17-يونيو-2018

تلقت ظاهرة فصل الأطفال عن ذويهم استنكارًا واسعًا (نيويورك تايمز)

أثارت سياسة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بخصوص أطفال المهاجرين جدلًا واسعًا، حيث تفصل السلطات الأمريكية أطفال المهاجرين عن ذويهم على الحدود، كسياسة لردع الهجرة غير النظامية. ويسلط هذا التقرير المترجم عن صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء بالأرقام على هذه الظاهرة والنقاش حولها.


قالت إدارة ترامب الجمعة الماضية إنها فصلت 1,995 طفلًا عن آبائهم وأمهاتهم الذين يواجهون دعاوى جنائية، لعبورهم الحدود بصورة غير نظامية خلال فترة ستة أسابيع انتهت الشهر الماضي، في ظل سعي ترامب لتحويل مسار اللوم عن الممارسة التي تعرضت للانتقاد على نطاق واسع وصارت السياسة المميزة له في جدول أعماله المعادي للهجرة.

منذ 19 نيسان/أبريل وحتى 31 أيار/مايو، تم فصل الأطفال عن 1,940 من ذويهم البالغين، وفقًا لمتحدث باسم وزارة الأمن القومي الأمريكي

منذ 19 نيسان/أبريل وحتى 31 أيار/مايو، تم فصل الأطفال عن 1,940 من ذويهم البالغين، وفقًا لمتحدث باسم وزارة الأمن القومي الأمريكي، خلال اجتماع هاتفي مع المراسلين، وُصف بكونه محاولة لتصحيح الأرقام المتعلقة بتقسيم العائلات المهاجرة على الحدود.

أصر المسؤولون في الإدارة على عدم الكشف عن هويتهم كي يشرحوا سياسة الرئيس وينكروا الكثير من القصص المضرة التي ظهرت في الأيام الأخيرة. شمل ذلك حكاية عن طفلة تبلغ أربعة أشهر أخذتها السلطات المعنية بالهجرة من والدتها التي كانت ترضعها، وقال أحد المسؤولين إن الوزارة حاولت التحقق من تلك الواقعة دون جدوى.

اقرأ/ي أيضًا: سرقة أطفال المهاجرين على الحدود الأمريكية.. جريمة ترامب لردع الهجرة

وقال ترامب للصحفيين صباح الجمعة الماضية أمام البيت الأبيض: "أكره أن يُؤخذ الأطفال بعيدًا"، وأضاف أن"على الديمقراطيين أن يغيروا قوانينهم - هذا قانونهم". بعد ذلك بفترة قصيرة، كتب على تويتر: "الديمقراطيون يجبرون على تفكيك العائلات على الحدود بأجندتهم التشريعية المروعة والقاسية".

لكن ترامب كان يُسيء لسياسته الخاصة. فليس هناك قانون ينص على أخذ الأطفال من والديهم إذا عبروا الحدود بشكل غير قانوني، وقد قدمت الإدارات السابقة استثناءات لأولئك الذين يسافرون مع أطفال قاصرين عندما أقامت دعاوى على المهاجرين لدخولهم بشكل غير قانوني. ويقول مستشارو ترامب إن سياسة "عدم التسامح" التي وضعها الرئيس في نيسان/أبريل وبدأ سريانها الشهر الماضي من قبل المدعي العام جيف سيشنز، لا تسمح بأي استثناءات من هذا القبيل.

وقد عكست جهود الرئيس لتحاشي تلقي اللوم على هذه الممارسة إلى أي مدى صارت مكروهة سياسيًا، مع تنديد الديمقراطيين والمدافعين عن المهاجرين وعن الحقوق المدنية والزعماء الدينيين، بها لكونها غير إنسانية.

بدأ الجمهوريون كذلك في التعبير عن عدم ارتياحهم لهذه الممارسة. وقد أعرب رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان، وهو جمهوري من ولاية ويسكونسن، الخميس الماضي عن عدم ارتياحه لها، بينما كتب جون كايش، حاكم ولاية أوهايو، على تويتر يوم الجمعة: "كفوا عن تفريق العائلات. الأمر بهذه البساطة".

