01-أكتوبر-2018

يعتقد ستيفن بينكر أن للسوق الحرة قوة على تحسين حياة الأفراد (Elpais)

أجرت صحيفة "إلبايس" الإسبانية حوارًا مطولًا مع أحد أساطين علم النفس الإدراكي، هو ستيفن بينكر، الأستاذ بجامعة هارفارد، والمدافع الشرس عن قيم "التنوير". فيما يلي، ننقل لكم ما جاء في الحوار مترجمًا بتصرف.


ستيفن بينكر، هو أحد الشخصيات الهامة في مجال عِلم النفس الإدراكي، ومُتخصص في الروابط بين العقل واللغة. وهو مُناظِرٌ دؤوب، ومؤلفٌ عِلمي مشهور، وأستاذٌ بجامعة هارفارد. يتناول كتابه الأخير "التنوير الآن: قضية المنطق والعلوم والإنسانية والتقدّم"، أولئك الذين جعلتهم رؤيتهم المُروعة عن العالم، في دور مُنقِذِه وبالتحديد، الشعبويون وأعداء التقدّم الذين يكسبون أراضٍ جديدة في ظل المناخ العالمي الحالي.

يعد ستيفن بينكر أحد أعرق علماء مدرسة علم النفس الإدراكي، وقد أُشيد بأعماله، واعتبرت فلسفة المستقبل

لقد مر زمن منذ أن استغنى ستيفن بينكر (63 عامًا) عن الإله، فعندما كان مُراهِقًا، حيث نشأ في مونتريال بكندا، أدرك أنه لا يحتاج إليه على الإطلاق. يشرح قائلًا: "عندما بدأت أتفكر في العالم، لم أستطع العثور على مكانٍ له بين أفكاري، وأدركتُ أن وجوده لم يكن مُفيدًا حتى بمثابة نظرية".

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يفشل التنويريون الجدد؟

في ذلك الوقت، انخرط بينكر في علاقة حب مع العِلم. العلاقة التي لا تزال مُتّقدة حتى بعد مرور 50 عامًا. وباعتباره أحد أعرق علماء مدرسة علم النفس الإدراكي في العالم، يركز عمله الأكاديمي على علم اللغة النفسي؛ وتتحدى كُتُبه، مثل "The Blank Slate" و"The Better Angels Of Our Nature"، الفِكر التقليدي حول السلوك وانحدار العنف. وقد أُشيد بأعماله واعتُبِرت فلسفة المستقبل.

وكانت لكل واحدة من مؤلفاته تأثيرات واسعة المدى، فألهمت نقاشات عالمية، حيث عُرِف فيها بالخصم الذي لايُقهر، وذلك باعتباره أحد المدافعين عن نظرية الأساس الجيني كمُفسّر للسلوك البشري.

وفي كتابه الأخير "التنوير الآن"، والذي وصفه بيل غيتس بـ"كتابه المُفضّل على الإطلاق"، ينتقد بينكر أعداء التقدم، وهم من يعتقدون أن العالم ينتكس ويسير للوراء، وهم وحدهم القادرون على إنقاذه. ويتمثلون في دونالد ترامب ومن على شاكلته من المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والشعبويين والقوميين "القَبَليين"، وبصفة عامّة، أولئك الذين ينبذون قِيَم التنوير.

أشيدت بأعمال ستيفن بينكر واعتبرت فلسفة المستقبل
أشيد بأعمال ستيفن بينكر واعتبرت فلسفة المستقبل

يشدد بينكر على ضرورة الدفاع عن مبادئ المنطق والعلوم والإنسانية الآن أكثر من أي وقتٍ مضى، لأن "الرقعة التي اكتسبناها يُمْكن أن تضيع"، على حد تعبيره، موضحًا: "التقدّم ليس مسألة قابلة للنقاش. وهذا سهلُ الفهم، فمعظم الناس يُفضّلون العيش على الموت، والوفرة على الفقر، والصحة على المرض، والسلامة على الخطر، والمعرفة على الجهل، والحُرية على الاستبداد. كل هذه الأشياء يُمكن أن تُقاس، وتطورها بمرور الوقت هو ما ندعوه بالتقدّم. وهذا ما يجب أن ندافع عنه".

