع سليم العثماني" للمؤرخ ابن زنبل الرمال، وعند البحث عن المؤرخين المعتمدين في كتابة العمل نجد الدكتور عبد الرحمن الشيخ يقول إنهم كانوا ينتمون إلى فئة يطلق عليها في مصر باسم "ابن الناس"، لأنهم كانوا ليسوا أرقاء غير منخرطين بالقتال، ولدوا أحرارًا لآباء مماليك، يهتمون بالتاريخ العسكري والسياسي ويسجلون وفيات المشاهير، ولا يشيرون إلى التاريخ الاجتماعي إلا لمامًا.

لذلك فإن محاجاجات عبد المالك في معرض دفاعه عن العمل غير مقنعة، نظرًا لأن الهدف من الأعمال الدرامية في النهاية "التأثير في الكتل الجماهيرية والانتصار على الأحوال والظروف" كما يرى جورج لوكاش أولًا، أما ثانيًا فإن العمل حُمّل أبعادًا سياسية أكثر من محاولته تقديم مرحلة تاريخية بصورة متوازنة في ظل هذه الميزانية الضخمة، ويدعم ذلك ما جرى تداوله سابقًا في مجموعة تقارير تتحدث عن فرض الحكومة المصرية قيودًا على الإنتاج الدرامي، ومطالبتها المنتجين بتقديم أعمال تركّز على "تمجيد الجيش، ومهاجمة الإخوان المسلمين، والترويج للقيم العائلية المحافظة"، ومن المعروف أن العلاقات السياسية متوترة بشكل واضح بين الحليفتين مصر والإمارات من طرف، وأنقرة من طرف آخر.

مناقشة تاريخية هادئة لـ"ممالك النار"

يصور "ممالك النار" واحدًة من أكثر الحقب الإشكالية في تاريخ خلافة الإسلامية عندما قرر سليم الأول الذهاب بالجيش الإنكشاري إلى الشام والقاهرة للاستيلاء عليهما من الحكم المملوكي. حيثُ كان معروفًا في تلك الحقبة التاريخية، أو حتى ما سبقها، نشوء دول حديثة على حساب دول قديمة، والتي تدخل في أطوار تكوين الدولة الخمسة المذكورة في مقدمة ابن خلدون، وتقوم على التأسيس، الانفراد بالملك، الفراغ والدعة، القنوع والمسالمة، وأخيرًا الإسراف والتبذير الذي يؤدي إلى انهيار الدولة، وهو ما كان بائنًا في المسلسل من انهيار الحكم المملوكي مقابل صعود الحكم العثماني.

يقدم "ممالك النار" بصورة سريعة مراحل صعود سليم الأول السلطنة عند العثمانيين، وآخر سلاطين المماليك طومان باي في مصر، مع التركيز على جانب الخلاف العائلي والدسائس بين العثمانيين على السلطنة، وملاحظتها بدرجة قليلة جدًا عند المماليك، على الرغم من أن خيانة المماليك للسلاطين، وانقلابهم عليهم كانت من سمة الحكم المماليكي في مصر، على حد قول عبد المنعم ماجد، الذي يشير كذلك إلى أن "طبيعة الحكم المملولي لا يرعى إلا مصلحته في المقام الأول بصرف النظر عن حقوق رعاياه المشروعة في الحياة، مما جعل الناس يقفون منهم موقفًا سلبيًا حينما هاجم العثمانيون مصر"، وكان من النادر أن يقال عن أحد المماليك إنه قليل الأذى حتى وصل بهم الأمر "لاضطهاد أهل الذمة".

يقدم "ممالك النار" بصورة سريعة مراحل صعود سليم الأول السلطنة عند العثمانيين، وآخر سلاطين المماليك طومان باي في مصر

كما أنه كان من المعروف عن سلاطين المماليك حبهم للبذخ لدرجة وصلت بالسلطان الغوري عدم الشرب إلا بطاسات من ذهب، وهذا ما لم نجد له شيئًا من المسلسل الذي صوّر فترة مهمة من تولي حياة الغوري حين كان سلطانًا، ووفقًا لما ورد في المراجع التاريخية فإن الغوري عند ذهب لملاقاة سليم الأول كان محملًا بالهدايا يقصد إبرام صلح لا مقاتلته، الواضح تمامًا من المراجع عينها أن طومان باي كان السلطان المملوكي الوحيد الذي أحبه عامة الشعب بسبب حسن خلقه، وتقربه من رجال العلم والدين.