ويشير الرقم الصادر يوم الجمعة إلى أن آلاف الأطفال كانوا يؤخذون من آبائهم وأمهاتهم على الحدود منذ أواخر العام الماضي. كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في نيسان/أبريل الماضي أن حوالي 700 طفل أُخذوا بعيدًا عن والديهم بينما كان يتم النظر في أمرهم في المحطات الواقعة على الحدود الجنوبية الغربية، بما في ذلك أكثر من 100 طفل دون سن الرابعة. وبينما يزيد عدد الأطفال المقيمين في عهدتها على طاقة مراكز الاحتجاز، تخطط إدارة ترامب لإقامة مدينة خيام في مدينة تورنيلو بولاية تكساس لإيوائهم.

وقال مسؤول وزارة الأمن القومي إن الإدارة رسمت "حدًا واضحًا" ضد أخذ الأطفال من آبائهم لأن الحكومة لم تكن قادرة على رعاية أطفال بهذا الصغر على النحو الملائم، ولكنه لم يتمكن من توفير معلومات عن السن الذي يمتنعون عن أخذ الطفل الذي لا يتعداه.

كما أنكر المسؤول أن موظفي الإدارة كانوا يستخدمون ادعاءات كاذبة عند أخذ الأطفال، مثل قولهم إنهم سيحممونهم. لكن المحامين وأعضاء الكونغرس الذين تحدثوا مع المهاجرين الذين انفصلوا عن أطفالهم في الأيام الأخيرة أفادوا بسماعهم شيئاً مخالفًا.

اقرأ/ي أيضًا: "اليمين البديل في أمريكا.. "هايل ترامب!

وقالت النائبة براميلا جايابال، وهي ديمقراطية من واشنطن، زارت مؤخرًا 174 امرأة اعتُقلت على الحدود واحتجزت في سجن فيدرالي في سيتاك، إن بعضهن ذكرن أنهن أُخبرن بأن عليهن ترك أطفالهن لفترة وجيزة لالتقاط صور أو لرؤية القاضي، ليجدن عند العودة أن الأطفال قد أُخذوا بعيدًا.

يشير الرقم الصادر يوم الجمعة إلى أن آلاف الأطفال كانوا يؤخذون من آبائهم وأمهاتهم على الحدود الأمريكية منذ أواخر العام الماضي

وبينت جايابال في مقابلة لها يوم الجمعة الماضية: "أُجبرت هذه النساء على ترك أطفالهن في القاعة، وعندما عدن، كان الأطفال غير موجودين، ولم تتمكن واحدة منهن من توديع طفلها". وقالت لها إحدى النساء إن أحد عملاء الأمن على الحدود أخبرها أن عليها هي والمُحتجزات الأخريات أن "يخبرن أصدقاءهن في الوطن أن هذا ما سيحدث إذا حاولن الدخول إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية".

وحتى وهم يدافعون عن هذا الأسلوب، قال المسؤولون في الإدارة الأمريكية يوم الجمعة إنهم يفضلون عدم استخدامه، وطالبوا الكونغرس بتقديم تشريعات لتغيير قوانين الهجرة بحيث لا تعود هذه الممارسات ضرورية.

في مرحلة ما، اشتكى مسؤول من أن جو سكاربورو في محطة MSNBC التلفزيونية الإخبارية أظهر عدم احترام عندما قال خلال بثٍ إن الأساليب المُتبعة لفصل الأطفال عن ذويهم أشبهت عن غير قصد "النازيين"، ووصف تلك المقارنة "بالمثيرة للاشمئزاز". ودون أن يُسمي سكاربورو، طالبه بالاعتذار.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السلفادور.. شباب بين عنف العصابات وانتهاكات الشرطة وجنون ترامب

أين ينتصر الشعبويون في العالم؟..ولماذا؟