  • يرتبط التنوير -بحكم التعريف- بالرأسمالية. لكن ألا تُعاني الرأسمالية من المشاكل بشكلٍ أو بآخر؟

يوجد علاقة بين الرأسمالية والتنوير، ولكن يوجد أيضًا التباس كبير؛ فالكثير من المفكرين يفسرون "السوق" على أنه سوق حُرة ويربطونها بالرأسمالية اللاسُلطوية (anarcho-capitalism) أو الليبرالية المُتطرفة. ولكنهما ليسا نفس الشيء. وكان الفيلسوف الإسكتلندي، آدم سميث نفسُه واضحًا جدًا في هذا الصدد.

  • لكن خلال الأزمة الأخيرة، توصل جزء كبير من الناس، لا سيما الشباب، إلى استنتاج مفادُه أن الرأسمالية والمؤسسات التي تتبنى هذا النظام قد فشلت. وتوقفوا عن الثقة فيها. وبدلًا من ذلك، باتوا يشعرون بأنهم ضحايا العولمة. فماذا كنتَ لتقول لهؤلاء الناس؟

أود في البداية أن أحث هؤلاء الناس على النظر إلى الحقائق. فلا العولمة ولا السوق الحرة هي السبب في فقرهم. الواقع مختلف تمامًا؛ فقد انخفضت نسبة الفقر المُدقِع بمقدار 75% في 30 عامًا. ثانيًا: أود أن أقول أن ضبط السوق والسوق نفسه ليسا متناقضين، بل على العكس، فقد أظهرت لنا الأزمة وجوب تجنّب فوضى السوق غير الخاضع للضوابط.

ثالثًا: علينا ألّا ننسى قوة الأسواق على تحسين حياة الأفراد. ربما قد حدث أكبر انخفاض لنسبة الفقر في تاريخ البشرية في الصين، ولم يكن ذلك بسبب إعادة التوزيع الهائلة لثروات الغرب، بل من خلال تطوير مؤسسات السوق.

  • يعني هذا تحسُّنًا اقتصاديًا، وليس المزيد من التحرّر!

عادة ما تترافق الحرية الاقتصادية مع أشكالٍ أخرى من الحرية. وبالنظر إلى أبعد من اقتصاد السوق، فإن كوريا الجنوبية، على سبيل المثال، مكانٌ أكثر حرية وبهجة من جارتها الشمالية. وعندما تتخلى البلدان عن السوق، مثل فنزويلا، فإنها تنزلق نحو البؤس. وهو ما حدث للاتحاد السوفيتي والصين في عهد ماو تسي تونغ وألمانيا الشرقية قبل هدم الجدار.

  • حسنًا، بات العالم مكانًا أفضل، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى الأسواق. ولكن كيف تُفسر صعود الشعبوية؟

لا أحد يعلم على وجه اليقين. من المؤكد أن الركود الأعظم كان عاملًا مُساعِدًا. ولكن بالنسبة لأوروبا، فقد كان هناك عاملًا آخر لذلك، فقد تزامن التدفق الكبير للمهاجرين من الدول المُسلمة إلى أوروبا مع تصاعد الإرهاب الجهادي، وتمت المُبالغة في تصوير الخطر الذي تنطوي عليه.

ونتيجة لذلك، فقد تملّك الخوف والتعصب العديد من الناس، وولّد هذا بدوره ردة فعل، وهذا ليس بالأمر الجديد. أصبح الشعبويون الآن في الجانب المظلم من التاريخ. إنهم يشعرون بالضيق والتهميش في وجه الاتجاه التدريجي الذي لا يُمكن إيقافه للكوزموبوليتية والتحرر من التقاليد، إضافة لحقوق المرأة والمثليين والأقليات.

كل هذا يُرعب الذكور البيض كبار السن، وهُم يُشكّلون نواة الشعبوية، الذين يدعمون دونالد ترامب وانسحاب بريطانيا والأحزاب المُعادِية للأجانب في أوروبا.