اقرأ/ي أيضًا: الكفيف في باب الحارة.. ملاك أم شيطان؟

عند البحث عن وصفٍ متوافق عليه لشخصية سليم الأول كان التوجه لصاحب قصة الحضارة ويل ديورانت سيد الأحكام. يقول صاحبنا "ازدرى سليم الأول بسياسة السلم التي انتهجها والده، وكان سليم قوي الجسم قوي الإرادة، عزوفًا عن المسرات وأسباب المتعة، ولوعًا بالقنص والصيد وحياة المعسكر، واستحق لقب "العبوس" لأنه شنق تسعة من ذوي أقربائه منعًا لأي فتنة أو تمرد، وشن الحرب تلو الحرب من أجل الفتح والغزو"، حتى أن ليو العاشر "قد ارتعد فرقًا لتقدم سليم أكثر مما ارتعد لظهور مارتن لوثر"، وأمر الكنائس بإقامة الصلوات شكرًا لله بعد وفاة سليم الأول الذي كان يجهز جيشًا لغزو رودس والعالم المسيحي، ومع ذلك فإن المراجع تشير إلى أنه قد "نظم سليم العبوس نفسه قصائد من الشعر المقفى".

يلفت المسلسل في حلقاته الأولى إلى تشريع السلطان محمد الفاتح "قانون نامه" بنصه "يمكن لأي من أبنائي، الذي سيهبه الله السلطنة، أن يتخلص من أخوته لأجل مصلحة الدولة، وهو ما تقره غالبية العلماء"، لكن الحلقات اللاحقة حملت الكثير من الإشارات للصراع على منصب السلطان عند العثمانيين، مع أنها حقائق معروفة لدى معظم المؤرخين، نظرًا لاعتبار نتيجة الصراع بين الأخوة "حكمًا إلهيًا"، كما يقول الدكتور خليل اينالجيك الذي ينوه كذلك إلى أن "مكائد البلاط، وخاصة من أمهات السلاطين" لعبت "دورًا مهمًا في حياة السلطنة"، وأن الصراع على منصب السلطان بقي على حاله بين الإخوة حتى وصول محمد الرابع للعرش بحلول 1648، وبدأت معه مرحلة تولي السلطنة أكبر أفراد العائلة سنًا.

عند المقارنة بين شخصيتي سليم الأول جسدها محمود نصر من طرف، وطومان باي لعب الدور خالد النبوي، نلمس تفاوتًا كبيرًا بالأداء أولًا، والعوامل النفسية ثانيًا، من حيثُ تركيزها على الجانب العنيف من شخصية سليم الأول، لكن سليم الذي يصفه ماجد بأنه "لم يكن في قلبه رحمة بشكل غير عادي"، يشير لمسرد مهم من أصل الحكاية تقول إن سليمًا لم يكن يقصد قتل طومان باي، إلا أنه قتله تحت نصيحة وإلحاح أمراء المماليك الذين انحازوا إليه، وكذلك الأمر مع ذهابه إلى مصر بعدما كان يريد التوقف عند الشام إلا أن الأمراء المماليك ألحوا عليه الذهاب إلى القاهرة.

رغم التكلفة الإنتاجية العالية لمسلسل "ممالك النار" فإنه لم يظهر بالجودة الفنية المتوقعة منه

في مقابل ذلك ذلك قدمت شخصية طومان باي كما وردت في المراجع العربية، وذلك حسبًا منا أن اسمه لم يرد في فهرست الأعلام لقصة الحضارة، ويمكن الاكتفاء بأنه السلطان المملوكي الوحيد الذي أحبه أهل مصر، وكان في البداية قد امتنع عن قبول تعيينه سلطان إلا أنه رضخ تحت طلب الأعيان لذلك، يضاف عليها علاقته العاطفية عليها علاقته العاطفية مع نلباي الجارية، وأخيرًا البطل القومي بشحذ العصب القومي إلى أكبر درجة، ومركزية مصر في القومية العربية في مواجهة القوى الخارجية، كل هذا الشحذ القومي تأجج في خطبة طومان باي التي بدأها بكلمات "يا شعب مصر العظيم"، وفي الحلقة الأخيرة يقف على منصة الإعدام حاملًا القرآن بكلتا يديه.

اقرأ/ي أيضًا: "باب الحارة".. الحلاق أبو عصام مثقفًا فرانكوفونيًا

أخيرًا، لا بد من الإشارة إلى أنه رغم التكلفة الإنتاجية العالية لـ"ممالك النار" فإنه لم يظهر بالجودة الفنية المتوقعة، إذا تجاهلنا شارة المقدمة المشابهة للعمل الفانتازي "صراع العروش"، كادت المعارك المصممة أن تكون شبه معدومًة، وكان ظننا أنها غائبة لولا ظهورها في الحلقة الثالثة عشرة، عدا عن ذلك لا توجد مبارزات أو تصميم فني للمعارك، بقدر التركيز على الخطاب القومي بشكل واضح في الحوار، يمكن الاستعانة بحوار منى منصف بدور والدة الخليفة المتوكل على الله الثالث مع سليم الأول عندما دخل القاهرة، ولاحقًا حواره مع طومان باي بعد القبض عليه، وتسرد المراجع أن طومان باي قال لسليم الأول خلال الحوار بينهما "إن دولتكم هي التي أقبلت، ودولتي أدبرت".

 

اقرأ/ي أيضًا:

النظام السوريّ يحوّل "أبو عصام" إلى فيمينيست

عابد فهد.. العودة إلى حضن البهيمية