08-ديسمبر-2019

قضى أكثر من ستين مهاجرًا على الشواطئ الموريتانية قبل أيام (فيسبوك)

حاليًا تعتبر الشواطئ الموريتانية ممرًا حيويًا للمهاجرين نحو أوروبا، وتضم مدينة نواذيبو، وهي شبه جزيرة على الشواطئ الموريتاتية، أعدادًا معتبرة من الجاليات الأفريقية التي تنظر إليها الدولة الموريتانية وشركاؤها الأوروبيون نظرة اشتباه. ما دفع  موريتانيا إلى تشديد مراقبة الشواطئ لمنع الهجرة. ومع ذلك فإن قوارب المهاجرين مستمرة في التدفق، مطاردة حلم الوصول للضفة الأخرى من شواطئ الأطلسي. وفي ظل صراع الإرادات هذا يحدث أن يتحوّل المشهد إلى صورة قاتمة لضحايا زوارق الهجرة.

تعتبر الشواطئ الموريتانية ممرًا حيويًا للمهاجرين نحو أوروبا، وتضم مدينة نواذيبو، أعدادًا معتبرة من الجاليات الأفريقية التي تنظر إليها الدولة الموريتانية وشركاؤها الأوروبيون نظرة اشتباه

 في الخامس من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، شهدت الشواطئ الموريتانية مأساة جديدة للمهاجرين كان ضحيتها 62 مهاجرًا ماتوا غرقًا بعد تعطّل قاربهم قبالة شواطئ مدينة نواذيبو وبالتحديد عند الكيلومتر 25 من المدينة، بحسب رواية وزارة الداخلية الموريتانية.

اقرأ/ي أيضًا: فوضى أحزاب موريتانيا.. تعددية غير ديمقراطية

القارب الذي يُقل الضحايا كان على متنه حوالي 180 مهاجرًا حسب بيان لوزارة الداخلية الموريتانية، بينهم نساء وشباب تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة إضافة لعدد من القاصرين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، وبحسب إفادات الناجين من الغرق فإن القارب الذي كان يُقِلُّهم انطلق من دولة غامبيا في السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، وكانت إسبانيا هي وجهتُهم، دون الكشف عن العوامل والأسباب التي أدّت إلى غرق قاربهم في منطقة "قلب اجمل" عند الشواطئ الموريتانية. وبذلك تظل أسباب غرق القارب مجهولة حتى اللحظة، فما زالت الجهات الرسمية الموريتانية لم تكشف بعد عن الأسباب وإن كانت صرّحت أن حوالي 80 شخصا نجوا من الغرق ويتلقون العناية في مركز إيواء اللاجئين باسثناء 10 أشخاص تم حجزهم بالمستشفى نظرًا لإصاباتهم البالغة الخطورة.

بعد يوم واحد من هذه الكارثة أعلن مصدر حكومي موريتاني عن أن خفر السواحل الموريتانية أوقف زورقًا آخر لمهاجرين يصل عددهم إلى 140 مهاجرًا، هذه المرة قبالة مركز "انوامغار" على بعد 400 كلم من مدينة نواذيبو الشاطئية. لكن المصدر الحكومي الذي نقل الخبر لم يتحدث عن جنسيات المهاجرين ولا عن وجهتهم أو المكان الذي انطلقوا منه. لكن الأمر الوحيد المؤكّد هو أنهم سيحتجَزون في مركز إيواء المهاجرين المكتظ هذه الأيام لحين اتخاذ قرار بشأنهم. والراجح أن يكون القرار هو إعادتهم من حيث أتوا، فمركز الإيواء الموجود في مدينة نواذيبو الموريتانية هو عبارة عن مركز احتجاز أمني لا تنطبق عليه بحال من الأحوال مواصفات مراكز الإيواء حسب عدة منظمات حقوقية.

ومع ذلك كان لافتًا للانتباه قيام السلطات الموريتانية بمنع قنوات إعلامية من تغطية ملف المهاجرين على خلفية حادث غرق الزورق القادم من غامبيا، فقد مُنع فريق قناة الجزيرة الإنجليزية من تغطية الحدث دون تقديم أي تبرير للمنع. وهو ما يزيد الشكوك حول سياسة تعامل موريتانيا مع قضايا الهجرة والمهاجرين بالتنسيق مع عدة دول أوروبية في مقدمتها إسبانيا وإيطاليا. وإن كانت المنظّمة الدولية للهجرة قد أصدرت بيانًا يوم الخميس، أشادت فيه بتعاطي السلطات الموريتانية مع حادث غرق المهاجرين على لسان رئيسة بعثتها إلى موريتانيا لورا لونغروتي، في نوع من التواطؤ الأممي مع قمع المهاجرين في مراحل هجرتهم الأولى.

اقرأ/ي أيضًا: مطالب سياسية في موريتانيا بمحاكمة الرئيس السابق.. وبوادر أزمة سياسية

يشار إلى أنّ الشواطئ الموريتانية أصبحت تكتسي أهمية كبيرة في الهجرة نحو أوروبا بسبب التضييق على ممرات الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي جعل المحيط الأطلسي محطّ نظر المهاجرين وهو ما أعطى أهمية بالغة للشواطئ الموريتانية التي تتميز بطولها وبصعوبة مراقبتها. وكانت السلطات الموريتانية مدعومة من دول أوروبية قد عزّزت الرقابة على الشواطئ.

تجاوز عدد المفقودين أكثر من 200 شخص في أكثر من 11 حادث غرق على طول طريق الهجرة الممتد بطول 1400 كيلومتر من من جمهورية الرأس الأخضر إلى جزر الكناري

وبحسب تقريرٍ صادر عن المنظمة الدولية للهجرة هذا العام فإن عدد المفقودين تجاوز أكثر من 200 شخص في أكثر من 11 حادث غرق على طول طريق الهجرة الممتد بطول 1400 كيلومتر من من جمهورية الرأس الأخضر إلى جزر الكناري.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جنرالا موريتانيا.. هواجس ولد عبد العزيز تغذي طموح ولد الغزواني

موريتانيا بين جنرالين