  • ما هي الأيديولوجية التي تقف وراء الشعبوية؟

يتشارك الشعبويون العقلية القبلية، وهي نفس العقلية التي تقود للقومية والسُلطوية. ويشعرون بالعداء تجاه المؤسسات، ويبحثون عن زعيم بالفطرة يستطيع أن يُعبّر عن "نقاء" وحقيقة القبيلة. كما يعتبرون من الصعب قبول المفهوم الديمُقراطي المُستنير للحكومة، كحارسٍ مؤقتٍ للسُلطة، ومُلزَمَة بالواجبات والقيود.

  • إذن فهُم يُعارضون سيطرة المؤسسات الديمقراطية؟

هذا صحيح. ينبُع التركيز الذي صبّه التنوير على المؤسسات، من الفكرة القائلة بأن البشر، إن أُتيحت لهم كامل حرية التصرف، سينتهي بهم المطاف إلى القيام بأشياء بالغة السوء والانخراط في العُدوان المُتبادل والاقتتال من أجل السُلطة.

وبالتالي، فلا فائدة من محاولة تغيير الطبيعة البشرية كما تسعى الأنظمة الشمولية دائمًا، وإنما استخدام الطبيعة البشرية ذاتها لإبقاء الطبيعة البشرية تحت السيطرة.

وكما قال جيمس ماديسون (الرئيس الأمريكي بين عامي 1809 و1817)، فإن "الطموح يتصدى للطموح". وهنا يأتي دور منظومة الضوابط والتوازُنات. فمن الجلي أن القادة يحاولون الحصول على أكبر قدر من السلطة، ولكن إن وقف المشرّعون والمحاكم -وهم أيضًا ليسوا ملائكة- لهم بالمِرصاد، فسيتم تطبيع الوضع وتجنُّب الدكتاتورية.

  • هل تَراه أن الشعبويين يكسبون تأييدًا على الأرض؟

لا أدري ما إذا كانت النزعة الشعبية ستهزم قِوى التنوير، ولكن هناك أسباب تدحض هذه الفِكرة. فمهما حاول ترامب بشدة، يبقى عكس مسار التقدّم صعبًا للغاية.

ستيفن بينكر: "لا فائدة من محاولة تغيير الطبيعة البشرية، وإنما استخدام البشر أنفسهم لإبقاء الطبيعة البشرية تحت السيطرة"

تمتلك الشعبوية قاعدة قوية في الأرياف، وتنتشر عبر الطبقات الأقل تعليمًا في المُجتمع. لكن العالمَ يتحول إلى الحَضَرية والتعليم بوتيرة سريعة. في الواقع، سيختفي جيل ترامب وسيتولّى جيل الألفية السُلطة من بعده، وهو جيل غير متحمسٍ للنزعة الشعبوية.

يرى بينكر أن ترامب وما يمثله، لا يمكنه عكس مسار التقدم
يرى بينكر أن ترامب وما يمثله، لا يمكنه عكس مسار التقدم
  • لكن في الوقت الراهن، أليس العالم في خطرٍ من ترامب؟

أجل. فشخصيته متهورة وانتقامية وعِقابية. ويمتلك السُلطة لإعلان حربٍ نووية. هذه الأسباب كافية؛ ولكن علاوة عليها، فإنه يُعارض المؤسسات التي سمحت بتحقيق التقدّم. إنه يُعارِض التجارة العالمية والتعاوُن الدولي والأمم المتحدة.

اقرأ/ي أيضًا: هل ستصمد الديمقراطية أمام شعبوية ترامب؟

وترجِع حقيقة أننا لم نشهد حربًا عالمية أخرى منذ عقود، إلى سلسلة من التنازُلات المُتبادلة التي تستند إلى مبدأ أننا مُجتمعٌ من الأمم، وأننا نتخذ قراراتنا وِفقًا لذلك. يُهدد ترامب ذلك كله؛ فقد نبذ رؤية أوباما لعالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية. ورَفَض الصفقة مع إيران وقام بتحديث ترسانته النووية. تُشكِّل غرائزُه الاستبدادية تحديًا تاريخيًا لكل من العالم والديمُقراطية الأمريكية.

  • وما هو تشخيصك؟

أعتقد بأن النصر سيكون حليف المؤسسات. هناك العديد من القوى التي تعمل ضد ترامب وتمنعه من تحويل تصريحاته إلى حقيقة واقعة. وقد برز عدة  قادة مؤثرين ممن يؤيدون التنوير، مثل جاستن ترودو وإيمانويل ماكرون.

  • ولكن لا يبدو أنهم يبذلون ما فيه الكفاية!

لكي تتغلب على الشعبوية، عليك أن تُدرك قيمة التقدّم. هناك ميل واسع بين المثقفين والصحفيين لتسليط الضوء على السلبيات فقط، ووصف العالم كما لو كان دائمًا على شفا الكارثة.

إنها العقلية الافتراضية. وقد استغل ترامب طريقة التفكير هذه، ولم يلقَ مقاومة كافية من اليسار، وذلك لأن بعضهم اتفق معه. لكن الحقيقة هي أن المؤسسات، وإن لم تكن مثالية، تحُلّ المشاكل. بإمكانها تجنُّب الحروب والحدّ من مستوى الفقر المُدقع.

  • أنت مُتفائل؟

أُحب أن أصف نفسي بأنني "منفتح على كافة الاحتمالات بشكلٍ جِدّي".

  • بعد حربين عالميتين، والقنبلة النووية، وتفشي الأسلحة والإرهاب، لم يعد يؤمن الكثير من الناس بأن العالم سيغدو مكانًا أفضل. هل هم مخطئون تمامًا؟ ألا يُعتبر وجود حدٍ معين من التشاؤم سبيلًا لتجنب التهاوُن؟

عليك أن تكون واقعيًا. يُمكن للأمور أن تسوء في أي وقت، وصحيح أن التهاوُن يمنعنا من رؤية الخطر. إن القَدَرِية محفوفة بالمخاطر، مثل قول: "لِماذا نُزعِج أنفسنا بتحسين العالم إن كان مُقدّرًا للعالم أن يزداد سوءًا؟".

إن القَدَرِيّون هم الأشخاص الذين يقولون: إن لم يكن السبب تغير المناخ، فستكون الروبوتات هي ما سيُنهي علينا. أما الخطر الآخر، فهو الراديكالية. يستطيع العديد من الشباب رؤية مشاكل حقيقية بالمنظومة، وهو أمرٌ جيد، لكن إذا انتهى بك الأمر إلى الاعتقاد بأن المؤسسات تُعاني من خلل وظيفي كبير ولا فائدة تُرجى من تحسينها، فأنت تُمَهِّد الطريق للحلول الراديكالية التي تقول بتدمير أي شيء "لم يعد نافعًا" و"إعادة البناء فوق الرماد". إن هذا خطأ فادح لأن المور ستزداد سوءًا.

  • هل تُعتَبَر القومية أحد العوامل المُدمّرة؟

تنطوي القومية دائمًا على خطر التحوّل لشيء خبيث، ولكن بإمكانها أن تكون خيّرة وهادفة إذا عمِلَت كعقدٍ اجتماعي، وقامت على محل الإقامة، وليس على المعتقدات الدينية والعشائر والقبائل.

وفي الحقيقة، يمتلك العقل البشري تفسيرًا مَرِنًا لمفهوم القبيلة. فيُمكن للقبيلة أن تُشير إلى العِرْق، ولكن قد تشير أيضًا إلى فريقٍ رياضيّ، أو نظام تشغيل ويندوز مُقابِل نظام تشغيل ماك،.

ويُمكن للقبيلة أيضًا أن تتجلّى في مستوياتٍ عِدة؛ فقد تكون فخورًا بكونك من جامعة هارفارد أو بوسطن أو ماساتشوستس، وحتى بانتمائك للعالَم. إذا كان إحساسُنا بالجنسية موجودًا إلى جانب إحساسنا بأننا أوروبيون، أو الأهم من ذلك، أن نكونَ بشرًا ومواطنين في هذا العالم، فقد يكون هذا حميدًا. القومية خطِرة حينما تأتي من جهة القَبَلِية وأنها مُعادَلةٌ صِفرية، أي أن ازدهار أُمّتنا لا يقوم إلا إذا لم تزدهر الأُمم الأخرى.

  • هل تؤدي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تفاقُم النزعة الشعبوية؟

صحيح أن الشعبويين استغلّوها، لكنني لا أرغبُ في إلقاء اللوم على مواقع التواصل الاجتماعي في كل شيء. لقد أصبح هذا أمرًا شائعًا، أن يُلقى باللوم طوال الوقت في أي شيء على السوشال ميديا، في حين أنه من الممكن استخدامها بشكل إيجابي. 

يصف ستيفن بينكر نفسه بأنه "منفتح على كافة الاحتمالات بشكل جدي"
يصف ستيفن بينكر نفسه بأنه "منفتح على كافة الاحتمالات بشكل جدي"
  • يرفع كتابك الأخيرة، "التنوير الآن" المعنويات، لكن عندما تستمع إلى الأخبار، يصبح من الصعب ألّا تشعرَ بالتشاؤم. هل يقع اللوم على وسائل الإعلام؟

تُواجه الصحافة مشكلة متأصلة، فهي تُركّز على الأحداث بدلًا من التوجُّهات. ويسهُل التعامُل مع كارثة عن التعامُل مع شيءٍ إيجابي. وينتهي الأمر بخلق صورة مُشوّهة للعالم. وكما قال الخبير الاقتصادي ماكس روزر: "بالأمس، كان بإمكان الصُحُف نشر خبرٍ عن نجاة 137 ألف شخص من الفقر. هذا شيء يحدث كل يوم منذ 25 عامًا، ومع ذلك لم يتصدر الصفحات الرئيسية للصحف أبدًا". المحصلة النهائية، أن ثمة نحو مليار شخصٍ قد نجوا من الفقر المدقع، ولا أحد يُدرك ذلك!

  • إذًا، يُدعَمُ التنوير من التقدّم. ولكن ألا يكون من غير المنطقي أن نكونَ متفائلين، وفي النهاية، فإن الاعتقاد بأن الأمور ستتحسن ليس أكثر عقلانية من الاعتقاد بأن الأمور ستزداد سوءًا؟

التفاؤل غير المشروط أمرٌ غير عقلاني. هُناك اعتقاد باطِل نشأ في القرن الـ19 بأن التطور يُساوي التقدّم. لكن التطور، بالمعنى الفنّي والبيولوجي، يعمل ضد السعادة البشرية. يمتلئ المُحيط الحيوي من حولنا بعوامل المرض التي تتطور باستمرار، لجعلنا نُصاب بالأمراض. والكائنات التي نعتمد عليها في غذائنا، لا تُريد أن تكونَ طعامنا.

ستيفن بينكر: "تواجه الصحافة مشكلة متأصلة، بتعاملها مع الأحداث بدلًا من التوجهات، لينتهي الأمر بخلق صورة مشوهة للعالم"

إن الحياة عبارة عن صراع، والمسار الطبيعي للأحداث مُريع. لكن البشر يستخفّون بهذه المشاكل. هناك مُغالطة شائعة تُصوّر التقدّم بمثابة قوة غامضة في الكون تدفع بالبشرَ تجاه التحسين. دائمًا التحسين. ولكن الأمر ببساطة ليس كذلك. لدينا أمل منطقي في التقدّم، وهذا إن قدّمنا الأفضل للمؤسسات الإنسانية، وإذا سَمَحَت لنا باقتناء معرفة جديدة وحلِّ المُشكلات. ولكن هذا لا يحدث دائمًا. هناك الكثير من القوى التي تجعل الأمور أسوأ بشكلٍ طبيعي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

صعود اليمين المتطرف في أوروبا.. سبل المواجهة المؤجلة!

ما وراء خطوط الشعبوية.. هل هو عصر إذابة الدولة القومية الحديثة؟